التطور الاقتصادي السريع أخطر ما يهدد نزاهة كرة القدم 

السبت 2 فبراير 2019 11:02 ص

لم تعد كرة القدم رياضة ترفيهية، ولكنها تحولت إلى تجارة وصناعة تتمثل في رواتب أو تحويلات أو إعلانات أو عقود حيث بات بيع وشراء الأندية لعبة جديدة لأغنياء العالم.

وتحولت كرة القدم بالفعل لتجارة وصناعة في منتصف ثمانينيات القرن التاسع عشر في المملكة المتحدة، ما أدى في النهاية إلى ارتفاع الأجور بعد أن كانت في البداية من سبعينيات القرن ذاته مجرد لعبة للفقراء والهواة من دون أجر.

وباتت كرة القدم ذات أهمية ومكانة في المجتمع، خاصة أنها أصبحت رياضة دولية معروفة يلعبها العالم بأسره.

وساهم التطور الاقتصادي السريع لكرة القدم في تشويه صورتها، فالمزيد من المال يعني احتمالات أكثر للفساد أو الغش، لأن جاذبية المكاسب تصبح أقوى.

واعتمد نظام الاحتراف في عام 1885، وكان أكبر لاعب يتقاضى 4 جنيهات إسترلينية أسبوعيا ثم تطور الأمر، بعد عقدين ليصل إلى ألف جنيه إسترليني حصل عليها اللاعب الإنجليزي "إلف كومون"، عندما انتقل من سندرلاند إلى صفوف ميدلزبره في أول صفقة في التاريخ عام 1905.

وارتفعت أسعار اللاعبين تدريجيا بعد منحهم أجورا بشكل قانوني، وزادت قيمتهم كأسهم البورصة، فكانت الانطلاقة آنذاك مع اللاعب "دينيس لو"، الذي انتقل من تورينو الإيطالي إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في صفقة قدرت بالضخمة، وذلك مقابل 100 ألف جنيه إسترليني، ليصبح أول لاعب في تاريخ كرة القدم يتم بيعه بهذه القيمة التي تضاعفت 10 مرات مع اللاعب "تريفور فرانسيس"، والذي رحل إلى نوتنغهام فورست قادما من بيرمنغهام سيتي مقابل مليون جنيه إسترليني في عام 1979.

وبسبب الاستثمارات المالية الكبيرة، وما تدره على الأندية من أرباح طائلة في وقتنا الحاضر، دفعت اللاعبين إلى المطالبة أكثر بحقوقهم، ورفض تمديد عقودهم من دون تحسينها من الناحية المالية في كثير من الأحيان، على غرار النجم البرتغالي "كريستيانو رونالدو"، الذي رحل عن نادي ريال مدريد بعد مسيرة دامت لأكثر من 9 سنوات، بسبب عدم تلبية مطالبه المادية.

كما يلعب الإعلام دورا فعالا في رفع قيمة اللاعبين أو خفضها، من خلال تسليط الضوء على أخبارهم، وأدائهم في البطولات، والجعل منهم محط اهتمام للأندية، التي أصبحت تتناحر فيما بينها، للظفر بخدماتهم، هذا بالإضافة إلى العلامات التجارية الكبرى، التي تسعى لتوقيع عقود مع كبار اللاعبين.

وكل ما سبق يؤدي باللاعبين إلى استخدام أساليب مثيرة للجدل لحد ما، محاولين سرقة الأضواء ممن حولهم من نجوم آخرين عبر استعراض سياراتهم الفارهة والعيش في مساكن فخمة وبالتالي فتح مجال تسويقي إعلامي كبير يخدم مسيرتهم الكروية.

وباتت مصداقية الرياضة الشعبية الأولى في العالم دون منازع، مهددة من قبل الأفراد الذين ينتهكون أخلاقيات الرياضة، بما في ذلك استخدام الأساليب المثيرة للجدل وغير المشروعة، مثل الفساد والرشوة، وشهدت بداية القرن العشرين بالفعل حالات كثيرة من الفساد مثل التلاعب بين ناديي مانشستر يونايتد وليفربول في 1915، لصالح الشياطين الحمر لتفادي الهبوط إلى الدرجة الثانية.

وفي المناسبات الكروية الحديثة غابت رقابة السيطرة في بطولة كرة القدم الإيطالية للمحترفين عام 2012 عندما أحيل 22 من مسؤولي الأندية، و61 لاعبا إلى القضاء للاشتباه بتورطهم في فضيحة "كالتشيوكوميسي" أي المراهنة على مباريات كرة القدم.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

دينيس لو مانشستر يونايتد تريفور فرانسيس نوتنغهام فورست ليفربول