هاجم موقع قناة "العربية"، تركيا وحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، إثر استضافته ندوة حول فكر "سيد قطب"، واصفة إياه بالإرهابي الذي أسس بفكره تنظيم "الدولة الإسلامية".

ونقل الموقع عن مستشار الرئيس التركي والمتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية"، "ياسين آقطاي"، تشديده على أن "فكر سيد قطب ليس ملكا للمصريين وحدهم، بل إنه ميراث عالمي يجب الاستفادة منه"، مضيفا أن: "سيد قطب دعا إلى تأسيس الجيل القرآني الرائد، وله ثواب في اجتهاداته التي أصاب بها أو أخطأ".

كما نقلت عن رئيس مستشارية رئاسة الحكومة التركية "بكر كاراغا"، ثناءه على ما حققته أعمال "قطب"، من منعطف جديد في القرن العشرين، وقوله: "نحن مدينون لهذا الرجل الذي أسس جيلا جديدا وقدم فكره للتضحية بالذات والنفس".

وفي تعليقها على الندوة، قالت محررة التقرير في موقع "العربية نت"، إنها أثبتت الانصهار القطبي مع الإسلام السياسي التركي، وكيف ساهم "قطب" في بناء تركيا الحديثة.

وربطت محررة التقرير بين تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأدبيات "قطب".

وأضافت: "يأتي هذا الترويج لرمز الجماعات التكفيرية من قبل النظام التركي الحالي، بوصفه تجسيدا مثاليا للإسلام العصري الليبرالي، حري بدول الشرق الأوسط تقليده ودعمه كما روج الغرب، وخصوصا إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما".

وختم التقرير بسؤال: "هل ببعث وإحياء سيد قطب من قبل النظام التركي الحالي تكون الثمار المرجو حصادها مما يسمى بمشروع عقلنة جماعات الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، بحسب ما كُلف به حزب العدالة والتنمية منذ سنوات من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية؟".

من جانبه، استنكر الإعلامي السعودي البارز "أحمد بن راشد بن سعيد"، تقرير "العربية"، وعلق عليه في تغريدة بالقول: "إحدى حريم العربية، والمعروفة بكرهها للإسلام، تهاجم تركيا لاحتضانها ندوة عالمية عن سيّد قطب، متهمة الشهيد (رحمه ﷲ) بالإرهاب، ومشيرة إليه بالرمز الأول لتنظيم الدولة الإسلامية".

وأضاف: "إن الحذاء الذي كان ينتعله سيّد هو أشرف من ملء الأرض من هذه المرأة، وممن أجاز هذا المنشور، ورضي به".

وجاء هجوم "العربية"، على "قطب"، بعد أسبوعين من تداول ناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، "عبداللطيف آل الشيخ"، وهو يهاجم "قطب"، ويصفه بأنه "إرهابي كبير".

و"سيد قطب"، يعتبر مفكرا إسلاميا وأديبا وكاتبا، ومن أهم المفكرين الإسلاميين في العصر الحديث، وأكبر ملهمي الحركات الإسلامية الحديثة، وانتمى لـ"الإخوان المسلمون"، وأعدم سنة 1966.

وخاض "قطب" معارك فكرية وسياسية، وترك عشرات المؤلفات ومئات المقالات، وتميز منها تفسيره (في ظلال القرآن) الذي قدم قراءة جديدة للقرآن الكريم.