بثت صحيفة "واشنطن بوست" إعلانا مدفوعا لها بنهائي دوري كرة القدم الأمريكية (سوبر بول) للمرة الأولى، الأحد، بهدف تكريم الصحفيين الذين يعانون أوضاعا خطيرة في جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" الذي قتل داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.
وإلى جانب "خاشقجي"، تضمن الإعلان، الذي استغرق 60 ثانية بتعليق "توم هانكس"، صحفيين قُتلوا أو اختفوا، منهم "أوستن تيس"، وهو مراسل مستقل مفقود في سوريا منذ 6 سنوات، و"ماري كولفين"، مراسلة صحيفة "صنداي تايمز"، التي قتلت في سوريا أيضا.
ويُظهر الإعلان مشاهد لمحطات مهمة من تاريخ الولايات المتحدة، منها الحرب العالمية الثانية والهبوط على سطح القمر وتفجير أوكلاهوما، مرفقة بتعليق لـ"هانكس"، جاء فيه: "عندما نذهب للحرب، عندما نمارس حقوقنا، عندما نرتفع إلى أعلى مستوياتنا، هناك شخص يجلب لك الحقائق بغض النظر عن التكلفة.. لأن المعرفة تمكننا.. المعرفة تساعدنا على اتخاذ القرار.. المعرفة تحافظ على حريتنا".
وينتهي الإعلان بشعار "الديمقراطية تموت في الظلام"، في إشارة إلى التهديدات المتزايدة التي تواصل تغييب الصحفيين حول العالم سنويا.
وقال ناشر الصحيفة الأمريكية "فريد ريان"، الأسبوع الماضي، في مذكرة لموظفيها، إنهم شعروا أن فرصة نهائي دوري كرة القدم الأمريكية "هي اللحظة المناسبة في المكان المناسب لتقديم هذه الرسالة المهمة للجمهور الكبير من الأمريكيين والمشاهدين الدوليين"، وفقا لما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبعد بث الإعلان علق مالك الصحيفة ومؤسس شركة "أمازون" العالمية "جيف بيزوس" عبر "تويتر"، مغردا: "شكرا للصحفيين في واشنطن بوست وحول العالم، الذين يقومون بعملهم، بغض النظر عن المخاطر التي يواجهونها".
وتقام مباراة السوبر بول سنويا في أول يوم أحد من شهر فبراير/شباط، وتحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة للغاية، إذ تعتبر كرة القدم الأمريكية اللعبة الشعبية الأولى بالولايات المتحدة.
يذكر أن "خاشقجي" اغتيل، في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل تقطيع جثته والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها السلطات السعودية، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عن من أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.
