استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كرة القدم والسياسة والأحقاد الخليجية

الأربعاء 6 فبراير 2019 05:02 ص

شهدت ملاعب إمارة أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، مباريات كرة القدم لأمم آسيا لعام 2019، ولا شك أن إمارة أبو ظبي أعدت برنامجا حافلا للدول المشاركة في هذا "المونديال الآسيوي".

ومن حقها أن تتوقع أن تفوز في نهائي تلك الفعالية الكروية بكأس أمم آسيا، إلا أن تلك الآمال تحطمت على شواطئ جزيرة أبوظبي الجميلة.

*     *     *

منذ الأيام الأولى لترتيب انعقاد تلك الفعالية الرياضية الآسيوية المهمة والقلق يلاحق المنظمين في أبوظبي من الفريق القطري الذي سيشارك في تلك التظاهرة الرياضية.

جرت محاولات تنظيمية وقانونية واجتماعية وسياسية لعرقلة مشاركة الفريق القطري في تلك التظاهرة الرياضية ولم يوفقوا.

حاولوا منع إداريي الفريق الرياضي القطري من دخول أبوظبي، ولم ينجحوا في ذلك، حاولوا أيضا منع رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم ورئيس اللجنة المنظمة لكأس أمم آسيا وفشلوا.

منعوا دخول الجمهور القطري إلى أبوظبي لمساندة فريقهم الوطني أسوة بغيرهم من الفرق الرياضية الأخرى المشاركة ونجحوا في ذلك لسوء الحظ، منعوا صحفيين قطريين من تغطية أنشطة البطولة لأن دولة الإمارات تفرض حصارا على دولة قطر بالاشتراك مع السعودية والبحرين ومصر.

كان النصير الوحيد لفريق قطر الرياضي في هذه المباريات الأشقاء من عمان الذين جاءوا من على بعد يصل الى 1200 كيلومتر من أجل تعويض الفريق القطري عن جمهوره الذين منعوا من دخول الإمارات لمساندة وتشجيع فريقهم.

من المؤسف أن حتى المشجعين العمانيين الذين أتوا لتشجيع الرياضيين القطريين لاقوا مضايقات وإهانات من قبل جمهور أبوظبي، جمهور أبوظبي قذفوا اللاعبين القطريين وهم في وسط الملعب بزجاجات المياه والأحذية وغير ذلك.

إيران التي تعتبر العدو الأول لدول الخليج العربي كما تقول وسائل إعلام في الإمارات ودول الحصار حضر جمهور كبير من الإيرانيين قادمين من الداخل الإيراني بأعداد كثيفة قيل إنها تصل إلى أكثر من 15 ألف مشجع ولم تعترض سلطات أبوظبي على حضور مشجعي كرة القدم من إيران..

يا للهول!! هل وصل العداء بين الشعبين القطري والإماراتي إلى هذا الحد إرضاء لنزوة حاكم؟!

الفريق القطري شارك في البطولة الآسيوية طبقا لقوانين "الفيفا" وليس رغبة من الدولة المضيفة لفعاليات المونديال الآسيوي لكرة القدم، الفريق القطري قدم في الميدان أفضل أداء، رغم الضغوط النفسية وهتافات الجماهير الظبيانية المضادة للفريق القطري.

تميز الأداء القطري في الميدان بحرفية ومهارات عالية المستوى وأخلاق رياضية منقطعة النظير، رغم ما لاقوه من عنف وفي بعض الحالات ضرب من بعض اللاعبين الإماراتيين. وقد شهد بذلك كل المتابعين لسير المباريات.

*     *     *

المعلقون الإعلاميون من مصر العزيزة راح بعضهم يكيل الشتائم وبذاءات القول ليس للاعبين القطريين لكن لدولة قطر وشعبها وقيادتها السياسية، ونسي أولئك المرتزقة الإعلاميون في القاهرة أو غيرها أنه يعيش معنا وعلى أرضنا أكثر من 300 ألف مصري نعاملهم أحسن معاملة ونحرص على مشاعرهم، يعيروننا بأننا قليل عديدنا، وأن فريقنا أممي، وهذا في حد ذاته جهل الجاهلين.

نعترف بأن بين فريقنا أناسا نالوا الجنسية القطرية وبعضهم ولد على تراب قطر وهذا لا يضيرنا، الكل يعلم أن الفرق الأوروبية بين لاعبيها أجانب وأقرب مثال فريق ليفربول الإنجليزي يلعب "محمد صلاح" العربي من مصر في كل مباريات ذلك الفريق.

وفي فرنسا منتخبها الوطني الذي فاز بكأس العالم عام 1998 كان بين صفوفه أكثر من 6 لاعبين أجانب أذكر منهم اللاعب الجزائري زيدان والباقون من أصول أفريقية.

والفريق الإماراتي يضم بين صفوفه أكثر من خمسة لاعبين مجنسين، الفريق القومي الألماني يضم بين صفوفه أكثر من خمسة لاعبين أجانب أذكر منهم اللاعب التونسي سامي خضيرة. فهل بعد هذه المعلومات الواضحة المعالم يمكن أن يعود العقل الى رؤوس إعلاميي ومهرجي إخواننا في مصر العزيزة.

*     *     *

لا جدال أن الفريق القطري الذي حصل على كأس أمم آسيا لكرة القدم قد حصل عليها بامتياز، ويؤكد خبراء الرياضة الكروية أن حارس المرمى القطري حصل على تقدير أفضل حارس، وكذلك حصل الفريق على أفضل دفاع كروي، وأفضل لاعب وأفضل هداف، واقوى خط هجوم، وأفضل صانع أهداف.

تلك التقديرات شهد بها خبراء كرة القدم الآسيويون وغيرهم. لقد قابل الفريق القطري الفريق الياباني في المباراة النهائية، بطل آسيا لأكثر من أربع مرات وهو لا شك فريق مكتمل التكوين ومشهود له بالجدارة. لكن الفريق القطري كان في مستوى التحدي.

لم يكن من لائق بدولة الإمارات وقيادتها ان تغيب عن حفل التتويج للفريقين (القطري والياباني) وتلغي الاحتفالات الجماهيرية بمناسبة ختام الدورة الآسيوية لألعاب كرة القدم، الرياضة هي أخلاق تجمع ولا تفرق الشعوب، تزيد المودة بين الناس، إنه عار على القيادة السياسية التغيب عن حفل توزيع الجوائز وتسليم الكأس لمستحقه.

المعيب جدا أن شرطة أبوظبي راحت تلاحق المشجعين الذين خرجوا من الملعب بعد تسليم الفريق القطير الكأس يهتفون للفريق الفائز بالكأس، وصادروا أعلام قطر منهم وصور السلطان قابوس.

آخر القول: قطر فازت بجدارة على كوريا الجنوبية، واليابان، والسعودية، والإمارات، وكوريا الشمالية والعراق ولبنان، وهتفت الجماهير في غزة واليمن وبيروت وماليزيا والكويت وتركيا وبرلين وباريس وجنيف، وأمريكا، وعمان، وشمال سوريا الحبيبة لقطر وفريقها، أستطيع القول إنها مظاهرة استفتاء واضح المعالم لصالح قطر سياسياً ورياضياً وأخلاقياً..

ختاماً مبروك لقطر شعبا وحكومة على إنجازكم.

- د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية

  كلمات مفتاحية

الإمارات أبوظبي قطر كأس آسيا 2019 دول الحصار منتخب قطر