ترامب يتعهد ببناء الجدار ويحذر الديمقراطيين وينتقد الصين وإيران

الأربعاء 6 فبراير 2019 06:02 ص

تعهد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ببناء الجدار على حدود المكسيك، محذرا من أن محاولات الديمقراطيين فيما يتعلق بمساعيهم لإجراء تحقيقات ضده -وصفها بالحزبية السخيفة- من الممكن أن تضر بالرخاء الأمريكي، مكررا انتقاده للصين وإيران.

جاء ذلك في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الأمريكي، أمس الثلاثاء، أمام الكونغرس.

وأعلن "ترامب" أنه سيحصل على جدار عازل على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقال: "في الماضي، معظم الناس في هذه القاعة صوتوا لصالح الجدار، ولكن الجدار لم يبن، سوف أحصل عليه".

وأوضح بأنه سيتم نشر قوات في المناطق التي حددها وكلاء الحدود على أنها في أشد الحاجة، مشيرا إلى أن "وكلاء الحدود سيخبرونك أنه عندما ترتفع الجدران، فإن العبور غير القانوني للبلاد سينخفض".

وفي المقابل، تذمر الديمقراطيون بصوت مسموع عندما بدأ "ترامب" يتحدث في خطاب "حالة الاتحاد" عن قوافل المهاجرين المتجهة إلى الولايات المتحدة، إذ حث الرئيس الأمريكي الكونغرس على وضع حد للهجرة غير الشرعية ووضع "تجار المخدرات والمهربين والعصابات بلا عمل".

وقال: "هناك قوافل كبيرة منظمة تسير نحو الولايات المتحدة".

وأدت لهجة خطاب "ترامب" لإثارة حنق الديمقراطيين في الكونغرس، ووضعت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي"، يدها بطريقة تشير إلى معارضة الحزب الديمقراطي لحديث "ترامب" عن المهاجرين.

ولطالما سعى "ترامب" لتأمين التمويل لبناء جدار، وقد ساهم طلبه 5.7 مليار دولار من الكونغرس في الإغلاق الحكومي الجزئي الأخير، والذي استمر 35 يوماً، ودعا "ترامب" المشرعين في الخطاب إلى "العمل معا" و"التوصل إلى اتفاق" على الجدار.

تحقيقات الديمقراطيين

وانتقد "ترامب" الديمقراطيين في مجلس النواب بسبب إطلاقهم ما وصفه بالتحقيقات الحزبية السخيفة في إدارته.

وقال: "معجزة اقتصادية تحدث في الولايات المتحدة، والشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقفها هو الحروب الغبية والتحقيقات السياسية والحزبية السخيفة".

وأضاف أنه إذا كان هناك سلام وتشريع، فلا يمكن أن تكون هناك معارك وتحقيقات، وقال إن الأمور لا تسير بهذه الطريقة.

وأعلن "ترامب" أن إدارته تهدف إلى القضاء على مرض الإيدز في غضون السنوات العشر المقبلة، وذلك باستخدام خطاب الاتحاد لوضع جدول زمني لإنهاء المرض.

وقال "ترامب": "الميزانية ستطلب من الديمقراطيين والجمهوريين الالتزام للقضاء على وباء فيروس نقص المناعة البشرية في الولايات المتحدة في غضون 10 سنوات، معا سنهزم الإيدز في أمريكا".

سياسية خارجية

وخصص "ترامب" جزء كبيرا من خطابه الذي استمر لمدة 82 دقيقة للحديث عن السياسة الخارجية.

وذكر أن الولايات المتحدة سوف تكون قادرة على الحد من وجود القوات في أفغانستان وسط " التقدم" في المفاوضات مع طالبان.

وقال: "في أفغانستان، تجري حكومتي محادثات بناءة مع عدد من الجماعات الأفغانية، بما في ذلك حركة طالبان، ومع إحرازنا تقدماً في هذه المفاوضات، سنتمكن من تقليل وجود قواتنا والتركيز على مكافحة الإرهاب".

وأضاف "ترامب" خلال خطاب حالة الاتحاد: "نواصل مساعينا التاريخية من أجل السلام في شبه الجزيرة الكورية، لقد عاد الرهائن إلى الوطن، وتوقفت التجارب النووية، ولم يتم إطلاق صاروخ خلال أكثر من 15 شهراً".

وأعلن أن الاتفاق التجاري مع الصين يجب أن يتضمن "تغييرات هيكلية حقيقية" في التجارة بين البلدين والحد من العجز التجاري الأمريكي.

وقال: "أحترم بشدة الرئيس الصيني، شي جين بينج، والآن نحن نعمل على عقد صفقة تجارية جديدة مع الصين، ولكن يجب أن تتضمن تغييرات هيكلية حقيقية وإنهاء التجارة غير العادلة، والحد من العجز التجاري المزمن وحماية الوظائف الأمريكية".

وأكد الرئيس الأمريكي، أن سبب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، يعود إلى "انتهاكات روسيا المتكررة"، لكنه لم يستبعد إمكانية تطوير اتفاقية أخرى للحد من الأسلحة تشمل الصين.

وقال "ترامب": "في ظل إدارتي، لن نعتذر أبدا عن تعزيز مصالح أمريكا، فعلى سبيل المثال، وقعت الولايات المتحدة قبل 10 سنوات اتفاقية مع روسيا، اتفقنا بموجبها على الحد من قدراتنا الصاروخية وخفضها، وبينما كنا نمتثل تماما للاتفاقية، انتهكت روسيا بشكل متكرر شروطها". 

وأكد الرئيس الأمريكي، أن واشنطن تواجه الإرهاب ودعاته في مختلف أنحاء العالم، ومن بينهم النظام الإيراني الراديكالي، قائلا: "عملنا دائما على مواجهة دعاة الإرهاب، ومن بينهم النظام الراديكالي في إيران".

وأضاف: "لقد تصرفت حكومتي بشكل حاسم لمواجهة الدولة الراعية للإرهاب في العالم، ومن بينها النظام الراديكالي في إيران".

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه "لضمان عدم حصول هذه الديكتاتورية الفاسدة على أسلحة نووية، انسحبت الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية الكارثية".

وأشار "ترامب" خلال خطابه إلى حزمة العقوبات الثانية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على النظام الإيراني قبل أشهر، بسبب دورها المزعزع للاستقرار في المنطقة والعالم.

وقال إن بلاده "لن تغض الطرف عن نظام يهتف الموت لأمريكا"، وأضاف: "يجب علينا مواجهة هذه الكراهية في أي مكان وفي كل مكان بصوت واحد".

وفيما يتعلق بفنزويلا، قال "ترامب": "قبل أسبوعين اعترفنا بالحكومة الشرعية لفنزويلا وبرئيسها الجديد خوان غوايدو.. نقف إلى جانب الشعب الفنزويلي في سعيه للحرية، وندين السياسات الوحشية لنظام مادورو".

وخطاب حالة الاتحاد تقليد رئاسي أمريكي عريق، يلقي خلاله رئيس البلاد خطابا سنويا أمام الكونغرس يستعرض فيه حالة الولايات المتحدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، ويقترح جدول أعمال تشريعيا للسنة المقبلة.

المصدر | الخليج الجديد+ وكالات

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة خطاب حالة الاتحاد انقسام حزبي الديمقراطيون الجمهوريون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوريا إيران روسيا فنزويلا