وصفت صحيفة "واشنطن بوست" خطاب حالة الاتحاد، الذي ألقاه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ليلة الأربعاء، بأنه ترديد لـ"ذات الديماغوجية الانقسامية القديمة ولكن بشكل موسع"، مشددة على ضرورة على "استعادة الكونغرس الامتياز في التجارة والسياسة الخارجية وغيرها من القضايا المهمة من الرئيس المندفع والمنحرف".
وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء، في افتتاحيتها، على إجبار "ترامب" على تأخير خطابه السنوي على خلفية استمراره في سياسة الإغلاق الحكومي، ردا على رفض الأغلبية الديمقراطية بمجلس النواب الموافقة على المخصصات التي طلبها لتمويل الجدار الأمني على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيسك.
ووجّه "ترامب" في خطابه، دعوة للحزبين (الجمهوري والديمقراطي) للتعاون، وأصر على المضي قدما في بناء الجدار مع المكسيك وسحب القوات الأمريكية من سوريا وأفغانستان.
وعلقت الصحيفة الأمريكية على ذلك بالتشكيك في إرادة "ترامب" للتعاون، مضيفة: "لو كانت هذه هي أهدافه لما تظاهر بأنه سيعلن حالة الطوارئ من أجل بناء جداره ضد رغبة الكونغرس، ولما قام بإعادة تدوير كلامه الكاذب عن الهجمة الضخمة التي يقوم بها المهاجرون غير الشرعيين".
وتابعت الصحيفة أن رئيس الولايات المتحدة "لم يكن ليشهر بحاكم فيرجينيا بدعوى أنه سيقوم بإعدام الأجنة" لو كان يريد التعاون، ونوهت إلى تعليقه "بكلام غريب وعصبي على ما سماها (التحقيقات السخيفة) التي تهدد الرخاء والأمن الوطنيين" في إشارة إلى تحقيقات "روبرت مولر" بشأن اتهام حملة مرشح الحزب الجمهوري بتلقي دعم روسي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وعلقت "واشنطن بوست" على ذكر "ترامب" لمجالات يمكن أن يتعاون فيها الحزبين بالمستقبل مثل بناء الطرق والسكك الحديدية، مشيرة إلى أن الخلافات لا تزال قائمة بين الحزبين حول ملفات البنى التحتية.
وأكدت افتتاحية الصحيفة أن "الطريقة غير المتناسقة التي يتفاوض بها الرئيس (ترامب) وعدم اهتمامه بالتفاصيل ومطالبه القصوى تجعل من تحقيق تسويات (بين الحزبين في هذه الملفات) أمرا صعبا".
وتعتقد الصحيفة أن التوصل لهكذا تسويات يحتاج إلى أن يقوم المشرعون بتولي زمام قيادة ملفات التعاون بعيدا عن "ترامب"، خاصة أن الديمقراطيين أصبحوا الآن يسيطرون على مجلس النواب.
وأردفت واشنطن بوست: "خطاب يوم الثلاثاء أكد على أهمية استعادة الكونغرس الامتياز في التجارة والسياسة الخارجية وغيرها من القضايا المهمة من الرئيس المندفع المنحرف".
وطالبت الصحيفة المشرعين بمراقبة استخدام الرئيس الأمن القومي كذريعة لبناء حواجز تجارية مع البلدان الأخرى، مضيفة: "يجب عليهم التأكيد على دعم أمريكا للديمقراطية وقيم حقوق الإنسان والوقوف أمام زحف الدول الشمولية والدفاع عن الأحلاف التقليدية ورفض القرارات المتعجلة التوقف عن محاربة الإرهاب في أفغانستان والشرق الأوسط".
وتابعت: "يمكن للكونغرس التقدم في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها الأمة والتي تجاهلها ترامب في خطابه، وفي مواجهة طريقه حكمه أيضا".
وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي لم يذكر، في خطابه، التغيرات المناخية، حتى مع زيادة المخاطر على الكرة الأرضية، ولم يقل شيئا عن زيادة الثروة والفروق الاجتماعية التي فاقمتها إصلاحاته الضريبية ولم يناقش أبدا زيادة الدين الحكومي العام الذي تضخم في عهده.
