انتبه.. إذا كنت غاضبا دائما فقد تكون مصابا بالاكتئاب

الأربعاء 6 فبراير 2019 05:02 ص

كثير من الناس -بما في ذلك الأطباء- يربطون الاكتئاب بمشاعر اليأس والحزن ونقص الدافع أو التركيز، ولكن ليس الغضب أو التهيج، وهذه مشكلة وفقا لما يقوله الباحثون.

إذا فتحت الكتاب الذي يسمى في كثير من الأحيان "الكتاب المقدس للطب النفسي"، وهو "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية"، ستجد أن قائمة الأعراض الأساسية للاكتئاب الشديد لا تشمل الغضب.

ويقول الدكتور "موريزيو فافا"، وهو طبيب نفسي في مستشفى ماساتشوستس العام وأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد: "لم يتم تضمينه على الإطلاق في تصنيف البالغين للاكتئاب".

لكنه يشير إلى أن التهيج -وهو انخفاض في التحكم في المزاج الذي يؤدي إلى نوبات غاضبة- يتم سرده كعرض أساسي للاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين، لم يكن من المنطقي إطلاقا بالنسبة له أنه غير مدرج للبالغين، وتساءل: "لماذا قد يتوقف الشخص الذي يصاب بالغضب عند الاكتئاب كمراهق فجأة عن كونه غاضبا في سن 18 عاما؟".

إغفال الغضب

الغضب هو شعور عاطفي وجسدي يجعل الناس يريدون تحذير أو تخويف أو مهاجمة شخص يُنظر إليه على أنه تهديد، ويقول الطبيب إن الشخص المصاب بالاكتئاب مع الكثير من الغضب يُفترض غالبا أنه يعاني من اضطراب ثنائي القطب أو اضطراب في الشخصية.

ويقول الطبيب: "إننا نرى في عياداتنا المرضى الذين تم تصنيفهم على أنهم مصابون بتشخيصات أخرى لأن الناس يفكرون أنه لا يجب أن تكون غاضبا إذا كنت تعاني من الاكتئاب"، التشخيص مهم لأنه يؤثر على نوع العلاج الذي يحصل عليه الأشخاص.

يقول الطبيب أنه تم تعليمه في سنوات تدريبه منذ عقود مضت، بأن الغضب في الاكتئاب يوجه إلى الداخل، أي إن المكتئبين سيغضبون على أنفسهم وليس على الآخرين، لكن هذا لم يكن ما رصده لدى مرضاه.

وقال الطبيب إن 1 من كل 3 مرضى يبلغونه أنهم يفقدون أعصابهم، وأنهم يغضبون، ويرمون أشياء أو يصيحون ويصرخون أو يصفقون الباب، بعد ذلك يمتلؤون بالندم.

قابل للعلاج

يعتقد "فافا" أن "نوبات الغضب" قد تكون ظاهرة تشبه نوبات الذعر، ووجد بحثه أن هذا النوع من الغضب تراجع في غالبية المرضى الذين عولجوا بمضادات الاكتئاب.

ويتفق مع هذا الرأي الدكتور أستاذ الطب النفسي "مارك زيمرمان"، قائلا إن قياس درجة الاستجابة للأدوية المضادة للاكتئاب لا ينطوي حاليا على قياس تحسن الغضب.

ويقول إن الأطباء يلاحظون غضبا متزايدا في الأشخاص الذين يأتون إلى العيادة بحثا عن المساعدة، والتهيج ليس أقل بكثير من الحزن والقلق لدى المرضى.

ويأمل أحد المرضى الذين شاركوا تجربتهم، أن يشعر أولئك الذين يمرون بتجربة مشابهة من الاكتئاب والغضب، أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم، وأن الأمر قابل للعلاج.

المصدر | npr

  كلمات مفتاحية

غضب اكتئاب

دراسة: يمكن رصد الاكتئاب لدى الأطفال في عمر السابعة