أعلنت إيران رسميا إطلاق قمر صناعي ثان، أمس الأربعاء، بالرغم من الانتقادات الأمريكية، وذلك بعد ساعات من كشف وكالة "أسوشيتد برس" للعملية.

وجاءت عملية الإطلاق الأخيرة بعد فشل تجربة سابقة منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، وسط تحذيرات مستمرة من واشنطن أن تلك الخطوة تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي، لأنها تستخدم تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.

وأعلن نائب وزير الدفاع الإيراني العميد "قاسم تقي زاده"، أن صاروخ "سفير" الحامل لقمر "دوستي"، الصناعي أطلق أمس، حسبما نقلت وكالة إرنا الإيرانية.

وأضاف "زاده"، في كلمة ألقاها، أمس الأربعاء، في مدينة بردسير بمحافظة كرمان جنوب شرقي إيران، أنه تم وضع القمر في مداره المحدد.

وأشار إلى أن التجربة الجديدة أجريت بالتزامن مع "أيام عشرة الفجر"، وهي التي يتم فيها الاحتفال بذكرى عودة "الخوميني" لطهران من فرنسا، وانتصار الثورة الإيرانية.

وقبل ساعات من الإعلان الرسمي الإيراني، نشرت وكالة "أسوشيتد برس" تقريرا رجحت فيه قيام طهران بإطلاق قمر صناعي جديد.

وذكرت الوكالة أن صورا بالأقمار الصناعية نشرتها شركة "ديجتال غلوب"  التي تتخذ من كولورادو الأمريكية مقرا لها، أظهرت صاروخا في مركز بمحافظة سمنان الإيرانية يوم الثلاثاء، فيما تظهر صور التقطت يوم الأربعاء أن الصاروخ انطلق مع ما يبدو أنها علامات احتراق على منصة إطلاقه.

ولفتت الوكالة في تقريرها أنه لم يتضح بعد إذا ما كان القمر الصناعي، قد وصل إلى المدار أم لا.

وأشارت الوكالة إلى أن الصور الملتقطة، أظهرت وجود كلمات مكتوبة على منصة الإطلاق باللغة الفارسية بأحرف كبيرة مثل "40 عاما"، و"إيرانية الصنع".

وذكرت أنه من المرجح أن تشير العبارات السابقة إلى الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، التي احتفلت بها السلطات هذا الشهر.

وتخشى الولايات المتحدة من استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية البعيدة المدى اللازمة لإيصال الأقمار الصناعية إلى مداراتها في إطلاق رؤوس حربية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" على "تويتر" الشهر الماضي،  إن إيران نفذت عملية الإطلاق "في تحد للمجتمع الدولي"، مضيفا:  "يُظهر الإطلاق مرة أخرى أن إيران تسعى لامتلاك قدرات صاروخية متطورة تهدد أوروبا والشرق الأوسط".

وأضاف في بيان لاحق، أن الإطلاق عزز قدرة إيران على بناء صواريخ باليستية عابرة للقارات في نهاية المطاف.

وقال: "أوضحنا أننا لن نقف ساكنين أمام تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية... نعمل مع حلفائنا وشركائنا لمواجهة كل تهديدات الجمهورية الإسلامية".

وينص قرار مجلس الأمن الدولي الذي صادق على الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 مع قوى كبرى على "دعوة" إيران للإحجام عن تطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية وذلك لمدة تصل إلى 8 سنوات.

وأطلقت إيران أول قمر صناعي أنتجته محليا للأغراض البحثية والاتصالات عام 2009 في الذكرى الثلاثين لقيام الثورة الإسلامية، وتحتفل إيران بالذكرى الأربعين على قيام الثورة في فبراير/شباط الجاري.