نيويورك تايمز: بن سلمان هدد باستخدام الرصاص ضد خاشقجي

الجمعة 8 فبراير 2019 01:02 ص

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، هدد باستخدام الرصاص ضد الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، في حال الفشل في إغرائه بالعودة إلى المملكة.

وحسب تقرير للاستخبارات الأمريكية، كشفت عنه الصحيفة الأمريكية، فإن "بن سلمان"، تحدث، في سبتمبر/أيلول 2017، مع الإعلامي "تركي الدخيل" أحد المقربين منه، وقال له إنه سيعيد "خاشقجي" بالقوة إلى السعودية، في حال عدم نجاح إغرائه بالعودة.

وأضاف ولي العهد السعودي أنه في حال عدم نجاح عملية إرجاع "خاشقجي" بالقوة، فإنه سيلاحقه بالرصاص.

واستنتج محللو الاستخبارات الأمريكيون، أن "بن سلمان" ربما لم يقصد هذه العبارة حرفياً، ولكن على الأرجح استخدم العبارة كمجاز للتشديد على أنه كان لديه نية في قتل الصحفي إذا لم يعد إلى المملكة.

"الدخيل"، الذي كان يتولى إدارة قناة "العربية" في وقت هذه المحادثة، تحدث مع ولي العهد السعودي، عن إمكانية إغراء "خاشقجي"، بالعودة لتسلم منصب كبير في القناة السعودية، قبل أن يبدي "بن سلمان"، شكه في أن يقبل "خاشقجي" العرض.

وأفادت "نيويوك تايمز" بأن المحادثة تم نسخها وتحليلها مؤخرا كجزء من جهود وكالات الاستخبارات الأمريكية للعثور على دليل حول من كان مسؤولاً عن اغتيال "خاشقجي"، ولفتت إلى أن وكالة الأمن القومي، ووكالات تجسس أمريكية أخرى، تقوم حاليا بفحص سنوات من اتصالات ومراسلات ولي العهد السعودي الصوتية والنصية.

وأشارت إلى أن الوكالات الأمريكية قامت باعتراض هذه الاتصالات والمراسلات وتخزينها بشكل روتيني، تماما كما تفعل مع كبار المسؤولين الأجانب الآخرين، بما في ذلك الحلفاء المقربون من الولايات المتحدة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "الدخيل" تعليقا على محتوى استنتاج محللي الاستخبارات الأمريكية حول المحادثة أكد فيه أن "هذه المزاعم خاطئة بشكل قاطع".

وأضاف: "يبدو أنها استمرار لعديد الجهود التي تبذلها أطراف مختلفة لربط صاحب السمو الملكي الأمير (محمد بن سلمان) بهذه الجريمة المروعة.. هذه الجهود ستكون غير مجدية".

وترك "الدخيل" إدارة قناة العربية، الشهر الماضي، ونقلت "نيويورك تايمز" عن مواقع إخبارية سعودية توقعات بتعيينه سفيراً سعودياً بدولة الإمارات العربية المتحدة.

توبيخ "القحطاني"

وبعد هذه المحادثة، بأيام، رصدت الاستخبارات الأمريكية، محادثة أخرى بين "بن سلمان" والمستشار (حينها) بالديوان الملكي "سعود القحطاني"، شكا فيها الأول من أن نفوذ "خاشقجي" أصبح كبيرا جدا، وأن مقالاته وتغريداته أساءت لصورته، باعتباره مفكرا مصلحا، وأن انتقاداته كانت قاطعة لأنها تأتي من صحفي يدعم أجندته.

وفي المحادثة، تحدث "بن سلمان" عن رغبته في التحرك ضد "خاشقجي"، قبل أن يحذره "القحطاني"، من أن التحرك ضد "خاشقجي" خطير، وقد يخلق استنكاراً دولياً.

وحسب الصحيفة، فقد وبخ ولي العهد السعودي "القحطاني"، قائلا له إن "السعودية ينبغي ألا تهتم لردود الفعل الدولية لكيفية تعاملها مع مواطنيها"، مضيفا أنه "لا يقبل أنصاف الحلول ولا يؤمن بنجاعتها".

وبعد أيام من هاتين المحادثين، كتب "خاشقجي" عموده الأول في صحيفة "واشنطن بوست"، بعنوان "السعودية لم تكن دائماً بهذا القمع"، حيث تضمن هجوما على حملة القمع التي قام بها "بن سلمان" داخل المملكة.

ووفقا لتحليل وكالات الاستخبارات الأمريكية فإن "القحطاني" هو من تزعم تنفيذ عملية اغتيال "خاشقجي"، ولذا وضعته الولايات المتحدة على قائمة المسؤولين السعوديين المشمولين بالعقوبات، العام الماضي.

وينظر لـ"القحطاني" في السعودية على أنه "أداة وحشية لأجندة ولي العهد"، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي نوهت إلى تزعمه جيشا إلكترونيا لملاحقة المعارضين السعوديين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

كما نوهت الصحيفة إلى أن السعودية بدأت في اتخاذ إجراءات جنائية ضد 11 شخصاً قالت إنهم المتورطون في جريمة الاغتيال، وطالبت النيابة العامة بإعدام 5 منهم، لكن دون أن تكشف عن أسمائهم، مشيرة إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كان القحطاني واحدا منهم".

دولة ثالثة

وسبق أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن "بن سلمان"، تحدث مع شركاء في أغسطس/آب 2017، عن إغراء "خاشقجي"، من الولايات المتحدة إلى دولة ثالثة، إذا لم يتمكن المسؤولون في المملكة من نقله إلى السعودية.

وفي وقت سابق الخميس، قالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي "أغنيس كالامار"، أن التحقيق في قتل "خاشقجي"، خلص إلى أن "الأدلة تظهر أنه كان ضحية قتل وحشي ومتعمد، خطط له ونفذه مسؤولون في السعودية".

وأضافت المقررة الأممية أن السعودية قوضت جهود تركيا للتحقيق في مقتل "خاشقجي"

وفي إفادة عن مهمة مع فريقها الذي يضم 3 خبراء في تركيا، قالت "كالامار" إنهم اطلعوا على بعض "المواد الصوتية المروعة" بشأن قتل "خاشقجي" حصلت عليها المخابرات التركية.

وأضافت المسؤولة الدولية أن لديها "بواعث قلق شديد" حول نزاهة إجراءات محاكمة 11 سعوديا في المملكة، مضيفة أنها طلبت السماح لها بزيارة السعودية.

كما نددت المقررة الأممية باستخدام قاتلي "خاشقجي" لـ"الحصانة" الدبلوماسية لارتكاب جريمة مع "إفلات كامل من العقاب".

وكان الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" قد اتهم قبل أيام "بن سلمان" بالكذب بشأن هذه القضية، وقال إن "ما قاله بن سلمان بشأن خروج خاشقجي من القنصلية السعودية بإسطنبول وما قاله وزير الخارجية عادل الجبير بشأن متعاون محلي تخلص من جثة خاشقجي، كله كذب".

وقتل "خاشقجي"، في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، قبل تقطيع جثته والتخلص منها، في حادثة اعترفت بها السلطات السعودية، بعد طول إنكار، قبل أن تحيل 11 شخصا للمحاكمة، دون أن تكشف عن من أصدر الأوامر لهم، أو أي تفاصيل حول مصير الجثة.

وتقول تركيا إن التحقيق السعودي "ليس شفافا" وإنه لا يزال يتعين محاسبة القتلة الحقيقيين، في إشارة إلى اتهام ولي عهد المملكة "محمد بن سلمان" باعتباره المسؤول الأول عن اغتيال "خاشقجي".

لكن الرياض تنفي قيام "بن سلمان" بأي دور في عملية القتل، ولذا شن أمراء وإعلاميون مقربون منه هجوما شرسا ضد الرئيس التركي عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بن سلمان خاشقجي السعودية تركيا القحطاني