بريطانيا تضغط لمنع إدراج السعودية بقائمة أوروبية سوداء

الجمعة 8 فبراير 2019 03:02 ص

نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها إن بريطانيا تقود مساع، بالمشاركة مع دول أوروبية أخرى، للضغط على المفوضية الأوروبية لمنعها من وضع السعودية و22 دولة أخرى على قائمة سوداء للدول التي تشكل تهديدا بسبب فشلها في وقف تمويل الإرهاب ومكافحة غسيل الأموال.

وقالت الوكالة، في تقرير لها، إن هذه الخطوة تأتي بعد تهديدات سعودية بإلغاء عقود تجارية، وصفتها بالمربحة، مع تلك الدول، ومن ضمنها عقود تسليح.

والشهر الماضي، اعتمدت المفوضية الأوروبية مسودة قائمة سوداء لتلك الدول، أضيف إليها كل من السعودية، وبنما، وعدة جزر بالمحيط الهادي والبحر الكاريبي، إلى القائمة التي كانت تضم 16 دولة، أبرزها إيران والعراق وسوريا وأفغانستان واليمن وكوريا الشمالية.

وقال 3 مسؤولين أوروبيين لـ"رويترز" إن القائمة تحتاج إلى تأييد أغلبية 28 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، لكن بريطانيا وغيرها من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وأسبانيا، عبرت عن مخاوفها من القائمة الجديدة.

وأشار اثنان من المصادر إلى أن تردد دول الاتحاد الأوروبي في تأييد القائمة كان مدفوعا في الغالب بمخاوف من إدراج السعودية وبنما بها.

وأوضح مسؤول أن بريطانيا هي البلد الذي يدفع بشكل أكثر علنية بعدم إدراج السعودية في القائمة، في حين تصر إسبانيا على استثناء بنما.

وتخضع الدول المدرجة في القائمة لتدقيق أشد في معاملاتها المالية مع الاتحاد الأوروبي؛ حيث تضطر بنوك الاتحاد لإجراء فحوص إضافية للمدفوعات التي تشمل كيانات خاضعة للنظم القانونية لهذه الدول.

ولفت التقرير إلى أن "السعودية الغنية بالنفط تعد من أكبر الدول المستوردة لمنتجات الاتحاد الأوروبي والأسلحة، في حين تعد بنما مركزا ماليا رئيسيا في أمريكا اللاتينية؛ حيث تشارك العديد من شركات الاتحاد الأوروبي في التوسع الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات في القناة العابرة للمحيطات الخاصة بها".

وتعتبر المفوضية الأوروبية أن الدول المدرجة في القائمة السوداء "لديها أوجه قصور استراتيجية في مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل أنظمة الإرهاب التي تشكل تهديدات كبيرة للنظام المالي للاتحاد".

ونقلت "رويترز" عن سفير بنما في الاتحاد الأوروبي "ميغيل فيرزولوفسكي" قوله إن بلاده أصلحت قواعد مكافحة غسيل الأموال، وحث الاتحاد الأوروبي على عدم إدراج بنما في القائمة الجديدة.

ودعا العديد من دول الاتحاد الأوروبي، في اجتماع للمبعوثين الوطنيين في بروكسل، هذا الأسبوع، إلى مزيد من الوقت لتقييم الاختصاصات القضائية المذكورة التي تم بموجبها إنشاء تلك القائمة السوداء الجديدة.

وقال التقرير إن القائمة استندت على بيانات "قوة مهام التحرك المالي" (فاتف)، وهي هيئة من الدول الغنية التي تحارب تمويل الإرهاب وغسل الأموال، وهي الهيئة التي أخفقت السعودية في الانضمام إليها، في سبتمبر/أيلول من العام الماضي؛ بسبب اقتناع تلك الهيئة بعجز الرياض عن محاربة تمويل الإرهاب.

وأوضح التقرير أن ضغوط بريطانيا والدول الأخرى لرفع اسم السعودية من القائمة، تكثفت بعد انتهاء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية دون التوصل إلى اتفاق بشأن بيان مشترك، الإثنين، وهو الأمر الذي اعتبر علامة على تدهور العلاقات بين الكتلتين.

وشهدت العلاقات بين بروكسل والرياض، التي تلعب دورا بارزا في جامعة الدول العربية، برودة متزايدة بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية المملكة بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

ونقلت "رويترز" عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي ومصدر آخر في السعودية قولهما إن فريقا من الدبلوماسيين بالحكومة السعودية بدأ التحرك في بروكسل للضغط لإخراج الرياض من تلك القائمة.

وأضاف المسؤول الأوروبي أن السعوديين هددوا بإلغاء عقود تجارية مربحة مع بعض دول الاتحاد الأوروبي، في حال تم وضعها بالقائمة السوداء.

وأمام تلك التطورات، قال التقرير إن اثنين من كبار المسؤولين في مفوضية الاتحاد الأوروبي أكدوا أن بروكسل لن تنحني أمام تلك الضغوط من بريطانيا والسعودية، وأنها ستتبنى القائمة رسميا، خلال الأسابيع المقبلة، لتشمل السعودية.

ومع ذلك، تقول "رويترز" إن دول الاتحاد الأوروبي قد ترفض تلك القائمة في غضون شهرين من إقرارها في كل الأحوال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتحاد الأوروبي. السعودية بريطانيا قائمة سوداء غسل الأموال تمويل الإرهاب بنما ضغوط تهديدات