استنكر وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية "عادل الجبير" تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" جاء فيه أن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" هدد بقتل الصحفي "جمال خاشقجي" إذا فشلت جهود إقناعه بالعودة للمملكة، قائلا إن ما ورد في التقرير "لا أساس له من الصحة".
وفي تصريحات نقلتها عنه صحيفة "عكاظ" السعودية، الجمعة، قال "الجبير": "لا يمكن التعليق على تقرير نيويورك تايمز بشأن خاشقجي لاستناده على مصادر مجهولة".
كانت الصحيفة الأمريكية كشفت، الخميس، أن ولي العهد السعودي هدد باستخدام الرصاص ضد مواطنه "جمال خاشقجي" الذي اغتيل في قنصلية بلاده باسطنبول قبل نحو 4 أشهر، في حال الفشل في إغرائه بالعودة إلى المملكة.
واستندت الصحيفة إلى تقرير للاستخبارات الأمريكية جاء فيه أن "بن سلمان"، تحدث، في سبتمبر/أيلول 2017، مع الإعلامي "تركي الدخيل" أحد المقربين منه، قائلا إنه في حال عدم نجاح إغراء "خاشقجي" بالعودة للمملكة، فسيقوم بإرجاعه بالقوة وسيلاحقه بالرصاص.
وشدد "الجبير"، في تصريحاته اليوم، على أن "محاولة الربط بين ولي العهد وقضية خاشقجي لا أساس لها وسنحاسب المتورطين في مقتله"، لافتا إلى أن هذه المهمة منوطة بالقضاء السعودي.
وأثار مقتل "خاشقجي" وتقطيع جثته بقنصلية بلاده في إسطنبول، غضبا دوليا واسعا، ودفع وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات على 17 شخصا فضلا عن إصدار قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي يلقي باللوم في الجريمة على ولي العهد السعودي
وبعد 18 يوما من الروايات المتضاربة، أقرت الرياض بمقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها إثر "شجار" مع سعوديين، وأوقفت 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
كما أعلنت النيابة العامة السعودية أن من أمر بالقتل هو رئيس فريق التفاوض مع خاشقجي (دون ذكر اسمه)، وأتبعت ذلك بعقد أولى جلسات محاكمة المتهمين في 3 يناير/كانون الثاني المنصرم، إلا أن الأمم المتحدة اعتبرت المحاكمة غير كافية.
وأكدت المقرِّرة الخاصة للأمم المتحدة حول الإعدام التعسفي "أغنيس كالامارد"، في تقرير، الخميس، أن لديها "أدلة" تظهر أن مقتل خاشقجي قد خطط له ونفذه ممثلون عن السعودية التي "قوضت بشدة جهود أنقرة للتحقيق في الجريمة".
