وثيقة: السعودية غير مستعدة للتطبيع والقبول بصفقة القرن

الجمعة 8 فبراير 2019 09:02 ص

كشفت وثيقة سرية لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الرياض "غير مستعدة لتطبيع العلاقات" مع (تل أبيب)، كما أنها "لن توافق على صفقة القرن التي يعدّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع في الشرق الأوسط دون أن يقدّم الجانب الإسرائيلي تنازلات للفلسطينيين".

وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة، في تقرير لها، نقلا عن شخصية دبلوماسية قرأت الوثيقة السرية في الخارجية الإسرائيلية، إن الوثيقة التي تحمل صفة "سري للغاية"، تسربت ووصلت لعدد قليل من السفارات الإسرائيلية حول العالم، ولعدد من المسؤولين رفيعي المستوى في الوزارة.

وأشارت القناة الى أن هذه الوثيقة تعتبر "استثنائية" كونها تتناقض مع تصريحات رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" المستمرة في الآونة الأخيرة حول إمكانية تطوير العلاقات بين (إسرائيل) وعدد من الدول الخليجية وتقوية العلاقات معها، ومن بينها السعودية الإمارات والبحرين.

كان "نتنياهو" صرّح في السابق بأن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول عربية قد تؤدي إلى تسوية مع الفلسطينيين.

لكنّ الوثيقة السريّة كشفت أن احتمال تحقيق ذلك هو "ضئيل جدا".

وفي وقت لم يظهر أي حراك رسمي علني، يفصح عن وجود علاقات بين (تل أبيب) والرياض، ألمح العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى وجود علاقات "سرية" بينهما.

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين، وصل إلى حد إجراء ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

ولدى (تل أبيب)، رغبة قوية بتوثيق علاقتها مع الرياض، وهو ما أفصح عنه وزير الدفاع السابق "أفيغدور ليبرمان"، بتصريحات دعا فيها إلى تعزيز التعاون بين (إسرائيل) والسعودية ضد إيران وفروعها بالمنطقة.

وحسب التقرير الإسرائيلي، فإن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، زار السعودية بعد أسابيع قليلة من تسريب هذه الوثيقة السرية، وطلب من الرياض دعم خطة "ترامب" للسلام في الشرق الأوسط.

وحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن نظراءهم السعوديين أبلغوا "بومبيو"، أن المملكة لن تقدّم الدعم لهذه الخطة، إذا ما لم تتضمن خطوات تجيب على المطالب الفلسطينية، وخصوصا بكل ما يتعلق بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.

و"صفقة القرن"، تعتمد بشكل رئيسي على إغراءات من "ترامب" للفلسطينيين، وهي في الأصل حزم من الدعم المالي تقدمها دول خليجية، خاصة السعودية، حسب ما ذكرته تسريبات إعلامية سابقة.

وتنص خطة "ترامب"، على إبقاء الأغوار الفلسطينية تحت سيطرة (إسرائيل)، مع إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح وبدون جيش أو أسلحة ثقيلة.

ووفقا لتلك التفاصيل، فإن "ترامب" يقترح إعلان قرية أبوديس شرق القدس المحتلة، عاصمة للفلسطينيين، مقابل انسحاب إسرائيلي من 3 إلى 5 قرى فلسطينية محيطة بالقدس المحتلة، كانت الحكومات الإسرائيلية ضمتها لمنطقة نفوذ بلدية القدس، بعد الاحتلال عام 1967.

ولا تتضمن خطة "ترامب"، أي مقترحات حول انسحاب إسرائيلي من المستوطنات القائمة أو إخلاء المستوطنات ولا أي انسحاب من الكتل الاستيطانية الكبيرة.

وقالت القناة نقلا عن الدبلوماسي رفيع المستوى في الخارجية الإسرائيلية أن الوثيقة السرية تضمنت أيضا موضوع كيفية إدارة التعامل مع القضية الفلسطينية، وكان هذا الملف بيد ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، إلا أنه بات تحت مسؤولية الملك "سلمان بن عبدالعزيز" مباشرة الذي أعاد الموقف المحافظ بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وسبق أن ذكر "بن سلمان"، العام الماضي، في مقابلة نشرتها مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية، أن "للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، الحق في أن تكون لهم أرضهم"، مؤكدا أن "المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة"، فيما اعتبر أنه "ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل تطبيع صفقة القرن بن سلمان