دراسة سعودية: جهاديو الألفية متعلمون وليسوا منبوذين

السبت 9 فبراير 2019 07:02 ص

قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن دراسة أجراها مركز أبحاث سعودي تتحدي المفهوم القائل إن الجهاديين، هم بالضرورة محرومون ويفتقرون إلى توفر الفرص.

ونقلت الوكالة عن الباحث الرئيسي للدراسة، قوله إن جيلا جديدا من المسلحين السعوديين، لديهم مستوي تعليمي جيد، وليسوا مدفوعين على نحو خالص، بأيدولوجية دينية، كما يظهرون اهتماما ضئيلا بالعمليات الانتحارية.

وأشارت الوكالة إلى أن الدراسة المؤلفة من 40 صفحة، نشرها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالاشتراك مع المركز الدولي لدراسة التطرف بـ "كينجز كوليدج" في لندن.

ولفتت الوكالة إلى أن الدراسة، بحثت حالة 759 مجندا سعوديا التحقوا بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، في الغالب بين 2013 و2014، أي ما يقرب من ثلث العدد الكلي للسعوديين الذين شاركوا في القتال بسوريا.

وأوضحت الوكالة ان البيانات التي وردت بالدراسة تم استقاؤها من وثائق التحاق مسربة من تنظيم "الدولة الإسلامية".

وكانت وزارة الداخلية السعودية، قد ذكرت في وقت سابق أن 2500 سعودي ذهبوا إلى سوريا في السنوات التي سبقت تجريم المملكة القتال في الخارج في أوائل عام 2014. وأعقب ذلك أن أصبحت المملكة هدفا لعديد من الهجمات من تنظيم "الدول الإسلامية"، راح ضحيتها عشرات الأشخاص.

وقال الباحث "عبدالله بن خالد آل سعود" إن المقاتلين لم يكونوا منعزلين أو منبوذين اجتماعيا، لكن يبدو أن تحركهم كان بسبب الطائفية المتصاعدة التي بدأت في تلوين الثورة السورية 2011 بانزلاقها للصراع المسلح.

وجاءت نقطة التحول عندما التزم "حزب الله" اللبناني المؤيد لإيران التزاما قاطعا بالانضمام إلى الصراع في 2013 للدفاع عن الحكومة السورية ضد المقاومة ذات الغالبية السنية.

وقال الباحث لـ"أسوشيتد برس": هذا كان في الواقع النقطة التي بدأت فيها الموجة الأولي من السعوديين المسافرين إلى سوريا.. لذلك أعتقد أن عدم الاستقرار والحرب والعنف يلعب بالتأكيد دورا رئيسيا عندما يتعلق الأمر بالسياق السعودي تحديدا".

وعلى النقيض من ذلك، وفقا للوكالة، فإن قضايا الحرمان والفقر والسجل الإجرامي تأتي بدرجة كبيرة في المقاتلين الذين ينحدرون من الدول الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وبريطانيا، على سبيل المثال وليس الحصر.

وقد وجد تحليل لوكالة "أسوشيتيد برس" لحوالي 3000 وثيقة مسربة من "الدولة الإسلامية" أن معظم المجندين الذين ينتمون إلى التنظيم، ينحدرون من مجموعة كبيرة من الجنسيات، وأن حوالي 70% منهم جاؤوا ولديهم فقط معرفة أساسية بالإسلام. وهذا جعل منهم أرضا خصبة لتعبئتهم أيدولوجيا وتلقينهم التفسير المتطرف للدين الذي ينتهجه التنظيم.

ونوهت الوكالة إلى أن الدراسة السعودية التي نشرت هذا الأسبوع وجدت أن من بين المجندين السعودية أكثر من نصفهم قليلا، قالوا إن لديهم معرفة أساسية بالإسلام، فيما زعم الكثير من الباقين أن لديهم معرفة دينية متوسطة ومتقدمة.

وأضافت أن هذا ما كان متوقعا إلى حد ما، بالنظر إلى أن جميع الطلاب السعوديين يتلقون التعليم الديني، في المدارس وفقا لما ذكرته الدراسة.

وتابعت الوكالة "ومع ذلك لا ينبغي المبالغة في الاتقان الديني للمجموعة السعودية بتنظيم الدولة فقد أقر 58% من السعوديين المقاتلين أنهم لا يملكون سوي المعرفة الأساسية بدين الإسلام، وأن 8% فقط هم من يدعون أنه طلاب علم".

وعلى عكس المقاتلين من أوروبا، حيث كان كثير منهم من المتسربين من المدارس الثانوية أو العاطلين عن العمل، كان المجندون السعوديون متعلمون نسبيا. حيث هناك ما يقرب من 430 طالبا في مستوي التعليم العالي، وحوالي 60 حصلوا على شهادة (دبلوم)، وما يقرب من 120 شهادة جامعية وخمس درجات للدراسات العليا.

وتوضح الدراسة أن هذه البيانات أن المجموعة السعودية بتنظيم "الدولة الإسلامية" لا تتكون من المقصّرين تعليما، والتي يمكن أن تؤدي إلى الحجة التي الفرص الاجتماعية والاقتصادية لم تكن سبب التحاقهم بـ"الدولة الإسلامية".

ومع ذلك تشير الدراسة أن التعليم لا يساوي بالضرورة فرص العمل، وقد يكون الإحساس بالحرمان النسبي، أمر ذا صلة، فقد كان 15% من المجموعة السعودية عاطلين عن العمل.

وذكرت الدراسة أن نصف المجندين السعوديين في هذه العينة تتراوح أعمارهم بين 20 و24 عاما، و22 % من عمر 25 -29. 13 % فقط فوق سن الثلاثين، 15 % أقل من 19 عاما، فيما كان أصغر تلك المجموعة في عمر 9 سنوات فقط.

وأشارت إلى أن الغالبية العظمى المجندين السعوديين بالتنظيم، كانوا من غير المتزوجين حوالي 73%، 18% فقط متزوجين والباقي غير معروف.

بالإضافة إلى ذلك فإن الغالبية العظمي من المجندين أو 625، تطوعوا ليكونوا مقاتلين، 9% فقط أو 71 تطوعوا بالتنظيم ليكونوا انتحاريين.

وقال آل سعود إن هذا يشير إلى أن المجندين أرادو المساهمة في هذا المشروع المثير للخلافة الذي وعد بحياة أكثر مكافأة من الموت.

ووفق الأرقام التي أوردتها الدراسة فإن العدد الأكبر من المجندين السعوديين أكثر من الثلث جاءوا من الرياض 262 من إجمالي 759  ثم القصيم ومكة بـ134 لكل منهما.

المصدر | أسوشيتد برس

  كلمات مفتاحية

السعودية دراسة جهاديون متعلمون تنظيم الدولة متسربون من التعليم خلافة انتحاريون