استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الانسحاب الأمريكي فرصة لأفغانستان لا لـ"طالبان" وحدها

الاثنين 11 فبراير 2019 05:02 ص

  • "طالبان" قادرة لدى انسحاب الأمريكيين على استعادة السيطرة على أفغانستان.
  • مصلحة "طالبان" الآن تغيير النهج والصورة والأساليب، التحدي المقبل أن تكون مقبولة من جميع الأفغان.

تقاطعت الأهداف والمصالح، الرئيس الأمريكي يريد سحب قواته من أفغانستان، البنتاجون يدرس الترتيبات مع حكومة كابل، لكن واشنطن تعرف أن للانسحاب من دون اتفاق مع حركة "طالبان" تبعات سلبية قد تضطرها إما لإبقاء قواتها، أو للاستعانة بمزيد من القوات الحليفة، أو حتى للعودة القسرية في حال تدهور الوضع على نحو خطير.

لذلك مست الحاجة إلى تحريك التفاوض المتقطع مع الحركة في الدوحة كمكان محايد اختاره الطرفان، وقبل أسبوعين خرجا للقول علنا إن ثمة اتفاقات ممكنة، فـ"طالبان" اشترطت دائما انسحاب الأمريكيين، وهو ما أصبح محسوما، أما واشنطن فتشترط:

- أولا تعهد الحركة بأن تمنع جماعات كتنظيمي "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" من اتخاذ أفغانستان منطلقا لأنشطتهما،

- وثانيا تأمين سلامة جنودها المنسحبين، ما يتطلب وقفا لإطلاق النار.

يفترض التوصل قريبا إلى اتفاق أول، إذا وافقت "طالبان" على وقف النار، يصعب القول إن الأمر يتعلق بإجراءات بناء الثقة، فهذا غير متاح بين الطرفين، لكنه يشكل خطوة منطقية لا بد منها.

ويتطلب من الحركة أن تغلب براجماتيتها للتخلي عن تحفظات مبدئية كان لها سابقا ما يبررها لكن الظروف تغيرت، صحيح أن الأمريكيين لا ينسحبون بسبب ضغط ضربات "طالبان".

لكن الصحيح أيضا أن الأمريكيين مدركون أن استمرار الوضع الراهن - بإقصائهم الحركة أو بإقصاء الحركة نفسها- لن يصنع أي استقرار وسلام دائمين في أفغانستان.

وما حصل في كابل منذ أواخر 2001 حتى الآن-على علاته وأخطائه- كان محاولة إعادة تجميع أجزاء بلد وشعب تناثرت في كل اتجاه بفعل ما مرا به في العهدين السوفييتي والأمريكي مرورا بـ"الطالباني".

ولم يشكل عدم اعتراف الحركة بالحكم الحالي رفضا لمشروع إنهاض الدولة فحسب، بل تهديدا لتماسك الإطار الوحيد الذي تتمثل فيه مختلف القوميات والإثنيات والمذاهب، ولا ينقصه سوى "طالبان" ليصبح وطنيا وجامعا.

تجمع التحليلات العسكرية والسياسية على أن "طالبان" قادرة- في حال انسحاب الأمريكيين- على استعادة السيطرة على أفغانستان.

ويشير خبراء واشنطن إلى أن الجهود والأموال التي بذلت لم تنتج جيشا وجهازا أمنيا قويين، سواء لأن الوجود الأمريكي الدائم ربما يغذي اتكاليتهما، أو لأن "طالبان" تنجح في تغليب الانتماء والاحتراب القبليين.

في المقابل يقدر الخبراء أن الانسحاب الأمريكي قد يشكل حافزا في اتجاهين:

- أولا لقوى الجيش والأمن كي تدافع عن الدولة ومصالح المكونات التي تنتمي إليها،

- ثانيا لـ"طالبان" نفسها كي تظهر للأفغان أنها معنية بالحفاظ على تعايشهم، وأنها استوعبت دروس تجربتها السابقة في الحكم والحروب التي خاضتها بعد خسارتها السلطة.

أصبحت لـ"طالبان" الآن مصلحة في تغيير النهج والصورة والأساليب، التحدي المقبل لها أن تكون مقبولة من الأفغان جميعا، وليس من الأمريكيين أو سواهم.

وأن تتعامل مع الواقع في كابل بنية تصويبه وإصلاحه في ضوء قيم وطنية مشتركة، لا بهدف السيطرة والتسلط وتكرار النهج الذي اتبع سابقا في إدارة التعليم، أو في التعامل مع المرأة، أو في ضرب الحريات الأساسية للمواطنين.

ولا شك أن أنصار "طالبان" يتوقون أيضا إلى عيش آمن واقتصاد مزدهر، حذار أن تقرأ خطأ أية تساهلات يبديها الأمريكيون من أجل انسحاب آمن لجنودهم، فهذه قد تكون اختبارا للحركة، ومقدمة لتحميلها مسؤولية أي تجدد للاقتتال الأهلي.

  • عبدالوهاب بدرخان - كاتب وصحفي لبناني

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان مفاوضات أفغانية انسحاب أمريكي

لقاء روسي أمريكي صيني قريب في موسكو حول أفغانستان