أعلن وزير الخارجية اللبناني "جبران باسيل"، الإثنين، عدم حضور لبنان مؤتمر وارسو، الذي يناقش مجموعة من الملفات بينها تطوير الصواريخ الباليستية والإرهاب، ويناهض ما تعتبرها الولايات المتحدة والدول الحليفة لها تداخلات إيرانية مضرة بالمنطقة.

وقال الوزير اللبناني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني "محمد جواد ظريف" في العاصمة (بيروت): "لبنان سيتغيب عن مؤتمر وارسو بسبب حضور (إسرائيل)، ولأن لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس".

وأضاف: "لبنان هو للجمع وليس للتفريق في سياسته الخارجية"، مشيرا إلى أن "(إسرائيل) هي الدولة الأكثر في العالم التي لا تحترم القانون الدولي"، حسب قوله.

ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية الإيراني عاليا الموقف اللبناني من المؤتمر التي يبحث تدخلات إيران في المنطقة ودعمها للإرهاب.

وأكد "ظريف" أن بلاده "كانت وستبقى مع الشعب اللبناني ومستعدة لمواصلة دعم الحكومة اللبنانية"، مشيرا إلى أن بلاده "مستعدة للتعاون مع لبنان في كافة المجالات بما لا يضر بأي طرف ويخدم مصلحة المنطقة".

وتعود فكرة المؤتمر إلى بضعة أشهر عندما اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الدعوة لاجتماع موسع بهدف تشكيل "تحالف ضد إيران يوازي التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة"، الذي يضم حالياً 79 دولة.

ولذا تعمدت إدارة "ترامب" تزامن عقد المؤتمر مع الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، على أن يلقي خطابه الافتتاحي وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو".

لكن بعد احتجاجات من بعض حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والضغط على بولندا من إيران تمت إعادة صياغة المؤتمر (رسميا) على أنه مؤتمر وزاري لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، وإن بقي مناهضا لطهران في مضمونه.

ومن بين المسؤولين الذين سيحضرون اجتماعات وارسو وزراء خارجية دول: السعودية والإمارات والبحرين وعمان والأردن، لكن ثمة مؤشرات على أن أيا من وزراء الخارجية الأوروبيين لن يحضر المؤتمر للإبقاء على خط مفتوح مع طهران، خاصة أن تلك الدول لا تزال داعمة للاتفاق النووي مع طهران، وهو الاتفاق الذي أعلن "ترامب" انسحاب واشنطن منه.

ولذا أبلغ مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال البولندي في طهران بأن إيران تعتبر قرار استضافة الاجتماع "عملا عدائيا" وحذر من أن طهران قد ترد بالمثل.