واجه رئيس الوزراء البريطاني السابق، "توني بلير"، أسئلة قوية ومحرجة تتعلق بمدى تأثير الأموال التي تلقاها معهد "توني بلير" (TBI)، من جهات سعودية على آرائه ومواقفه السياسية ولا سيما من إيران.

وخلال مقابلة تليفزيونية على قناة "سكاي نيوز" البريطانية، سألت مقدمة البرنامج "صوفي ريدج" "بلير"، قائلة: "إذا كنا جادين فيما يتعلق بمحاولة مواجهة إيران، ثم ننحاز إلى جانب خصومها في المنطقة، السعودية فإن بعض مشاهدينا قد يربط موقفك المعارض من إيران، بحقيقة تلقي مؤسسة توني بلير أموالا من مجموعة تسمي Media investment limited التي لديها علاقات وثيقة بالنظام السعودي؟".

وأجاب "بلير" قائلا: "ليس الأمر كذلك، لأنني تحدثت عن هذا الأمر في السابق، لقد تحدثت عن قوة إيران لفترة طويلة من الزمن، لا علاقة للأمر بدعم السعودية ضد إيران".

 وأضاف: "أعتقد أيضا أن النظر لهذا من خلال منظور النزاع السني الشيعي خطأ؛ لأن هناك نزاعا كبيرا في الشرق الأوسط.. هل يمكن لمجتمعات الشرق الأوسط التي يساء فيها استخدام الدين ومنذ وقت طويل أن تصبح متسامحة دينيا، وأن تصبح اقتصاداتها قائمة على القانون؟".

وتابع: "لو نظرت إلى 40 عاما من الثورة الإيرانية، فإن الأمر المثير للاهتمام هو أن أيديولوجيتها لا تزال قوية، ومن المنطقي النظر إلى إيران كونها أيديولوجية بدولة لا دولة ذات أيديولوجية، ويقومون بتصديرها في المنطقة منذ 40 عاما، وسياسات النظام الإيراني تظل أكثر زعزعة لاستقرار الشرق الأوسط".

وذكر أن طريقة التعامل مع إيران تراوحت بين الاحتواء والمواجهة، ويحتاج الغرب للاعتراف بأن الأيديولوجية لم تتغير، والقبول بطبيعة النظام.

وأشار إلى أن متحدثا باسم معهد "توني بلير" اعترف بأنهم تلقوا تبرعات من السعودية، ملمحا إلى أن المال سيتم استخدامه لدعم "المهمة المعلنة" في الشرق الأوسط.

ووفق موقع "سكاي نيوز" فإن معهد "توني بلير" هو منظمة غير ربحية ولا يأخذ منها "توني بلير" أي حوافز مادية أو مكافئات، وقد تم التبرع لها من قبل مؤسسة Media Investment Ltd وهي شركة تابعة لمجموع الأبحاث والتسويق السعودية المسجلة في مدينة "غيرنسي" بولاية أيوا بالولايات المتحدة، وقد ترأس هذه المنظمة من قبل الأمير "بدر بن عبدالله بن محمد الفرحان" الذي يشغل الآن منصب وزير الثقافة في المملكة العربية السعودية.