كيف حاولت شركة برمجة إسرائيلية استدراج مراسل صحيفة عربية؟

الاثنين 11 فبراير 2019 07:02 ص

كشف مراسل صحيفة "العربي الجديد" في بريطانيا، "إياد حميد"، كيفية تعرضه لمحاولة استدراج من شركة البرمجة الإسرائيلية "إن.إس.أو"، والتي أنتجت برنامج "بيغاسوس" للتجسس، في أعقاب نشره تحقيقا في "العربي الجديد" عن استخدام المخابرات الإماراتية برنامجا للتجسس على معارضين.

وقال "حميد" إن القناة الإسرائيلية الثانية عشرة يوم السبت الماضي، في التاسع من فبراير/شباط الحالي، نشرت تقريرا تحاول فيه ضرب مصداقية مجموعة من الناشطين، محامين وصحفيين، كشفوا، في سبتمبر/أيلول الماضي، قضية شركة السايبر "إن إس أو" الإسرائيلية التي أنتجت برنامج "بيغاسوس" للتجسس والذي تستخدمه دول عربية، منها الإمارات.

وأضاف: "يشمل تقرير القناة الإسرائيلية، حديثا صوتيا لي تم تسجيله سرا في إطار جلسة مع شخص قدم نفسه على أنه يتولى تقديم منح دراسية جامعية في بريطانيا، وقد استُخدم جزء من الحديث مع الشخص المذكور، في تقرير القناة الإسرائيلية، لكوني الصحفي الذي نشر تحقيقا في العربي الجديد، عن استخدام المخابرات الإماراتية للبرنامج الإلكتروني ويكشف عن التجسس على عدد من المعارضين السياسيين والصحفيين، بالإضافة إلى قادة دول أبرزهم أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري".

وتابع: "حصل اللقاء معي تحت ذريعة إجراء مقابلة في إطار احتمال تقديم منحة دراسية لي، كوني أيضا طالب دكتوراه في جامعة لندن". 

وشمل التقرير التليفزيوني، وفقا لـ"حميد"، "مقتطفات من حديث حصل نهاية العام الماضي معي، وقد حاولت القناة الإسرائيلية من خلاله تصوير التحقيق على أنه جزء من الخلاف الخليجي، وأنه مكتوب بتوجيه قطري، وبإشارات تلمح إلى دور مزعوم للدكتور عزمي بشارة، الذي تناصبه الدوائر الإسرائيلية عداوة معروفة". 

وأردف: "كانت قد تواصلت معي سيدة تُدعى سارة جانسن Sara Jansen تزعم أنها سكرتيرة جميل عباسي Jamil Abbasi الذي يفترض أنه يمثل مجموعة تعرف باسم MGP management ومقرها بروكسل يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وادعت سارة جانسن في الاتصال أن المؤسسة ستبدأ بتقديم منح للطلاب السوريين ضمن نشاطاتها الخيرية، وأرسلت لي صيغة الطلب مرفقة عبر البريد الإلكتروني. بعد أن تقدمتُ بالطلب، والذي تم قبوله، رُتب لي لقاء مع المدعو جميل عباسي في كافتيريا فندق في لندن يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 2018".

وأردف: "كثف المدعو عباسي (إن كان هذا هو اسمه الحقيقي) أسئلته عن مقال نشرته بشأن استخدام المخابرات الإماراتية برنامج بيغاسوس، وتركزت أسئلته عن كيفية وصول الوثائق المنشورة والمرفقة مع المقال، وعن كيفية إعداده".

وأضاف: "أكدتُ أن دولة الإمارات ارتكبت خطأ في تصرفها ذاك (استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي)، وأنني أستبعد أن يتمكن مصدر المعلومات من نشر التحقيق في صحيفة إماراتية".

وأكد: "بالطبع، عند تركيز عباسي أسئلته على موضوع لا يتعلق بالمنحة الدراسية، انتابني الشك واكتفيتُ بالرد بأجوبة عامة ومذكورة في المقال المنشور في شهر سبتمبر/أيلول، ثم طلب المدعو عباسي عن طريق معاوِنته لقائي مجدداً ليطلعني على نتيجة طلبي للمنحة الدراسية".

وقال المراسل: "عُقد اللقاء الثاني بالفعل يوم 16 يناير/كانون الأول 2019 (...) سألني إن كنتُ قد اطلعتُ على تقرير منظمة Citizen lab الخاص بتطبيق بيغاسوس، فأجبتُ بالنفي، ثم بدأت تفاصيل الموضوع بالانكشاف يوم 26 يناير/كانون الثاني، حيث نشرت وكالة أسوشييتد برس الأمريكية، تقريرا تروي فيه تعرض أفراد آخرين ممن شاركوا في التحقيق بقضية استخدام السلطات الإماراتية برنامج التجسس الإسرائيلي، إذ جرى استهداف أو استدراج عدد منهم بطريقة مماثلة، وإن كان بعضهم تيقن سريعا لطبيعة استهدافه وأسبابه، ربطاً بإثارة فضيحة التجسس الإماراتي ببرامج إلكترونية إسرائيلية".

وأردف: "وتبع ذلك صدور تحقيق أسوشييتد برس أيضاً يوم الإثنين 11 فبراير/شباط ليكشف المزيد من التفاصيل عن طرق الاحتيال التي اتبعتها الشركة الإسرائيلية لاستهداف الأفراد العاملين على التحقيق، كما كشفت أن الشركة التي زعم السيد عباسي عمله لصالحها (MGP management)، لا وجود لها أصلا".

  كلمات مفتاحية

العربي الجديد برامج تجسس شركة إسرائيلية برنامج بيغاسوس

فورين بوليسي: التطبيع الخليجي الإسرائيلي يدعم القمع في المنطقة