وصل القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي "باتريك شاناهان" إلى بغداد، الثلاثاء، في زيارة لم يعلن عنها البنتاغون، بعد ساعات من اتفاق أكبر كتلتين بالبرلمان العراقي على إنهاء وجود القوات الأمريكية بالبلاد.

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الزيارة تهدف إلى التأكيد على أهمية سيادة العراق، وبحث مستقبل القوات الأمريكية هناك، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".

وتأتي الزيارة بعد أن صرح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الشهر الجاري بأن الوجود الأمريكي في العراق ضروري لـ"مراقبة إيران"، الأمر الذي أثار غضب العديد من النواب بالبرلمان العراقي، ودفع رئيس الجمهورية "برهم صالح" لإطلاق تصريحات رافضة لما قاله "ترامب".

وقال "صالح" إن الرئيس الأمريكي "لم يطلب إذنا" لمراقبة أي من دول الجوار، مؤكدا أن مصلحة العراق الأساسية تتمثل في أن تكون له علاقات طيبة مع إيران ودول الجوار الأخرى، حسب تعبيره.

وتفجرت بداية الأزمة عندما زار الرئيس الأمريكي القوات العسكرية الأمريكية بالعراق بشكل مفاجئ، في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، دون لقاء أي من مسؤولي الحكومة، ما أثار غضبا بين القوى السياسية العراقية التي رأت في ذلك انتهاكا للأعراف الدبلوماسية، والسيادة.

وفي أول زيارة له للعراق، يعتزم "شاناهان" بحث انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مع القادة العسكريين الأمريكيين، إضافة إلى لقاء مسؤولين عراقيين بينهم رئيس الوزراء "عادل عبدالمهدي".

ولا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بنحو 5000 جندي في العراق في إطار التحالف الدولي الذي تشكل عام 2014 لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفق تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو".

لكن أكبر كتلتين في مجلس النواب العراقي (سائرون والفتح) أعلنتا، في مؤتمر صحفي مشترك، عن السعي إلى "اتفاقية جديدة" لتأطير تواجد القوات الأجنبية في العراق، خصوصا الأمريكية، وسط تصاعد للأصوات البرلمانية الداعية إلى إنهاء وجودها بالكلية.

ويزور القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي بغداد لأول مرة منذ استقالة "جيمس ماتيس" احتجاجا على إعلان "ترامب" سحب القوات الأمريكية من سوريا بدعوى أن وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" هناك انتهى.

وقبل وصوله بغداد، أجرى "شاناهان" زيارة غير معلنة أيضا إلى أفغانستان؛ لتقييم الأوضاع هناك بعد إعلان "ترامب" قرب سحب القوات الأمريكية منها.

يشار إلى أن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال "جوزيف فوتيل"، توقع أن تبدأ واشنطن سحب قواتها البرية من سوريا "خلال أسابيع".