في وارسو.. مساع أمريكية إسرائيلية لزيادة الضغط على إيران

الأربعاء 13 فبراير 2019 12:02 م

يصل نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس" الأربعاء إلى وارسو لافتتاح مؤتمر حول الشرق الأوسط تشارك فيه 60 دولة ويهدف لزيادة الضغط على إيران بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، لكن وسط مقاطعة أبرز المسؤولين الأوروبيين.

فالمؤتمر الذي يستمر على مدى يومين أبرز الانقسامات، إذ قرر حلفاء أمريكا الأوربيون المشاركة بمستوى تمثيلي متدنٍ وسط عدم ارتياح من الدعوات الصارمة التي وجهها الرئيس "دونالد ترامب" لخنق الاقتصاد الإيراني.

سينضم "بنس" ووزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إلى الحكومة البولندية لاستقبال الضيوف على العشاء في القلعة الملكية في مدينة وارسو القديمة.

وفي حين لا يزال برنامج المؤتمر غامضاً، ستعقد الجلسة الرئيسية الخميس عندما سيقوم كل من "بنس" و"بومبيو" و"نتنياهو" بطرح ملاحظات في حين كُلفت مجموعات عمل مناقشة المسائل المطروحة.

وقال "بومبيو" ،مساء الثلاثاء، في مستهل زيارته لبولندا: "هذا ائتلاف عالمي يجري بناؤه لتحقيق المهمة الهامة المتمثلة في الحد من المخاطر طويلة الأمد المتأتية من منطقة الشرق الأوسط".

ومن المرجح أن يلقي "نتنياهو" كلمة يتهجم فيها على إيران التي يرفض قادتها وجود (إسرائيل)، وهو تعهد بمواصلة ضرب القوات الإيرانية إلى أن تغادر سوريا التي مزقتها الحرب ولم يستبعد توجيه ضربة عسكرية لتدمير البرنامج النووي لطهران.

لكن فيما عدا (إسرائيل) وخصوم إيران العرب وإدارة "ترامب"، ما زالت جميع الدول تقريباً تدعم لاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه في عهد الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" ووافقت بموجبه إيران على إنهاء أنشطتها النووية الحساسة مقابل رفع العقوبات ذات الصلة عنها.

خلاف بشأن التهديدات نفسها

حتى حكومة بولندا اليمينية الحريصة على إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية نظراً لقلقها من روسيا، أعلنت صراحة دعمها للاتفاق النووي الموقع في 2015 والذي يؤكد مفتشو الأمم المتحدة أن إيران ملتزمة به.

وقال وزير الخارجية البولندي "جاسيك تشابوتوفيتش" خلال المؤتمر الصحفي مع "بومبيو" إن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يرون نفس التهديدات في الشرق الأوسط، لكننا نختلف أحياناً حول طريقة حل هذه الأزمات".

وكانت بولندا، التي استدعت سفيرها في طهران احتجاجاً، قد سعت إلى التأكيد بعد تصريح "بومبيو" على أن إيران ليست هي المحور الوحيد للمؤتمر.

وقال "تشابوتوفيتش" "ليس لدى الاتحاد الأوروبي ثقل سياسي كافٍ للتأثير حقاً على الوضع في الشرق الأوسط"، مضيفاً أن على "جميع الدول الديمقراطية" أن تتعاون من أجل حل الأزمات التي طال أمدها في تلك المنطقة.

وقال مستشار "أوباما" السابق والمسؤول الاستخباراتي "نيد برايس"، إن المؤتمر لن يفعل سوى إظهار عزلة إدارة "ترامب" لأن الأوروبيين رفضوا أن يشكلوا جزءاً من "تظاهرة حماسية مناهضة لإيران".

وقال "برايس" الذي يعمل الآن ضمن جماعة ضغط "العمل الأمني القومي" إن "المحرج في الأمر أن الإدارة الأمريكية لا تجد حلفاء يؤيدون نهجها الداعي إلى ممارسة أقصى الضغوط" على إيران.

 محادثات حول اليمن

وزير الخارجية البريطاني "جيريمي هانت" هو الدبلوماسي الأوروبي الوحيد الذي سيمثل بلاده على هذا المستوى في وارسو، لكنه سيحضر أساساً لمناقشة الأزمة الإنسانية في اليمن الذي بات عدة ملايين من سكانه على حافة المجاعة.

يشارك "هانت" في اجتماع رباعي، مساء الأربعاء، مع "بومبيو" والسعودية والإمارات العربية المتحدة اللتين تشنان حملة عسكرية كاسحة تدعمها الولايات المتحدة ضد المتمردين الحوثيين الذين يحظون بتأييد إيران.

ولا تشارك روسيا في المؤتمر، فيما تعقد في موازاته، الخميس، مباحثات في منتجع سوتشي بحضور الرئيس الإيراني "حسن روحاني" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بشأن سوريا التي يخطط "ترامب" لسحب القوات الأمريكية منها.

وإلى وارسو، قالت تركيا إنها سترسل فقط موظفاً في سفارتها إلى المؤتمر الذي يشارك فيه حلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ومن المجموعات التي ستحضر بقوة منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في الخارج والتي سحبتها الولايات المتحدة من قائمة المنظمات الإرهابية في 2012.

وقد وثقت المنظمة علاقاتها مع المحافظين الأمريكيين ومن بينهم عمدة نيويورك "رودي جولياني" الذي سيتحدث في اجتماع حاشد للمجموعة في وارسو.

وقوبل غياب وزير الخارجية الألماني "هايكو ماس" عن المشاركة في مؤتمر وارسو المثير للجدل باستياء داخل التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة "أنغيلا ميركل".

وقال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف، "يوهان ديفيد فادفول" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "عدم المشاركة خطأ سياسي… من يتحدث بذاته عن مسؤولية دولية متنامية لألمانيا، يتعين عليه الإيفاء بهذه المسؤولية"، مضيفا أن "ماس" يغيب "عن مؤتمر مهم لأهم حليف لنا، الولايات المتحدة".

وكان متوقعا من قبل أن يُحجم كثير من وزراء خارجية دول غرب أوروبا عن المشاركة في فعاليات المؤتمر.

ويراهن الأوروبيون على الاتفاق النووي مع إيران للحيلولة دون تصنيعها قنبلة نووية، ويسعون إلى تعزيز التعاون الاقتصادي معها، بينما تراهن الولايات المتحدة على العقوبات في ردع إيران عن تصنيع قنبلة نووية.

وبدلا من "ماس" سيمثل وزير الدولة للشؤون الخارجية "نيلس آنن" ألمانيا في المؤتمر.

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

وارسو الشرق الأوسط مايك بنس نتنياهو