مطالبة إلهان عمر بالاستقالة تكشف المعايير المزدوجة للبيت الأبيض

الخميس 14 فبراير 2019 08:02 ص

كشفت مطالبة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا الأمريكية، "إلهان عمر"، بتقديم استقالتها؛ إثر تصريحات لها اعتُبرت "معادية للسامية"، المعايير المزدوجة التي يتعامل بها البيت الأبيض في التعامل مع القضايا السياسية.

وتأتي المطالبة باستقالة النائبة المسلمة رغم اعتذارها، في مقابل تغاضي البيت الأبيض عن تصريحات عنصرية سابقة أدلي بها الرئيس "دونالد ترامب" نفسه وعدد من الجمهوريين، بل حتى بلا تقديم أية اعتذارات.

وفي هذا السياق، سلط مقال للكاتب "يوجين سكوت" بصحيفة "واشنطن بوست"، الضوء على المواقف والتصريحات العنصرية التي يتبناها أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس "ترامب".

واستشهد الكاتب بتصريحات أدلى بها عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري عن ولاية "آيوا"، "ستيف كينغ"، لصحيفة "نيويورك تايمز" في يناير/كانون الثاني الماضي، قال فيها: "لماذا كل هذا الانزعاج من مصطلحات القومي الأبيض، والتفوق الأبيض، والحضارة الغربية".

وشدد "سكوت" على أنه رغم عدم اعتذار النائب "كينغ" عن هذه التصريحات مطلقًا، لم يتعرض للانتقاد بمقدار ما تعرضت له "إلهان عمر".

وأضاف: "ترامب رغم عدم اعتذاره عن عدم احترامه للجماعات المهمشة تاريخيًا، نراه يطلب الاعتذار ممن يتبنون آراءً مخالفة له. وهذه المقاربة القائمة على ازدواجية في المعايير لن تتغير كأشياء أخرى كثيرة، لأن ترامب يستمد الدعم من الجمهوريين في قاعدته الحزبية".

بدورها، ذكرت شبكة "سي إن إن"، الأربعاء، أن الرئيس "ترامب"، لم يرد كما ينبغي على تصريحات النائب "كينغ"، وأن الرئيس أطلق في أكثر من مناسبة تصريحات معادية للسامية.

كما استغرب عدد من النواب الديمقراطيين من ازدواجية المعايير التي تتبناها الإدارة الأمريكية، وذلك مثل الرئيسين المشاركين للجنة الفرعية البرلمانية التقدمية التابعة للحزب الديمقراطي، "مارك بوكان"، و"براميلا جايابال".

وذكر النائبان في بيان لهما، الأربعاء، أن "دعوة عمر إلى الاستقالة أمر مخجل ومدهش، وهذا أمر مؤسف بحق، لا سيما أنه حينما كان مرشحًا للرئاسة الأمريكية، وبعد أن أصبح رئيسًا كانت له كثير من التصريحات القومية، والعنصرية، المعادية للإسلام، ولم يعتذر عنها".

وفي أغسطس/آب الماضي، وصفت مستشارة سابقة لـ"ترامب"، الأخير بأنه "عنصري ويحب إثارة الفوضى"، وأنه "استخدم ألفاظاً عنصرية في أكثر من مناسبة".

جاء ذلك في كتاب لـ"أوماروسا مانيغولت نيومان"، (من أصول أفريقية)، الموظفة السابقة في البيت الأبيض (2017-2018).

وقالت إن "ترامب استخدم كلمة زنجي (سيئة السمعة وترمز إلى أصحاب البشرة السمراء) في عدة مناسبات"، مضيفة: "لقد شاهدت عنصريته بعيني وسمعتها بأذني عدة مرات بشكل لم أستطع أن أنكره".

كما وصفت "نيومان"، "ترامب" بأنه "شخص متقلب ومشتت ومعادٍ للنساء وغير مأمون"، مشيرة إلى انها رأته يتصرف بشكل غير لائق في عدة مناسبات خاصة، مثل حفلات أعياد الميلاد بمنتجعه الخاص في فلوريدا.

ودأب "ترامب" على ترديد كثير من التصريحات العنصرية سواء في فترة ترشحه للرئاسة الأمريكية أو بعد انتخابه رئيسًا للبلاد، ولعل استخدامه لشعار "أمريكا أولًا" خلال فترة الانتخابات، كان سببًا في ردود فعل غاضبة للغاية من اليهود كون الشعار المذكور هو الذي استخدمته الجمعيات المعادية للسامية في ثلاثينات القرن الماضي.

وفي خطاب له عام 2015 قال "ترامب" لمستمعيه من اليهود: "أنتم لن تدعموني (في الانتخابات) لأنني لا أريد أموالكم. أنتم لا ترغبون في إعطائي المال، لكن لا مشكلة في ذلك، وتريدون أن تتحكموا في سياسييكم، ولا مشكلة في ذلك".

وتبنى "ترامب" خلال فترة ترشحه للرئاسة، وبعد فوزه بها العديد من التصريحات والاتهامات المسيئة للمسلمين، كما أنه بعد فوزه بمنصب الرئيس حظر سفر مواطني العديد من الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة إلهان عمر البيت الأبيض دونالد ترامب تصريحات عنصرية مطالب استقالة