طقوس عيد الحب تغزو الرياض وتنهي حظرا استمر عقودا

الخميس 14 فبراير 2019 10:02 ص

كانت الأجواء في محلات الزهور نابضة بالحياة مثل الألوان. وعرضت المحلات الورود الصناعية الحمراء وزهور الأماريليس والفاوانيا في نوافذها، مع أشكال مختلفة من الهدايا. وكانت هناك قلوب ورقية حمراء مكتوب عليها كلمات مثل "أنا أحبك" باللون الأبيض. لقد وصل "عيد الحب" إلى هنا، في الرياض، عاصمة السعودية.

في السابق، كانت محلات الهدايا بالسعودية تشهد توترا وقلقا في مثل هذا اليوم، وكانت تتهرب من ملاحقة السلطات لإحياء مناسبة محظورة من قبل "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". لكن ما كان في يوم من الأيام يباع "بشكل سري" في "عيد الحب"، ويتم بيعه سرا للعملاء الذين يتم اختيارهم بعناية، فإنه يباع الآن علنا في السعودية. ربما لن ترى إعلانات كما لو كنت في لبنان أو مصر، لكنك ستتمكن من تحديد العلامات الواضحة على أن السكان يستعدون لوصول "كيوبيد".

ويمثل هذا التحول أحد مظاهر التناقض في قلب المملكة الجديدة تحت قيادة الأمير "محمد بن سلمان". لقد دفعت حملة القمع التي تفرضها الحكومة إلى إشعار المعارضين بأنهم يخاطرون بحريتهم، بل وحتى حياتهم، إذا ما انتقدوا قيادة المملكة. لكن الدولة أيضا تتراجع في مساحة أخرى؛ حيث تسمح للحفلات الموسيقية والسينما والاختلاط بحرية أكبر بين الرجل والمرأة في الأماكن العامة.

ولم يكن هناك إعلان حكومي عن رفع الحظر غير المكتوب عن يوم "عيد الحب". لكن على عكس ما حدث في الماضي، لم تكن هناك أي أوامر قضائية علنية ضد بيع هدايا "الفالنتاين". وفي هذا الوقت من العام الماضي، كان متجر "زهرة الرياض" يتبع ما أصبح تقليدا مألوفا؛ حيث وقع على تعهد لـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بأنه لن يقوم بتخزين الزهور الحمراء، وقام بنقل مثل تلك المواد إلى فيلا قريبة؛ حيث يقوم ببيعها للعملاء الموثوق بهم. ففي ذلك الوقت كانت عقوبة المخالف تصل إلى حد سجن مدير المتجر نفسه.

لكن عندما لم يتم توجيه اللوم إلى العاملين بسبب تحويلهم ركنا من متجرهم إلى زاوية تشتعل باللون الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر، فقد اعتبروه علامة على أنه يمكنهم العمل الهدوء. ويقول "محمد"، وهو بائع طلب عدم الكشف عن اسمه بالكامل: "لم يكن لدينا مثل هذا الانفتاح على عيد الحب".

ولم تنفذ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي تم تقييد سلطاتها، زياراتها المعتادة لمحلات بيع الهدايا. ولم يتوقف أفرادها في المطاعم القريبة مع أوامر بالامتناع عن استخدام الشموع ومفارش المائدة بالألوان المرتبطة بهذا اليوم، وهي الأحمر والوردي والأبيض.

ووعد ولي العهد بالعودة إلى نسخة أكثر اعتدالا من الإسلام بدلا من "الوهابية" الصارمة، وتشمل ذلك فيما يبدو السماح بالاحتفال بمناسبات مثل "عيد الحب". ويقول "فهد بن ناصر"، وهو مهندس فني يبلغ من العمر 28 عاما، إنه لا يمانع احتفال السعوديين بيوم "عيد الحب"، لكنه لا يحتفل هو به. وقال: "إنها بدعة لا يقبلها الإسلام. ولا أحتفل حتى بعيد ميلادي للسبب نفسه".

وشجعت "سارة"، البالغة من العمر 25 عاما، التقليد الغربي، لكن في السر. وتخطط هي وصديقها للاحتفال بعيد الحب في مجمع سكني مليء بالوافدين. وتقول: "أخشى أن أحتفل بالخارج". كما قالت بأن متجر المجوهرات الدولي الراقي في الرياض، الذي تعمل فيه، يؤمن نفسه أيضا بالاحتفاظ بقلوب الذهب والألماس في الداخل، بدلا من عرضها في النافذة.

لكن كان البعض الآخر أكثر جرأة. وعرض متجر في الرياض صورة لـ"حمالات صدر" مزينة باللون الأحمر، مع جملة دعائية تقول: "اشتر مزيدا من الحب". وقال نادل في فندق راق إنه لديه تعليمات بإنشاء "طاولات رومانسية" للاحتفاء برواد المطعم، مزينة بالشموع الحمراء، مع نثر بتلات الورد.

وبعيدا عن العاصمة، في مدن أقل محافظة، مثل جدة في الغرب أو الخبر في الشرق، كانت الأجواء أكثر هدوءا. إذ نشر أحد محلات المعجنات في مدينة الخبر صورة لكعكة على شكل قلب على "انستغرام"، مع نص يقول: "لقد وصلت كعكة فبراير/شباط. إنها لشهر فبراير/شباط، وليس لذلك الأمر"، في إشارة خفية إلى "عيد الحب".

المصدر | دونا أبو نصر - بلومبرغ

  كلمات مفتاحية

السعودية عيد الحب الرياض الفالانتاين