جيش العدل.. قصة صراع عمرها 19 عاما جنوب شرقي إيران

الخميس 14 فبراير 2019 05:02 ص

أعاد الهجوم الانتحاري ضد قوات الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، دائرة الضوء إلى تنظيم "جيش العدل"، الذي أعلن تنبيه للهجوم الذي أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.

فالتنظيم، الذي تعتبره طهران إرهابيا، سبق أن أعلن مسؤوليته عن هجوم مماثل بمدينة زاهدان (جنوب شرقي إيران)، في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، عبر عبوتين ناسفتين استهدف بهما مركزا للشرطة، ما أسفر عن إصابة 4 عناصر من قوات الأمن.

فما هو جيش العدل؟ ومن أسسه؟ وما هي الأيدولوجية التي يعتنقها؟ وإلى أي مدى بلغت مواجهته العنيفة للدولة الإيرانية؟

يعتبر "جيش العدل" امتداد لتنظيم آخر هو "جند الله"، الذي أطلق تمردا مسلحا ضد الدولة الإيرانية منذ 19 عاما (عام 2000)، استهدف المسؤولين والمدنيين في جنوب شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان.

وفي تلك المنطقة الحدودية المضطربة، وبعد نحو 10 سنوات من تأسيسه، تلقى "جند الله" ضربة كبيرة بإعدام إيران لقائد التنظيم "عبدالملك ريغي" عام 2010.

وتمكنت إيران من اعتقال "ريغي" عندما كان يقوم برحلة جوية من دبي إلى قرغيزستان، حيث اعترضت مقاتلات إيرانية طائرته وأجبرتها على الهبوط.

وبعد عامين، تأسس "جيش العدل" على يد "صلاح الدين فاروقي"، وهو ناشط معروف بمعارضته لدعم إيران للرئيس السوري "بشار الأسد" في الحرب الدائرة بسوريا، ومنذ ذلك التاريخ، أعلن مسؤوليته عن عشرات الهجمات التي استهدفت قوات الأمن الإيرانية في هذه المنطقة المضطربة.

وعلى غرار "جند الله"، ينشط "جيش العدل" في ولاية سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان، حيث يتلقى دعما من قبائل البلوش التي تضم أعدادا كبيرة من السنة الذين  الذين يشكون التهميش في بلد غالبية سكانه من الشيعة.

وتطلق إيران على هذا التنظيم إعلاميا تسمية "جيش الظلم"، وتقول إنه يتلقى دعما من الولايات المتحدة و(إسرائيل) والسعودية والإمارات.

واختطف "جيش العدل" 12 من عناصر الأمن الإيرانيين في أكتوبر/تشرين الأول، قرب الحدود مع باكستان، أطلق سراح 5 منهم في وقت لاحق، بعد أن قامت إسلام آباد بتسليمهم إلى طهران.

جرائم سوريا

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013، قتل 14 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في كمين قرب الحدود مع باكستان، أعلن "جيش العدل" مسؤوليته عنه ردا على ما وصفها بـ "جرائم الحرس في سوريا".

وانتقاما لذلك، أعلنت إيران قتل 4 من عناصر التنظيم قرب مدينة ميرجاوه الحدودية، إضافة إلى إعدام 12 شخصا، وصفتهم بالمتمردين.

وفي الشهر التالي، تبنى جيش العدل قتل المدعي العام لمدينة زابول على الحدود الإيرانية الافغانية.

كما تبنى التنظيم، في فبراير/شباط 2014، خطف 5 جنود إيرانيين واقتيادهم عبر الحدود إلى باكستان، ما ساهم في توتر العلاقات بين طهران وإسلام آباد.

وحذّرت طهران آنذاك من أنها قد ترسل قوات عبر الحدود لتحرير الجنود، كما استدعت القائم بالأعمال الباكستاني لتطلب من إسلام آباد "التحرك بحزم ضد قادة وعناصر الجماعة الإرهابية الذين فروا إلى باكستان".

وأعدم "جيش العدل" واحدا من الجنود الخمسة في مارس/آذار 2014، قبل أن يطلق سراح الأربعة الباقين ويسلمهم إلى إيران مع جثمان الجندي المقتول.

واستهدف تفجير الأربعاء الانتحاري حافلة تقل قوات منتسبة إلى الحرس الثوري بالقرب من طریق خاش – زاهدان، التابع لمدينتي سیستان وبلوشستان، وأسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة 20 آخرین.

  كلمات مفتاحية

إيران جيش العدل الحرس الثوري جند الله عبد الملك ريغي سيستان بلوشستان صلاح الدين فاروقي باكستان

إيران تتبنى اغتيال الملا عمر البلوشي زعيم حزب العدل المعارض

إيران تعدم أحد أعضاء جيش العدل البلوشي

إيران تتجاهل مطالبة أممية وتعدم قياديا في تنظيم "جيش العدل"