بـ32 مليار دولار.. بن سلمان يوطد العلاقة الاستراتيجية بباكستان

الجمعة 15 فبراير 2019 07:02 ص

أفادت مصادر مطلعة، الجمعة، بأن ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" يعتزم تدشين "عهد جديد" من العلاقات السعودية - الباكستانية، خلال زيارته المرتقبة لإسلام آباد، السبت، عبر حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 32 مليار دولار.

وتشمل التفاهمات المزمعة إنشاء مصفاة نفطية في ميناء جوادر بقيمة 10 مليارات دولار، واتفاقية في مجال الطاقة المتجددة بقيمة 4 مليارات دولار، إضافة إلى توقيع اتفاقية تنقيب عن المعادن بقيمة 6 مليارات دولار، وفقا لما نقلته صحيفة الرياض السعودية (محلية).

ووصف وزير الخارجية الباكستاني "شاه محمود قريشي" علاقات بلاده مع السعودية بأنها "استراتيجية واستثنائية"، لافتاً إلى أن بلاده لن تنسى استجابة الرياض تأجيل مدفوعات الواردات النفطية من أجل المساعدة في تجنب حدوث أزمة اقتصادية.

وفي حوار مع الوفد الإعلامي السعودي، الذي استبق زيارة "بن سلمان" للعاصمة إسلام آباد، قال "قريشي": "زيارة ولي العهد لباكستان ستأخذ إطار العمل المتقدم، وسيكون هناك بعد جديد لها، وهو الاقتصادي، ما سيزيد من قوة العلاقة التاريخية التي تربط البلدين".

وأضاف الوزير الباكستاني أن الزيارة ستشهد التوقيع على إنشاء مجلس تنسيقي جديد بين البلدين، يرأسه "بن سلمان"، يشارك فيه وزراء من كلا البلدين، واصفا رؤية (السعودية 2030) الاستراتيجية التي أعلنها "بن سلمان"، بأنها "من أسس الرؤية التي أعلنها رئيس الوزراء "عمران خان" (باكستان الجديدة).

ولفت إلى أن باكستان وعدت بتقديم حوافز وخدمات للمستثمرين السعوديين وقررت إعفاءهم من الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة، بهدف انعاش السياحة وتعزيز الاستثمار.

مصالح تجارية

ويرتبط البلدان بعلاقات استراتيجية تقوم على تبادل تاريخي للمصالح بينهما، فالسعودية هي أكبر مصدر للنفط لباكستان، كما أنها سوق رئيسية للمنتجات الباكستانية، وتستضيف 1.9 مليون باكستاني يعملون بها.

وتمثل المملكة المصدر الرئيسي لتحويلات الباكستانيين في الخارج من العملة الصعبة والتي تقدر بنحو 4.5 مليار دولار سنويا.

وعلى الصعيد التجاري، تستورد باكستان النفط السعودي ومشتقاته مقابل تصدير الأرز والنسيج والكيماويات والمنتجات الجلدية والأحذية والسلاح (المتوسط والصغير) إلى المملكة.

ولذا كانت أول زيارة رسمية لرئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" إلى السعودية، ووجه خلالها دعوة مباشرة للمملكة كي تصبح الشريك الثالث لبلاده في المشروع الاقتصادي الذي دشنته بشراكة صينية في إطار المبادرة الاقتصادية الصينية لدول الحزام والجوار لتأسيس ممر تجاري.

ويعبر قرار باكستان توجيه الدعوة للسعودية لتكون أول شريك في المشروع بعد الصين عن رغبتها في استقطاب استثمارات كبرى من المملكة، وهو ما عبر عنه وزير الإعلام الباكستاني "فؤاد شودري" عندما أعرب عن توقعه أن تضخ السعودية مبالغ ضخمة للاستثمار في مشروعات كبرى في بلاده.

برنامج نووي

وعلى الصعيد الأمني، تطمح السعودية إلى تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية.

وفي هذا الإطار، حذر "بن سلمان"، في مارس/آذار الماضي، من أن بلاده "ستطّور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكته إيران".

وأضاف ولي العهد السعودي، في حوار مع برنامج 60 دقيقة على شبكة CBS الأمريكية، أن السعودية "لا تريد الحصول على الأسلحة النووية" لكنها "ستفعل ذلك في أسرع وقت ممكن إذا طوّرت إيران قنبلة نووية"، حسب قوله.

ومن غير المعروف ما إذا كانت السعودية قد حاولت تطوير أسلحة نووية من تلقاء نفسها، لكن تقارير تحدثت عن استثمارها في البرنامج النووي الباكستاني.

ولذا حذر الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية "عاموس يادلين"، أمام مؤتمر في السويد عام 2013، من أن "السعوديين لن ينتظروا شهرًا واحدًا حال حصول إيران على القنبلة النووية"، مؤكدا أن الرياض "دفعت ثمن القنبلة النووية بالفعل، وستتوجه إلى باكستان للحصول على ما تريده".

وفي سياق متصل، أشار "قريشي"، في حواره، إلى ما اعتبرها جهودا مثمرة للسعودية في مجال القضاء على الإرهاب، ودعم الاستقرار والأمن الداخلي لباكستان.

تعاون عسكري

ورغم أن باكستان لم تشارك بقوات في حرب اليمن، حيث صوت برلمانها ضد نشر قوات هناك تفاديا لصدام مع شيعة باكستان الذين يشكلون 20% من السكان، ولتجنب تدهور في العلاقات مع إيران التي تدعم الحوثيين، لكنها شاركت في مناورات أجريت في شمالي السعودية مع 20 دولة عربية وإسلامية في مارس/آذار عام 2016.

كما قبلت باكستان تعيين رئيس الأركان الباكستاني السابق "راحيل شريف" قائدا للتحالف العسكري الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وأرسلت، في فبراير/شباط 2018، 1400 جندي لحماية الحدود السعودية.

ولذا عبر "قريشي" عن أمله في أن تضطلع السعودية لتحدث الأمة الإسلامية بصوت واحد في شأن قضية إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند، مشيرا إلى أن هكذا تفاهم "يمثل أهمية للمسلمين حول العالم، بفضل مكانة المملكة التي تشغلها في الأمة"، حسب تعبيره.

  كلمات مفتاحية

باكستان السعودية محمد بن سلمان إسلام آباد عمر خان شاه محمود قرشي الإرهاب