"عيد حب" مختلف في السعودية هذا العام.. ما الذي حدث؟

الجمعة 15 فبراير 2019 05:02 ص

صورة مثيرة لحمالات صدر يزينها اللون الأحمر.. عرض مغري لشراء اثنتين والحصول على الثالثة مجانا تؤكده لوحة كتب عليها بعناية "شراء المزيد من الحب"... ولما لا؟!...  إنه يوم 14 فبراير/شباط المعروف بـ"فالنتين داي" أو "عيد الحب".. أما المدهش هو أن هذا المشهد من قلب العاصمة السعودية الرياض!

ففي هذا الوقت من العام الماضي -حسب تقرير لموقع بولمبرغ الأمريكي- كان متجر للزهور في العاصمة السعودية الرياض يتّبع ما أصبح أسلوبا مألوفا، وهو التوقيع على تعهد لـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بأنه لن يقوم بجلب الزهور الحمراء.

ثم يتم نقل المواد التي تعتبرها السلطات مستفزة إلى فيلا قريبة وبيعها للعملاء الموثوق بهم فقط، والدعاء ألا يتم القبض علي مدير المتجر.. فما الذي تغير هذا العام ليصبح ما كان محظورا مباحا؟!

يقول الموقع الأمريكي في تقريره إن السطات السعودية لم تقر رسميا الاحتفال بـ"عيد الحب"، لكنها كذلك لم تعد تلاحق المحتفلين به ولا تحظر مظاهر الاحتفال، ومن ثم سمحت بأن يتسلل بهدوء إلى المزاج العام على طريقة: دعه يمر.

ويرصد التقرير مظاهر هذا التحول؛ ففي متجر الزهور المذكور، الذي كان يعمه التوتر في مثل هذا الوقت من كل عام، تم عرض الورود الاصطناعية الحمراء مثل النرجس والفاوانيا، مع تلك الطبيعية التي تنتظر في غرفة تمت تهيئتها بشكل مناسب. إضافة إلى قلوب حمراء من الورق مع عبارة "أنا أحبك" مكتوبة باللون الأبيض، إيذانا بقدوم "عيد الحب".

يقول بائع الورود "محمد" -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه الكامل: "لم يكن لدينا مثل هذا العيد المفتوح"، ويؤيده الواقع؛ حيث لم تقم السلطات بشن الحملات المعتادة في ذلك الوقت لتأمر المطاعم بعدم استخدام الشموع ومفارش المائدة ذات الألوان: الأحمر والوردي والأبيض المرتبطة بهذا الاحتفال.

وقال نادل في فندق راق إن لديه تعليمات لإنشاء "طاولات رومانسية" مزينة بالشموع الحمراء والورود المنثورة عليها ليحتفل رواد المطعم بهذه المناسبة السنوية.

أما سارة (25 عاما)، فلا تزال تخشى الاحتفال علنا؛ حيث خططت أن تذهب مع صديقها إلى مجمع يكتظ بالأجانب، مشيرة إلى أن متجر المجوهرات الدولي الراقي في الرياض الذي تعمل فيه، يقوم أيضا ببيع هدايا الـ"فالنتين" سرا؛ إذ يحتفظ بقلوب الذهب والماس في الداخل بدل عرضها في الفترينة.

 لكن "فهد بن ناصر" (28 عاما) لم يبدو مهتما كثيرا بموقف الدولة الرسمي من الاحتفال سواء بالسماح أو المنع؛ فالمهندس الفني الشاب لا يمانع إذا كان السعوديون يحتفلون بعيد الحب أم لا، لكنه لن يحتفل لاعتقاده أن ذلك بدعة لا يقبلها الإسلام.

وبعيدا عن العاصمة، في مدينتي جدة (غرب) أو الخبر (شرق)، نجد الوضع أكثر استرخاءً؛ حيث نشرت صورة على موقع إنستغرام  لكعكة من مدينة الخبر على شكل قلب، مع توضيح يقول: "لقد وصلت كعكة شباط".

وخلص التقرير، الذي نشر الخميس بالتزامن مع الاحتفال بالـ"فالنتين"، إلى أن هذا التحوّل في الموقف الرسمي يمثل التناقض في قلب السعودية الجديدة تحت قيادة ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"؛ فقد كانت حملة القمع التي تنفذها الحكومة تبلغ المعارضين بأنهم سيفقدون حريتهم، بل وحتى حياتهم، إذا انتقدوا قيادة المملكة، ومع ذلك تتراجع الدولة عند الحواف، وتسمح للحفلات الموسيقية والسينما والاختلاط بين النساء والرجال بحرية أكبر في الأماكن العامة، حسب بولمبرغ.

  كلمات مفتاحية

السعودية عيد الحب فالنتين