كشف رئيس شركة "روستيخ" الروسية لتصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية، أن صفقة توريد منظومة الدفاع الجوي "إس 400" إلى تركيا، لا تتضمن إطلاع أنقرة على أسرارها، أو تقنيات تصنيعها من الصفر.

وقال "سيرغي تشميزوف": "في الواقع الحديث لا يدور عن تشكيل صناعة عميقة لهذه الأنظمة هناك (في تركيا)، فنحن تحدثنا عن توريد المنتجات الجاهزة وأخذنا على عاتقنا الالتزام بإعطاء الفرصة لتصنيع أجزاء من قطع الغيار لهذه المنظومة على الأراضي التركية حصرا".

وتابع " أنا لا أعتقد أنه سيتم نقل أي نوع من الأسرار التقنية"، بحسب ما نقل عنه موقع "روسيا اليوم".

وأوضح: "نحن لم نتحدث عن أننا سننقل تقنيات التصنيع بالكامل 100%، فالحديث يدور عن توطين جزء من الصناعة فقط.. على سبيل المثال قطع الغيار ومن الممكن صواريخ أو أجزاء من تلك الصواريخ".

وبرر ذلك بأن "إنتاج هذه المنظومة عملية معقدة للغاية وللقيام بها يجب تأسيس مدرسة تقنية، وللأسف ليس لدى تركيا مثل هذه المدرسة"، مضيفا: "أما تصنيع منظومة إس 400 من الصفر، فهو أمر غير واقعي".

وينتظر أن تنشر تركيا المنظومة الدفاعية الجديدة في أراضيها بحلول أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حيث أكد الناطق باسم الرئاسة الروسية، "دميتري بيسكوف"، أن عقد بيع منظومات "إس-400" الصاروخية الروسية لتركيا في مرحلة التنفيذ الآن وسوف يستمر حتى استكمالها.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، تم توقيع اتفاقية قرض روسي لتركيا لتمويل توريد أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات "إس 400" لأنقرة، التي ستدفع جزءا من قيمة هذه الصفقة المقدرة ب، 2.5 مليار دولار بنفسها، والباقي من القرض.

و"إس-400" منظومة صواريخ متطورة قادرة على تدمير أهداف من مسافات بعيدة، ويصل عدد الأهداف التي بإمكانها تتبعها في وقت واحد إلى 300، ويبلغ مدى تدمير الطائرات ما بين 3 و240 كيلومترا، وبإمكانها تدمير جميع أنواع المقاتلات واعتراض الصواريخ المجنحة.

وإلى جانب قدرتها التدميرية، فإن منظومة "إس-400" تحتاج فقط إلى خمس دقائق ليكون الصاروخ جاهزا للإطلاق، وقد تزوَّد الجيش الروسي بها منذ عام 2007.

وفي حال استكمال الصفقة، ستكون تركيا أول بلد في حلف "الناتو" يمتلك تلك المنظومة.

وكانت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية قد نشرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي أن تركيا عرضت على الولايات المتحدة أن تسمح لها بتفحص المنظومة الروسية بعد تسلمها، في محاولها لتغيير موقف واشنطن الرافض للصفقة، إلا أن أنقرة نفت ذلك.

و قال "بيسكوف"، تعليقا على إمكانية دخول فنيين أمريكيين لتقصي أسرار منظومات "إس 400" الروسية في تركيا، إن "العقد الروسي التركي لتوريد هذه المنظومات ينص على محافظة أنقرة على أسرار هذه الصواريخ، وموسكو تثق في هذا السياق بشركائها الأتراك".