"ظننت أنني سأقدم على الانتحار عوضا عن أن أسمح لهم بقتلي".. هكذا عبر البريطاني "علي عيسى أحمد" عن قسوة التعذيب الذي عاناه في الإمارات، بعدما قامت السلطات الأمنية هناك باعتقاله، بسبب ارتدائه قميص المنتخب القطري في مباراة العنابي ونظيره العراقي في دور الـ16 ببطولة كأس آسيا 2019، التي انتهت مطلع فبراير/شباط بتتويج قطر باللقب على حساب اليابان.

وقال "أحمد" (26 عاما) في تصريحات لصحيفة "الغارديان" البريطانية بعد ساعات من عودته من الإمارات، الخميس، إنه تعرض للتعذيب والضرب والحرمان من النوم والطعام من قبل الإماراتيين، ما دفعه إلى الخوف بشدة على فقدان حياته، رغم أنه كان مسافرا لقضاء عطلة  يناير/كانون الثاني الماضي.

وبدأت فصول المأساة عندما احتجز مسؤولون أمنيون المشجع الشاب، بعد مباراة قطر ضد العراق وطالبوه بمعرفة سبب ارتدائه قميص قطر، ثم أمروه بتسليم القميص، ثم عاد بعدها من المباراة التي جرت في أبوظبي إلى فندقه في دبي، لكن رجال الأمن كانوا يتبعونه، وبقوا في فندقه حتى صباح اليوم التالي، وفق روايته.

وتابع "أحمد" أنه قرر الذهاب إلى الشاطئ في ذلك اليوم، فتمت متابعته مرة أخرى وفي طريق عودته إلى الفندق كان الرجال يتبعونه، وعندما خرج من السيارة أجبروه على الوقوف وقيدوا يديه، وقطعوا قميص قطر الذي ارتداه مجدداً، وتسببوا بعدة إصابات في ذراعه وصدره لاستخدامهم سكيناً حادة، ثم لكموه ووضعوا كيساً من البلاستيك على وجهه

 "شعرت بوميض فأدركت أنهم يصورونني... ظننت أنهم سيقتلونني"، يضيف "أحمد".

وبعد الحادث أكد المشجع الشاب أنه تُرك في السيارة وهو في حالة يرثى لها بسبب النزيف، وشعر بالصدمة والذهول قبل أن تأخذه سيارة إسعاف إلى المستشفى، ثم يحتجز في مبنى أمني.

ويروي" أحمد الذي يشجع فريق آرسنال ويعمل حارساً أمنياً، إنه تعرض للطعن بالسكين في السجن بمناطق مختلفة في جسده وحُرم من النوم والطعام والماء لعدة أيام أثناء احتجازه في المبنى الأمني.

وقال: "ظننت بنسبة 100% أنني سأموت في الإمارات.. ظننت أنني سأقدم على الانتحار عوضا عن أن أسمح لهم بقتلي".

وأكد "أحمد" أنه حرم من النوم والطعام والماء لعدة أيام قبل نقله إلى زنزانة تابعة للشرطة في الشارقة، حيث كان محتجزاً حتى 12 فبراير/شباط، وتعرض هناك للطعن من سجين آخر.

وكان "أحمد" قد سافر إلى الإمارات لقضاء عطلة في يناير/كانون الثاني، وبينما كان هناك حصل على تذكرة لمباراة في بطولة كأس آسيا بين قطر والعراق في 22 يناير/كانون الثاني، فارتدى قميص قطر وتوجه إلى المباراة، ولم يكن يعرف أن ذلك يعتبر جريمة في الإمارات يعاقب عليها بغرامة كبيرة ويحكم عليه بالسجن لفترة طويلة، بحسب الغارديان.

وأشارت الصحيفة إلى آثار جروح بسكين على ذراع "أحمد"، وإصابات في صدره وجرح وطعنة في جنبه، وأنه بدا في حالة من الصدمة والذهول والإرهاق، كاشفا أيضا أن مسؤولا أمنيا إماراتيا قد حطّم له سنا عندما ضربه في وجهه.

ورغم أن "أحمد" يجيد اللغة العربية كتابة ومحادثة؛ إلا أنه لم يُسمح له بقراءة الوثائق التي أجبر على توقيعها فيما بعد.

 وقال: "قبل أن أستقل الطائرة عائدا إلى المملكة المتحدة، قال لي مسؤول إماراتي في المطار: (نحن بلد جيد للغاية)... لا أعرف كيف يمكنني الحصول على العدالة بعد كل ما حدث لي، لكني سأفعل ذلك لو استطعت فيما بعد".