وصف رئيس شركة "روستيخ" الروسية لتصنيع الأسلحة والمعدات العسكرية، "سيرغي تشميزوف"، المفاوضات مع السعودية بشأن صفقة منظومة الدفاع الجوية "إس 400" بأنها "معقدة". 

وفي حوار أجراه معه موقع "روسيا اليوم"، الجمعة، قال "تشميزوف": "توجد دول لا أود ذكرها عبرت عن رغبتها في اقتناء المنظومة، أما هاتان الدولتان (السعودية وقطر) فقد أعلنتا عن رغبتهما ونشرتا هذه المعلومات في الصحافة ولذلك بإمكاني التحدث عنهما".

وأشار إلى أن "المفاوضات مع السعودية أكثر تعقيدا، حيث لا يزال التفاوض جاريا"، مضيفا أن "الحديث يصبح ممكنا عن الوقت الذي سيتم فيه التوريد فقط بعد إنهاء التفاوض".

وأوضح أنه "من الضروري تصنيع المنظومة؛ فنحن لا نبيع من المستودع، وعلينا تصنيع هذه المنظومة ومن ثم توريدها".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن السفير السعودي لدى موسكو، "رائد خالد قرملي"، أن السعودية وروسيا تواصلان مفاوضاتهما حول موعد توريد منظومات "إس 400" للمملكة، مؤكدا أن الموعد ما زال قيد البحث والنقاش.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2017، أبدت السعودية اهتماما بمنظومة "إس 400"، وأعلنت بعد ذلك أنها وقعت اتفاقا مع موسكو لشراء المنظومة.

أما السفير القطري لدى موسكو، "فهد بن محمد العطية"، فقد أعلن أن بلاده تتفاوض مع روسيا بشأن شراء أنظمة دفاع جوي روسية، الأمر الذي يبدو أنه استفز الرياض. 

حيث كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، مطلع يونيو/حزيران الماضي، أن العاهل السعودي، الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، طلب من الرئيس الفرنسي،" إيمانويل ماكرون"، في رسالة  بعث بها إليه، الضغط على قطر ومنعها من الحصول على أنظمة "إس 400".

وحسب الصحيفة، أكد الجانب السعودي استعداد الرياض للقيام بـ"عمل عسكري" ضد الدوحة إذا نصبت منظومات "إس 400".

ويبدو أن "روستيخ" عالقة بين الأزمة المشتعلة بين الجارتين الخليجيتين، منذ يونيو/حزيران 2017، حين أعلنت كل من الرياض والمنامة وأبوظبي والقاهرة مقاطعة الدوحة دبلوماسيا وفرض حصار اقتصادي على قطر.

ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية، أبرمت قطر عدة صفقات عسكرية، كان أبرزها مع فرنسا بقيمة تجاوزت عشرة مليارات يورو، لشراء 12 مقاتلة من طراز "رافال"، إضافة إلى خطاب نوايا لشراء 490 مركبة مدرعة من "نكستر" الفرنسية.

وصفقة أخرى مع بريطانيا بقيمة 6 مليارات دولار لشراء 24 مقاتلة من طراز "تايفون"، وثالثة مع الولايات المتحدة لشراء طائرات مقاتلة من طراز "إف 15" بقيمة 12 مليار دولار، ورابعة مع إيطاليا، اشترت بموجبها 7 سفن حربية بقيمة 5 مليارات يورو.

فضلا عن صفقة مع ألمانيا، لشراء 62 دبابة من طراز "ليوبارد 2" وعربات مدرعة، بنحو ملياري يورو.

ومع تركيا، اتفقت الدوحة على توريد عربات مدرعة وطائرات من دون طيار بقيمة ملياري دولار، فضلا عن صفقات ضخمة أخرى مع روسيا والصين.

لكن، حسب خبراء، تعد نقطة ضعف الجيش القطري هي الدفاع الجوي؛ لذلك تمثل صفقة "إس 400" المحتملة إزعاجا كبيرا لدول الحصار.