هاجم متظاهرون فرنسيون من حركة السترات الصفراء، السبت، الفيلسوف والمفكر اليهودي "آلان فينكيلكراوت"، بعد مشاهدتهم له في أحد شوارع باريس، خلال إحدى فعالياتهم الاحتجاجية، ووجهوا له هتافات اعتبرت معادية للسامية، فيما تعهد الرئيس "إيمانويل ماكرون" بعدم التسامح مع ما حدث.
وفي التفاصيل التي أبرزتها وسائل إعلام عبرية، فإن "فينكيلكراوت"، المهتم بفكرة صدام الحضارات والعنف، تعرض لحصار من قبل مجموعة من متظاهري السترات الصفراء في أحد شوارع باريس، حيث كالوا له السباب، مرددين هتافات ضد الصهيونية.
ووثقت مقاطع فيديو الحادث، حيث يمكن سماع المتظاهرين وهم يصرخون بوجه "فينكيلكراوت": "يهودي قذر"، و"أنت كريه"، "ستموت"، "ستذهب إلى الجحيم"، بينما طالبه آخرون بـ"العودة إلى المنزل وتل أبيب".
وفي مقطع آخر يسمع صوت متظاهرين يهتفون: "صهيونية قذرة"، فيما اعتبرته السلطات الفرنسية معادة للسامية، وهو أمر مجرم في البلاد.
وفي وقت لاحق، مساء السبت، تحدث الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" معلقا على الحادث، مشيرا إلى أن "معاداة السامية التي تعرض لها فينكيلكراوت هي على العكس تماما من قيم الأمة الفرنسية، لذلك لن يتم التسامح مع من ارتكبوا هذا الأمر".
كما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية "بنيامين جريفو"، معلقا على الأمر، بأن "الكراهية باتت وحش كريه يكمن في شوارع باريس"، مضيفا: "من ارتكبوا هذا الفعل كشفوا عن وجوههم القبيحة، آمل أن يتم تحديدهم ومحاكمتهم".
بدوره، علق وزير الداخلية الفرنسي "كريستوف كاستانر" قائلا إن "مشاهدة مثل هذا المشهد في باريس عام 2019 ببساطة لا يطاق".
ولـ "فينكيلكراوت" تصريحات مثيرة للجدل، لكن مجلة "لو باريزيان" قالت إنه كان داعما للحراك الاجتماعي الذي بدأ يأخذ زخما في فرنسا خلال الفترة الماضية، وأفرز حركة السترات الصفراء، لكنه مؤخرا بدأ ينتقد الاتجاه الذي سلكته الحركة، بسبب العنف، وهو ما يمكن أن يكون قد أثار المتظاهرين ضده.
