اتحاد علماء المسلمين يستنكر مؤتمر وارسو: التطبيع ليس حلا

الاثنين 18 فبراير 2019 12:02 م

استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (غير رسمي)، الأحد، مؤتمر وارسو المنعقد مؤخرا، واستضاف ممثلين لدول عربية وخليجية جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".

واعتبر الاتحاد، في بيان، أن التحالف الذي بدأ يتبلور مؤخرا في العلن بين دول عربية والعدو الصهيوني بدعوى مواجهة إيران، هو في حقيقته استهداف للقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق.

وأضاف: "تابع المسلمون بحسرة ما وقع في مؤتمر وارسو (الأربعاء الماضي) من اجتماع عدد كبير من مسؤولي الدول العربية برئيس وزراء الدولة (إسرائيل) التي تحتل قدسهم وأرضهم في فلسطين وتقتل أبناءها وتحاصر مدنها وتُهّود القدس وفلسطين بعد مباركة أمريكا".

وتابع الاتحاد في بيانه: "فخرج رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مزهوا في هذا المؤتمر قائلا: إنها نقلة تاريخية، وطالب وزير خارجية أمريكا بالتقارب والعمل على تحقيق المصالح المشتركة بين العرب وإسرائيل ونسي هؤلاء العرب الحاضرون كل ما فعلته إسرائيل وما تفعله في القدس والضفة، وغزة وغيرها".

واستدرك: "بل قابل بعضهم بالعبارات الدبلوماسية والتأييد لما يفعله الاحتلال في فلسطين وسوريا، والتنديد بما يفعله المقاومون المحاصرون.. كل ذلك لأجل إقناع أمريكا وإسرائيل بضرب إيران".

وشدد البيان على أن "كل المؤشرات تدل على أن المستهدف الحقيقي هو القضية الفلسطينية، وتحقيق ما يسمى صفقة القرن"، ودعا إلى "عدم التفريط بالقدس وفلسطين".

و"صفقة القرن" هي خطة سلام تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي، "دونالد ترامب، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة، خاصة بشأن وضع مدينة القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.

وحذر الاتحاد من أنه "لو حدث فرضا ضرب إيران سيتحول الخليج والجزيرة إلى فوضى هدامة لن يستفيد منها سوى الأعداء".

وشدد على أن "أمن العالم الإسلامي، بما فيه أمن المنطقة، لن يتحقق من خلال التعاون والتحالف مع العدو المحتل المتربص الذي شعاره المرفوع فوق الكنيست: من النيل إلى الفرات.. والطامع في العودة إلى أرض خيبر، وأرض بني النّضير، والقينقاع، وقريظة بالمدينة المنورة".

وأردف: "ولا يخفى أن المشروع الصهيوني يقوم على تفكيك الأمة، والفوضى الخلاقة لتنشغل الأمة بمشاكلها وحروبها وتبقى هي متفرجة محققة أمنها واستقرارها".

وحذر من أن "الشراكة والتحالف مع العدو المحتل خطر كبير، بل عدّه علماء الأمة منذ الخمسينات في مصر، والسعودية والعراق، وسوريا، والمغرب وغيرها، خيانة عظمى".

وحذر من "العمل أو السعي لإحداث حرب مواجهة في منطقة الخليج بين دولها وإيران".

ومضى قائلا: "لن تحارب إسرائيل أو أمريكا نيابة عن أحد، وإنما الخسران الكبير يقع على المنطقة بأسرها، فما الذي استفاده العراقيون والإيرانيون من الحرب العراقية الإيرانية، التي دامت 8 سنوات، غير الدمار والنتائج الخطيرة التي نُشاهدها".

وتابع الاتحاد: "بل ثبت أن إسرائيل كانت تبيع السلاح وقطع الغيار لإيران حتى تزداد الحرب اشتعالا، وأن أمريكا تدعم العراق حتى لا يُهزم، ولتعطي الحرب فرصة لتحقيق أهدافها".

وختم الاتحاد بيانه بأن "التاريخ شاهد على أن التنازل عن القضايا الكبرى سيزيد من تفكيك الأمة وفقدان الثقة بين الشعوب وقادتها، كما أن التاريخ لن يرحم".

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤتمر وارسو إسرائيل دول الخليج إيران تطبيع بيان