أثارت الصحفية الإسرائيلية "أوشرات كوتلر" موجة واسعة من ردود الأفعال، حين وصفت جيش دولتها بأنه "محتل"، و شبهت جنوده بـ"الحيوانات البشرية"، من بينها مطالبات بتحويلها للمحاكمة.

وخلال نشرة أخبار نهاية الأسبوع في القناة 13 العبرية، التي قدمتها، الأحد، هاجمت "أوشرات" جنود الاحتلال الإسرائيلي من وحدة "نيتسح يهودا" المخصصة لليهود الحريديين المتدينين؛، موضحة أنهم تصرفوا كحيوانات بشرية في قضية الاعتداء على أسيرين فلسطينيين مكبلي الأيدي، ومعصوبي الأعين، قبل أكثر من شهر. 

وقالت بعد بث تقرير عن عملية تعذيب الأسيرين "يرسلون (الإسرائيليون) فتية للجيش، يرسلونهم للمناطق، ويعودون لنا حيوانات بشرية، وهذه هي نتيجة الاحتلال"، وفق ما أوردته صحيفة "معاريف" العبرية.

من جهتها، قالت القناة 13 العبرية، إن ما تحدثت عنه "أوشرات": "يمثل رأيها الشخصي وليس موقف القناة، وأن لها حق الحرية في التعبير عن موقفها".

في المقابل، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" خلال اجتماع الحكومة، الأحد، على تصريحات الصحفية قائلا: "فكرت بالأمس أنني لا أسمع جيدًا عندما شغلت جهاز التلفزيون، وسمعت تلك المقولة المخزية بحق جنود جيش الدفاع والتي تفوهت بها إحدى الصحفيات الكبيرة التي تقدم الأخبار".

ووصف كلام "أوشرات" بأنه "غير مناسب وتجب إدانته بكل حزم جملة وتفصيلا"، مضيفا: "إنني أفتخر بجنود جيش الدفاع فهم يدافعون عنا ويؤدون المهمة الإنسانية والأخلاقية السامية المتمثلة في الدفاع عن شعبنا وعن دولتنا ممن يريدون ذبحنا".

بدوره، أعلن وزير التعليم رئيس حزب "اليمين الجديد"، "نفتالي بينيت" أنه سيطلب من المدعي العام أن يحيل "أوشرات" للمحاكمة بموجب المادة 4 من قانون التشهير، على خلفية تصريحاتها "المسيئة" للجيش، على حد قوله.

كما دعا حزب "اليمين الجديد" إلى محاكمة "أوشرات" بتهمة "التشهير بالجنود الإسرائيليين".

وردت "أوشرات" بعد دقائق على الانتقادات ضدها بالقول: "أولادي وأصدقائهم يخدمون بالمناطق في وحدات قتالية، انتقاداتي موجهة للجنود الذين يعتدون على أناس أبرياء، ولكل من استمع لكلامي بشكل جيد، ولم يهرع لمهاجمتي أقول، أنا مع تخفيف العقوبة عن الجنود، فنحن من قام بإرسالهم لهذا الواقع غير المحتمل".

في المقابل، دافعت حركة "السلام الآن" (يسار) عن "أوشرات"، قائلة في بيان نشرته صحف محلية: "من الضروري أن ننظر إلى أنفسنا في المرآة والاعتراف بالضرر الذي يتسبب به الاحتلال، ومن يهمه مستقبل أبنائه فعليه العمل على إنهاء الصراع لا أن يعمل على استمراره".

والشهر الماضي، قدمت لائحة اتهام ضد 5 جنود إسرائيليين، نسبت لهم تهم التنكيل بظروف خطيرة بمعتقلين فلسطينيين، والتسبب لهما بإصابات وصفت بين المتوسطة والخطيرة، فيما منعت الإصابة الخطيرة من أحد المعتقلين من إخضاعه للتحقيق، حيث تم نقله للمستشفى للعلاج.

وقام جنود الاحتلال بركل وضرب المُحتجزَين باستخدام أدوات حادة، واللذين كانا مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، ثم أزالوا العصبة عن عيني الابن وإجباره على مشاهدة ضرب والده، الذي كسرت أضلاعه وأنفه.

وبدأت محاكمة الجنود المتهمين في القضية الخميس الماضي، على خلفية الحادث الذي وقع في 8 يناير/كانون الثاني داخل قاعدة عسكرية قرب مستوطنة "بيت إيل"، وسط الضفة الغربية المُحتلة.

وفي سياق متصل، وجهت النيابة العسكرية الإسرائيلية الأحد، لائحة اتهاما ضد ضابط برتبة نقيب من الكتيبة الحريدية "نتسخ يهودا"، لعدم منعه جنوده من التنكيل بالأسيرين الفلسطينيين.