قطر تكشف عدم تلقيها دعوة سعودية لحضور القمة الخليجية الأخيرة

الاثنين 18 فبراير 2019 09:02 ص

كشف وزير الخارجية القطري "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" أن بلاده لم تتلق دعوة من السعودية لحضور القمة الخليجية في دورتها الـ39 التي استضافتها المملكة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وخلال مؤتمر الأمن المنعقد في مدينة ميونخ الألمانية، الأحد، قال الوزير القطري "دعينا للمشاركة في القمة الخليجية من قبل الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وليس من قبل المسؤولين السعوديين".

وأوضح أن العرف هو أن توجه الدولة المستضيفة الدعوة لباقي دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما لم تقم به الرياض في حق قطر، مضيفا "لذلك شاركنا بتمثيل منخفض".

وقبيل انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة، تواترت تقارير إعلامية تفيد بأن العاهل السعودي؛ الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، قد أرسل رسالة خطية لأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني"، يدعوه لحضور القمة.

وأكد وزير خارجية قطر أن بلاده "كانت مستعدة للحوار في القمة الخليجية بالكويت، لكن دول الحصار لم تكن مستعدة لذلك بدليل أنها خفضت مستوى تمثيلها في تلك القمة"، مشيرا إلى أنه "يتوجب على القادة السعوديين والإماراتيين الاهتمام بالمسألة الخليجية لأنها جزء من أمننا الإقليمي"، ومشددا على أن الأزمة الخليجية "تهدد الأمن الإقليمي".

وقال: "لقد مررنا بنزاعات وخلافات مختلفة في العشرين سنة الماضية، لكننا لم نصل أبدا إلى هذا المستوى وذلك ينم عن تغير مواقف قيادة هذه الدول"، منوها إلى أن "مجلس التعاون الخليجي أنشئ من أجل التعاون، والتشاور داخل المنطقة، وهو أكثر الأمثلة نجاحا، في دعم استقرار المنطقة".

وحول جهود واشنطن لحل الأزمة الخليجية، قال وزير الخارجية القطري إن "الولايات المتحدة لم تدخر جهدا لحل الأزمة... والرئيس دونالد ترامب حاول عقد قمة بين قادة دول مجلس التعاون، وأرسل رسائل إلى قادة دول الحصار وكان ردهم أنهم غير راغبين في الحل حاليا".

وأضاف أن علاقات قطر بالولايات المتحدة "لم تتأثر أبدا بهذه الأزمة.. تحالفنا القوي معها مستمر.. لدينا أكبر قاعدة جوية أمريكية ويوجد على أراضينا من 11 إلى 12 ألف جندي أمريكي، ويقع مركز التحالف الدولي في قطر، وكل شيء يسير على ما يرام".

إيران وسوريا و(إسرائيل)

وعن العلاقة مع طهران، قال الوزير القطري: "إننا لم نبن تحالفات بديلة لمجلس التعاون الخليجي، إيران جار لنا ونحن نشاركها جزءا كبيرا من حقل غاز منذ وجودنا، ليس الأمر يشبه الشيء الجديد بعد الأزمة نحن نتشارك حدودا معهم وهذه هي الجغرافيا".

وشدد على أن "الاختلاف في الرأي بين دول الخليج وإيران يجب حله بالحوار، وهذا كان موقفا ليس لقطر فقط، بل لكل مجلس التعاون".

واعتبر أن التحالف الذي تسعى واشنطن لإقامته في الشرق الأوسط ضد إيران غير ممكن  في ظل الأزمة الخليجية، إذ يضع الدوحة في حرج أمام الشعب القطري الذي سيتساءل: "كيف تقيمون تحالفا مع دول تحاصرنا وتعادينا؟!".

وبالرغم من ذلك فقد أعرب وزير خارجية قطر عن استعداد بلاده للانضمام لذلك التحالف، موضحا أن "الفكرة والمفهوم لا غبار عليهما طالما أنهما لا يتعارضان مع نصوص القانون الدولي، وطالما أن هذا التحالف ذو طبيعة دفاعية ويقوم على تبادل أعضائه للقدرات والإمكانيات، ولا غبار عليه إذا كان يقوم على التعاون".

واستدرك "لكننا نحتاج أن نعالج القضية الجوهرية قبل أن ننتقل إلى مستوى أعلى من التحالف، شرحنا ذلك بوضوح للولايات المتحدة، ونحن مستمرون طوال الوقت في عقد اجتماعات والمشاركة لنساعد بصورة بناءة في تكوين هذا التحالف، ولكن حتى ينجح هذا التحالف نحتاج أن نعالج هذا الأمر المعلق".

وعلى صعيد آخر وبشأن الملف السوري، استنكر وزير الخارجية القطري تطبيع بعض الدول علاقتها مع النظام السوري، قائلا "ماذا فعل النظام السوري كي يحصل على مكافأة في شكل تطبيع العلاقات والعودة إلى جامعة الدول العربية؟ هل الأسباب التي أدت إلى تجميد عضوية سوريا، صحيحة أم لا؟".

وتعليقا على ما يثار حول القضية الفلسطينية مؤخرا قال: "سندعم أي جهود أمريكية تكون ضمن السياق المقبول للشعب الفلسطيني، ولكننا لا نستطيع تجاوز الشعب الفلسطيني وقبول شيء لم يروه بعد. لذا نأمل أن يأتوا بحل جاذب للفلسطينيين وسندعمه".

وشدد على أن "القضية الأساسية للعلاقة بين قطر وإسرائيل هي القضية الفلسطينية، لذلك طالما لم يتم حل هذه المشكلة، ستكون هناك دائما مشكلة. لا أعتقد أن هذا ينطبق على قطر فقط، بل ينطبق أيضا على جميع الدول العربية".

  كلمات مفتاحية

الإمارات البحرين السعودية قطر الأزمة الخليجية رسالة الملك سلمان الأمير تميم