استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كامب ديفيد: تطمينات عملية !

الاثنين 11 مايو 2015 03:05 ص

تشكل قمتا واشنطن وكامب ديفيد غير المسبوقتين بدعوة من الرئيس أوباما لقادة دول مجلس التعاون الخليجي يومي الأربعاء والخميس القادمين، نقطة تحول استراتيجية مهمة في مقاربة الإدارات الأميركية وفي تعاملها مع دول مجلس التعاون الخليجي، التعامل الذي بقي على الدوام فردياً وثنائياً مع كل دولة من دول المجلس على حدة وليس مع منظومة المجلس ودوله الست ككتلة واحدة. تكتسب هذه الدعوة من رئيس الولايات المتحدة لقادة دول مجلس التعاون أهمية كبيرة، لما تعنيه كامب ديفيد كمنتجع رئاسي يخص به الرئيس الأميركي ضيوفه المميزين والمقربين.

لم تتطور العلاقات الخليجية الأميركية لمستوى العلاقة الاستراتيجية بين حلفاء وشركاء، ولم تصل التعهدات الأمنية الأميركية لحلفائها الخليجيين مستوى تعهد واشنطن الموثق مع اليابان وكوريا الشمالية، بل بقيت مبهمة وغير ملزمة منذ تحرير الكويت حتى اليوم. وزاد من القلق الخليجي حيال التزامات واشنطن، تراجعها وانكفائها وعدم ردها على تجاوز بشار الأسد خطوط أوباما الحمراء باستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه، دون أن تحرك واشنطن ساكناً! وكذلك تغاضيها عن التدخلات الإيرانية في سوريا والعراق واليمن ولبنان.

وقد نظر المجلس بقلق للاتفاق النووي بين أميركا وإيران، فبادر أوباما بتوجيه دعوة لقادة دول مجلس التعاون لعقد قمة في واشنطن وكامب ديفيد لطمأنة دول المجلس حول الاتفاق، وإلى أنه سيكون لمصلحة المنطقة ودول المجلس. لكن بقيت الأسئلة أكثر من الإجابات حول الاتفاق النهائي.

لذلك على دول مجلس التعاون، في قمة جماعية هي الأولى من نوعها، أن تبدي موقفاً موحداً وتقدم مطالب واضحة حول الالتزامات الأمنية الأميركية، ومنها توحيد أنظمة الدفاع والإنذار المبكر المشترك، والحصول على درع صاروخي لصد الهجمات الصاروخية، وتفعيل تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية.

تعلم دول المجلس أنه لا يمكن توقيع معاهدة أمنية مع واشنطن لمعارضة الكونجرس الجمهوري المصادقة على معاهدة ملزمة كتلك. كما أن للولايات المتحدة اعتبارات خاصة في تزويد حلفائها الآخرين بأنظمة أسلحة متطورة تقنياً، سواء على صعيد المقاتلات الأحدث مثل F35 التي ستزود بها إسرائيل أو بأي أنظمة أسلحة متطورة، لرفض الإدارة والكونجرس، ولعدم تهديد التفوق التقني والنوعي لإسرائيل.

لكن كان مطمئنا ما أكده وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظرائه الخليجيين في باريس الأسبوع الماضي حين قال: «نحن بصدد إعداد سلسلة التزامات ستنتج تفاهماً أمنياً جديداً بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، سيقودنا إلى مستوى أعلى مما كان عليه سابقاً». وهذا تطور إيجابي، ولكن تبقى العبرة في الأفعال، خاصة في سورية حيث يتعين توفير الدعم للمعارضة السورية وتدريبها وإضعاف أهم حليف لإيران في المنطقة، خاصة في ظل قدرة دول المجلس على التعامل بجدية وجرأة في تشكيل تحالف عسكري واسع وشن «عاصفة الحزم» دون مشاركة عسكرية من واشنطن، ما يشكل تحولا استراتيجياً مهماً يقلل الاعتماد على الآخرين في الدفاع عن دول المجلس.

وفيما يخص لاتفاق النووي مع إيران، فالظاهر حتى الآن أنه يجمد برنامج طهران النووي لمدة عشر سنوات، ويخفض أجهزة الطرد المركزي لديها من 19 ألف جهاز إلى ستة آلاف، ويضع رقابة صارمة وغير مسبوقة على برنامج إيران النووي ومنشآتها النووية، ويرفع العقوبات تدريجياً، كما تقول واشنطن وباريس.. وفوراً كما تقول طهران. وهذا يزيد من قلق دول المجلس وكأننا بإزاء نصين مختلفين لبنود اتفاق الإطار النووي. والمشككة ربما كانت إطلاق اليد لإيران وعدم التعامل مع تمددها وتهديد مصالح حلفاء واشنطن في المنطقة وغض النظر عن التجاوزات الإيرانية على حساب الطرف العربي.

أولويات إدارة أوباما برنامج إيران النووي، ومحاربة «داعش» والإرهاب. بينما أولويات دول المجلس هي إيران ومشروعها وبرنامجها وأذرعها، وما يشكله ذلك من تهديد لدول المجلس والنظام الأمني العربي.

لذلك يمكن لواشنطن أن تطمئن دول المجلس بشكل عملي وليس إنشائي، عبر العمل على ضم هذه الدول تحت مظلتها النووية، وأن ترتقي بالعلاقة الاستراتيجية موضحةً الظروف والحالات التي تتطلب منها التدخل العسكري والمشاركة في الدفاع عن حلفائها الخليجيين، على غرار ما هو قائم بين الولايات المتحدة مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية.

قمة كامب ديفيد مهمة ويفترض أن تضع النقاط على الحروف وتقدم التزامات موثقة ترتقي بالعلاقة بين الطرفين لمستوى استراتيجي يعزز الثقة لدى دول الخليج التي هي مَن يقود النظام العربي اليوم، وهي التي تمتلك أوراق قوة مهمة، وقد كسرت احتكار إيران لملفات المنطقة. ويبقى السؤال عن مدى اقتناع واشنطن بهذا الواقع الجديد، وجدية التزاماتها! سنتابع ونرصد ونرى.

  كلمات مفتاحية

كامب ديفيد دول الخليج النظام العربي احتكار إيران ملفات المنطقة واشنطن