الغارديان تعلق على استقالات حزب العمال: خطأ ورسالة تحذير

الثلاثاء 19 فبراير 2019 03:02 ص

"خطأ ورسالة تحذير"، بهذه الكلمات علقت صحيفة "الغارديان" البريطانية على استقالة 7 نواب من حزب العمال؛ الأمر الذي يهدد الحزب المعارض الأكبر في البلاد بانقسام غير مسبوق.

والإثنين، قدم 7 أعضاء من حزب العمال استقالاتهم احتجاجا على قيادة "جيرمي كوربين" وخياراته بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ورفضه تبني خيار البقاء أو إجراء استفتاء ثان صراحة، إضافة لارتفاع منسوب "معاداة السامية" وفق مزاعم المستقيلين، ليكشف هذا الانشقاق عمق الانقسام داخل العمال.

وسيشكل النواب مجموعة مستقلة، ودعوا زملاءهم في حزب المحافظين الحاكم وغيره للانضمام إليهم بعيدا عن أحزاب "تآكلت وفشلت" كما يقولون، والإسهام في تشكيل تيار ثالث.

وفي عمود رأي الصحيفة، اعتبرت "الغارديان" أن حزب العمال، سواء أحب الناس هذا أم كرهوه، أحد الأحزاب العريقة في بريطانيا، ولم يكن حزبا مركزيا، ولديه تاريخ كبير من التقاليد السياسية والديمقراطية، وظل طوال مسيرته، الذي مضى عليها 120 عاما، ائتلافا من نقابات العمال المنظمة، ودائما ظل النقاش الحاد محصورا في الخيمة الواسعة للعمال.

وتضيف أنه رغم التغيرات التي ضربت بريطانيا على مدار هذا القرن، تكيف الحزب مع تلك التغيرات، التي كان بعضها كفيلا بتدمير أي حزب، لكن مصالحه وناشطيه وناخبيه ظلوا كما هم، حتى ولو لم يكونوا متحدين، لكنهم ظلوا متفقين على الأهداف العامة والمشتركة، وأبرزها تشكيل حكومات عمالية يمكنها تصحيح اختلالات التوازن في القوة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في بريطانيا.

واستطردت "الغارديان": "يجب النظر إلى قرار أعضاء حزب العمل بالاستقالة من الحزب في هذا السياق، وإذا لم يكن هناك شيء آخر ، فمن الواضح أنه علامة تحذيرية على أن الحزب في أزمة مرحلية كبيرة".

وحذرت من أن الأمر سيشكل خطرا على الجناح الذي يقوده "كوربين"، والذي وضع التحالف الواسع وطويل الأمد أمام بعض الخطر.

وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الخروقات والمشكلات داخل الحزب ليست جديدة، لكنها باتت أمرا واقعا يجب أن يتم التعامل معه الآن بإخلاص وتواضع من الملتزمين بقضية العمال، الذين باتوا يعتقدون أن بريطانيا، لا سيما مع أزمة خروجها من الاتحاد الأوروبي وسيطرة القوميين اليمينيين على حزب المحافظين، تحتاج بشدة إلى حكومة عمالية تراعي مصالح الناس.

ومع ذلك، والكلام لـ"الغارديان"، فإن الأمر المثير للانتباه هو أن تلك الاستقالات قليلة في النهاية، وليس سرا أن الكثير، وربما معظم المنتمين لحزب العمال، يرغبون بقيادة للحزب غير "جيريمي كوربين".

لكن هناك عدد من أعضاء البرلمان من حزب العمال يرغبون في أن يكون "كوربين" الشخص الذي يدافع عن حالة بريطانيا في أوروبا وأن لا يتم وضعه دائما تحت الابتزاز والضغط داخل الحزب بشأن اتهامه بمعاداة السامية.

وفي الوقت نفسه لا يوجد ما يدل على أن الغالبية التي صوتت له في عامي 2015 و2016 تراجعت عن دعمها له.

وتابعت الصحيفة: "حتى بعد الاستقالات فنحن لسنا أمام حزب يعاني من حرب أهلية مثل تلك التي هزت الحزب في ظل قيادة مايكل فوت عام 1981، ربما يحدث مثل هذا في المستقبل، وحقيقة أن هذا لم يحدث فهو يعني أن منتقدي كوربين يريدون البقاء والدفاع عن مواقفهم".

واعتبرت الصحيفة أن الاستقالات تمثل لحظات فردية من اليأس الشخصي؛ نتيجة إحباطات متراكمة، وليست لحظة جماعية سياسية (قرار جماعي)، كما حدث مع "روي جنكينز" وعصابة الأربعة قبل 40 عاما.

وحذرت الصحيفة من استغلال تلك الاستقالات المؤسفة كوسيلة لحملة تطهير داخلي؛ ففكرة الكيان الجامع لحزب العمال الواحدة تظل قوية وقاهرة، حتى في مثل هذه الأوقات الصعبة، خاصة في مواجهة "المأساة الوطنية" المتمثلة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واختتمت "الغارديان" التقرير قائلة: "يستطيع السيد كوربين أن يفعل أكثر بكثير لإعادة تنشيط مثل هذا المفهوم عن كيان حزب العمل بشكل فعال أكثر، وهذه الاستقالات هي إشارة له أنه يجب عليه القيام بذلك".

  كلمات مفتاحية

بريطانيا الغارديان حزب العمال استقالات كوربين