رفضت السلطة الفلسطينية عرضاً إسرائيلياً للمشاركة في سكة حديد، تربط فلسطين و(إسرائيل) بعواصم خليجية، فيما لم تبد الدول الذي شملها المشروع موقفها منه بعد.

وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية "حسين الشيخ" إن "إسرائيل عرضت علينا المشاركة في سكة حديدية من جنين إلى حيفا، ومنها إلى العديد من العواصم العربية ورفضنا ذلك رفضاً قاطعاً".

 وأضاف "الشيخ" في تغريدة على "تويتر"، قبل أيام: "لا للتطبيع قبل زوال الاحتلال الإسرائيلي ولا للحلول الاقتصادية التي تكرس الاحتلال".

وتابع "كسرة الخبز ليست بديلاً عن حرية الأوطان".

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، طرح وزير النقل الإسرائيلي "يسرائيل كاتس"، خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، على دول الخليج وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد يحمل اسم "سكة حديد السلام"، يربط دول الخليج بإسرائيل مرورا بالأردن.

وفي محاولة لاستقطاب دول الخليج طرح "كاتس" خط سكة الحديد باعتبارها "بديلا يجعل من الممكن تفادي المخاطر الإيرانية في مضيق هرمز ومضيق باب المندب".

من جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية؛ "أحمد مجدلاني"، الموقف نفسه قائلا إن المشروع رُفض من حيث المبدأ، ونوه -في تصريحات إعلامية- إلى أن المشروع لن يكون قابلاً للتنفيذ في ظل الرفض الفلسطيني.

وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية لن تستطيع التعامل مع أي حل إقليمي قبل إقامة دولة فلسطينية وفق حدود عام 1967، مشدداً على أنها لن تكون "جسراً للتطبيع والعلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وأي دولة عربية".

ووفق خطة الوزير الإسرائيلي الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 فإن، "الخطة من شأنها أن تخلق مواصلات أقصر وأسرع وأقل كلفة وأكثر أمنا، وتساهم في اقتصادات الأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول الخليج".

وقال: "سيمتد هذا الخط شرقا إلى معبر الشيخ حسين (الحدود الأردنية الإسرائيلية)، ويتجه جنوبا إلى معبر الجلمة في الضفة الغربية؛ بحيث يمكن للفلسطينيين الارتباط به لتصدير واستيراد البضائع عبر ميناء حيفا، وأيضا باتجاه الشرق نحو الأردن والسعودية ودول الخليج".

ووفق المصدر نفسه، ستتم إقامة منطقة حديثة كبيرة للبضائع في إربد لإنعاش الاقتصاد الأردني.

من جانبه يرى المحلل السياسي اللبناني "محمد قواص"، في تصريحات إعلامية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو" يحاول الترويج لإمكانية التطبيع مع الدول العربية قبل حل القضية الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع احتدام المنافسة في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل/ نيسان المقبل. 

وحتى الآن، لم تعلن الدول التي يشملها المخطط موقفها من الخطة الإسرائيلية، لكن مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية "جيسون غرينبلات"، اعتبر، في تصريحات سابقة، أن المخطط "داعم للجهود الأمريكية"، في إشارة إلى خطة التسوية الأمريكية المعروفة باسم "صفقة الفرن".

وكان سفير فلسطين في السعودية، "بسام الآغا"، قال إن العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبد العزيز"، أكد للرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، خلال لقائهما في الرياض الشهر الجاري، ضرورة تطبيق مبادرة السلام العربية من الألف إلى الياء وليس العكس، مشيراً إلى وقوف السعودية إلى جانب فلسطين في دعم حقوقها المشروعة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس.