التوتر بين الهند وباكستان يؤثر على زيارة بن سلمان لنيودلهي

الأربعاء 20 فبراير 2019 02:02 ص

وصل ولي العهد السعودي، الأمير "محمد بن سلمان" إلى نيودلهي، الثلاثاء في زيارة قد يخيم عليها التوتر المتصاعد بين الهند وباكستان.

وكان رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" في المطار في استقبال ولي العهد السعودي الذي يرغب في إقناع الهند، أسرع الاقتصادات الكبيرة نمواً، باستهلاك المزيد من النفط السعودي.

وصل الأمير "محمد بن سلمان" إلى نيودلهي بعد زيارة استمرت يومين إلى باكستان التي يتصاعد التوتر بينها وبين خصمها الهند بسبب هجوم انتحاري في كشمير، الخميس الماضي، أسفر عن مقتل 40 على الأقل من عناصر الأمن الهندية.

وأعلن تنظيم "جيش محمد" المتمركز في باكستان مسؤوليته عن الهجوم، ما أثار دعوات في الهند إلى الرد بشكل حاسم.

ومن المتوقع أن يكون هذا التوتر بين الجارتين النوويتين، والذي يتسبب في تزايد القلق الدولي، ضمن أجندة محادثات الأمير السعودي مع "مودي"، الأربعاء.

والإثنين، صرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية "عادل الجبير": "هدفنا يتمثل بمحاولة خفض تصعيد التوتر بين البلدين الجارين والبحث عن مسار لحل هذه الخلافات سلميا".

وعرض رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان"، الثلاثاء، إجراء تحقيق في الهجوم في حال أثبتت الهند تورط إسلام آباد فيه، ولكنه توعد بأن ترد بلاده في حال تعرضها لهجوم.

ورفضت الهند تصريحات "خان" وطالبت إسلام آباد بالقيام بتحرك "موثوق وواضح" بشأن التفجير الانتحاري.

وقبل هجوم الخميس كان النفط وغيره من قرارات الاستثمار هي المهيمنة على أجندة زيارة ولي العهد السعودي.

وحاليا، تزود السعودية الهند بنحو 20% من احتياجاتها من النفط الخام وترغب في استبعاد خصمها اللدود إيران كمصدر نفط للهند.

وفي مرحلة من المراحل، تجاوزت إيران السعودية العام الماضي في كميات النفط التي تحصل عليها الهند من المصدرين، لكن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران يلحق بقطاع النفط الإيراني أضرارا كبيرة.

كما سعى "مودي" في السنوات الأخيرة إلى استقطاب الاستثمارات السعودية لمشاريع البنى التحتية الرئيسية.

وقال "كبير تانيجا" الباحث في مؤسسة "اوبزيرفر ريسيرتش فاونديشن" في نيودلهي لوكالة "فرانس برس": "أعتقد أنه رغم هذا الهجوم، ستبقى العلاقات الاقتصادية المفيدة للبلدين، نقطة التركيز في الاجتماعات".

وأضاف أن "الهند والسعودية تعرفان ما تريدان من بعضهما البعض: فالهند ترغب في أن يكون لها تأثير على أسعار النفط، بينما السعودية، التي تحاول تنويع اقتصادها، تتطلع إلى الدخول إلى السوق الهندية الواعدة".

وتابع "تانيجا"، أن الهند ستستهدف "دعم السعودية غير المشروط لباكستان".

ويقوم ولي العهد السعودي بجولة تشمل 3 دول آسيوية، فيما تسعى بلاده إلى إصلاح سمعتها بعد مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي.

ولقي ولي العهد السعودي استقبالا حافلا تخلله قرع طبول قبل أن يغادر مع "مودي" المكان في موكب رسمي.

وسيتولى ولي العهد ورئيس الوزراء الهندي قيادة محادثات ثنائية، الأربعاء، قبل إصدار بيان والإعلان عن اتفاقات.

ومن المقرر أن يغادر الأمير "محمد بن سلمان" الهند في وقت متأخر من الأربعاء، إلى الصين في زيارة تستغرق يومين.

وذكر محللون أن الجولة هي جزء من محاولة تقرب من آسيا التي تعتبر سوقاً متزايدة للنفط، ورسالة إلى الغرب حيث يواجه ولي العهد انتقادات حادة بسبب قضية "خاشقجي".

ومن جهة أخرى، حضت الولايات المتحدة باكستان الثلاثاء على التعاون فى التحقيق بالتفجير الانتحاري الأخير في كشمير الهندية، ما أدى إلى تفاقم التوتر بين القوتين النوويتين في جنوب آسيا.

وقال "روبرت بالادينو" المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: "نحن على اتصال وثيق بحكومة الهند للتعبير ليس عن تعازينا فقط بل عن دعمنا القوي للهند في مواجهة هذا الإرهاب (…) ندعو باكستان إلى التعاون بشكل كامل في التحقيق بالهجوم ومعاقبة كل مسؤول" عنه.

  كلمات مفتاحية

باكستان الهند بن سلمان كشمير توتر ولي العهد السعودي