دويتشه فيلله: قمة شرم الشيخ تبيض وجه السيسي وتثبت حكمه

السبت 23 فبراير 2019 12:02 م

اعتبر موقع الإذاعة الألمانية "دويتشه فيلله"، أن القمة التي تجمع قادة جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في مدينة شرم الشيخ، فرصة سانحة للرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" لتبييض سجله الحقوقي وتثبيت سلطته.

وأضاف الموقع، في تقرير له، السبت، أن "الاتحاد الأوروبي لا يبدو مهتما كثيرا بالحملات التي تطلقها منظمات حقوقية لشد الانتباه إلى ما يجري بمصر".

وتأتي القمة التي تعقد في شرم الشيخ يومي الأحد والإثنين، بعد أيام قليلة من إعدام 9 معارضين مصريين، بدعوى تورطهم في اغتيال النائب العام السابق "هشام بركات"، رغم الإدانات الحقوقية الدولية بالمحاكمات التي وصفوها بانها تفتقر العدالة والنزاهة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يصدر عنه أي موقف في موضوع تنفيذ الإعدامات الأخيرة، مضيفا أن "قمة شرم الشيخ تمثل فرصة ذهبية للسيسي حتى يقدم نفسه كحامٍ لاستقرار المنطقة، خاصة أن مدينة شرم الشيخ لها رمزية كبيرة، وتحيل إلى سنوات كانت فيها مصر وسيطا في الاتفاقيات الدولية".

وتساءل التقرير: "هل يتعلّق الأمر بمنح شيك على بياض للسيسي لأجل الاستمرار في سياساته؟، وماذا لدى السيسي ليقدمه للشركاء الأوروبيين مقابل الحصول على دعمهم ومساعدتهم؟".

وحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فإن مصر تشهد "أسوأ أزمة حقوقية منذ عقود" من مظاهرها التعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري واعتقال الصحفيين والناشطين، والتضييق على المجتمع المدني.

وذكر الموقع الألماني أن "هناك حكومات أوروبية لا تهتم كثيرا بحقوق الإنسان في مصر، ولا تعارض سياسات السيسي ما دامت هناك نتائج قوية في مجال محاربة الهجرة غير النظامية".

وقال الموقع: "يظهر السيسي ذكيا بما يكفي لتجنب خلق أي توتر مع الغرب، وليس لديه الكثير مما يربحه إن اختار تبني لهجة مناوئة للغرب، وهو ما يساهم في خلق مناخ أفضل بينه وبين الأوروبيين".

وأشارت "دويتشه فيلله"، إلى أن "السيسي لا يخفي حماسه الكبير لسلام عربي شامل مع (إسرائيل)، وهو ما طالب به قبل سنتين في الأمم المتحدة، كما كشف قبل أسابيع عن وجود تعاون مع (تل أبيب) في مجال محاربة الإرهاب في سيناء".

وأضاف الموقع: "مِثل هذا الموقف الرسمي يبقى مهماً بالنسبة للقادة الأوروبيين الراغبين في موقف عربي موحد ينهي حالة التوتر بين (إسرائيل) وجيرانها العرب".

ولفت تقرير الموقع، إلى أن "مصر تظهر أيضا قادرة على لعب دور دركي، في الجهة الشرقية من شمال أفريقيا في الحدّ من موجات الهجرة غير الشرعية، ووقعت في هذا السياق عدة اتفاقيات بملايين اليوروهات مع الاتحاد الأوروبي".

وتلتئم قمة عربية أوروبية، الأحد، للمرة الأولى في مصر لبحث ملفات مشتركة أبرزها مرتبط بقضايا المنطقة والأمن والإرهاب والهجرة غير النظامية.

دعا معارضون وحقوقيون مصريون، قادة أوروبا إلى مقاطعة "القمة العربية الأوروبية" على خلفية الإعدامات التي نفذتها السلطات المصرية مؤخرا بحق عدد من المعارضين.

ومنذ 7 مارس/آذار 2015 وحتى 20 فبراير/شباط 2019، نفذت السلطات المصرية، 42 حكما بالإعدام دون إعلان مسبق للتنفيذ.

وينتظر 50 مصريا آخرين، تنفيذ أحكام نهائية صادرة بحقهم بالإعدام شنقا، حال التصديق الرئاسي عليها.

وتلقى أحكام الإعدام في مصر، انتقادات حقوقية واسعة؛ نظرا لتعرض المتهمين للتعذيب، وانتزاع اعترافات منهم في محاكمات لا تتوافر فيها النزاهة، ولا تبث وقائعها عبر وسائل الإعلام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي حقوق الإنسان أوروبا الهجرة الإعدام