كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران "علي شمخاني"، عن تعاون إماراتي مع بلاده، في مخالفة صريحة لتعاون أبوظبي مع الرياض، لافتا إلى أن موقف الدول العربية تجاه إنشاء تحالف إقليمي ضد إيران "ليس موحدا".

وقال في حوار مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، إن الكثير من الدول العربية لديها علاقات ودية مع إيران، "ولا ترى ضرورة لإيجاد تحالف عسكري أو أمني ضد إيران".

وأضاف: "خلافا لذلك هناك دول كعمان وقطر والكويت تسعى لمنع خلق توترات مزيفة وتضع مساع جيدة على جدول أعمالها".

وفيما يتعلق بالإمارات، قال "شمخاني"، إن "الإمارات ليس لديها موقف منسجم بالكامل مع السعودية، وفي داخل الإمارات هناك حكام يرسلون رسائل تعاون وتذليل سوء التفاهم".

ولفت إلى أن محاولات خلق تحالف إقليمي ضد إيران بدأت منذ عهد (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما، ففي كامب ديفيد عام 2015 طالب "أوباما"، بالتحالف الأمني العربي ضد إيران ومحور المقاومة.

وأطلق المسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، فكرة إنشاء تحالف لمواجهة إيران، كانوا يأملون أن يصبح حجر الزاوية في ائتلاف واسع النطاق لمواجهة خطر طهران، لكن الفكرة بدأت بحماس شديد، ثم ما لبث أن بدأ في التلاشي شيئا فشيئا، حسب مراقبين.

وفي شأن آخر، قال "شمخاني"، إن بلاده لديها خيارات كثيرة لتحييد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على صادراتها النفطية، نافيا وجود أي خطة لإجراء محادثات مع واشنطن.

وأضاف المسؤول الإيراني: "لدينا خيارات أخرى بخلاف إغلاق مضيق هرمز لوقف تدفق النفط إذا تعرضنا للتهديد (…) إن الإدارة الأمريكية تفتقر إلى حسن النية، ولا حاجة لإجراء محادثات مع أمريكا".

وأعلن "ترامب" في مايو/أيار الماضي، الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز 2015، وفرض عقوبات جديدة على إيران.

وأظهرت بيانات تتبع الناقلات ومصادر في قطاع النفط أن صادرات إيران من النفط الخام ارتفعت أكثر من المتوقع في يناير/كانون الثاني، وستظل مستقرة هذا الشهر على الأقل مع زيادة بعض العملاء المشتريات بسبب الإعفاءات من العقوبات الأمريكية.

وتعهدت إيران بمواصلة تصدير النفط رغم الجهود الأمريكية لوقف صادراتها بالكامل.

وفيما يتعلق بسوريا، قال "شمخاني"، إن بلاده حققت أكثر من 90% من أهدافها.

ولفت إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية "لم يكن لها تأثير استراتيجي (..) والمقاومة تقدمت في مهمتها".

وجدد "شمخاني"، بقاء إيران في سوريا، وقال: "سنحارب الإرهاب، طالما تريد الحكومة الشرعية في سوريا هذا الأمر"، حسب قوله.

وتابع: "اتخذنا بعض الإجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمراء من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء صهيوني، جرى القيام بهذا الأمر بالتعاون مع الجيش السوري ومجموع الحلفاء في هذا البلد، وسنشهد قريباً تطوراً مهماً في مجال تعزيز ردع المقاومة بسوريا".

وتدعم السلطات في إيران، حكومة رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، منذ بداية النزاع المسلح بسوريا، في عام 2011.