استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الأمة ومآلات المطبعين والمتعاونين مع العدو!

السبت 23 فبراير 2019 03:02 ص

  • لماذا لا يقرأ الذين ينهشون في جسد هذه الأمة التاريخ من مصادره أو يسكتوا؟!
  • مهما حاول المرجفون التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني فذلك لن يكون إلا على ورق!
  • (إسرائيل) لن تقاتل إيران نيابة عن العرب وعندما تسوى الأمور بين واشنطن وطهران سيكون عرب الخليج الضحية.

تحدثت في مقالي السابق عن مؤتمر الستين دولة في "وارسو" بقيادة أمريكية الهدف منه الإصرار على تمكين اسرائيل من التطبيع الفعلي مع دول الحصار (الرياض، ابوظبي، المنامة) والنيل من طهران، على ان يكون ذلك التطبيع علانية وبتبادل التمثيل الدبلوماسي وليس سرا.

وهكذا كان اجتماع (الفرسان) الثلاثة مع نتنياهو في غرفة مظلمة وبدون "محرم" شرعي لتلك الخلوة ، وسيولد عن تلك الخلوة غير الشرعية مولود (سفاح) ولن يكسب الشرعية إطلاقا لأن الشعب العربي، والفلسطيني خاصة، لن يقبلوا أن يكون بينهم مولود منبوذ.

أضيف إلى ذلك أن تلك الخلوة المشبوهة بين (الميامين) الثلاثة ونتنياهو لم تكن مباركة ايضا من المجتمع الأوروبي بدليل تواضع نسبة ممثلي الدول الغربية ومكانتهم الوظيفية ، وتلك رسالة لمن يعتبر من أهلنا الخليجيين المستميتين على العلاقة مع الكيان الصهيوني.

سبق ذلك الاجتماع خلوة وزارية على شاطئ البحر الميت في الاردن، كان ابطال تلك الخلوة (4 + 2) لكن لحسن الحظ فإن تلك الخلوة لم تتم كما كان مقررا لها والسبب يعود الى أن "الفحل عادل الجبير" تلقى مكالمة هاتفية من الرياض تأمره بالانسحاب من الاجتماع المذكور وعدم إصدار أي بيان بوقائع ما حدث.

وتردّ صحيفة "اليوم" الالكترونية أسباب ذلك الموقف السعودي إلى أن الملك عبد الله الثاني ، الملك الهاشمي، انتقد مواقف بعض الدول المشاركة في هذه الخلوة في إصرارهم افتعال حرب مع إيران قبل حسم عملية السلام.

وكذلك انتقد الملك الأردني الهاشمي تلميحا محاولات التطبيع مع إسرائيل بدون البحث عن مصالح الشعب الفلسطيني، وهذا بالضرورة لم يكن يعجب دعاة الوزير عادل الجبير بالانسحاب من خلوة البحر الميت، واكتفى الكل بأخذ صورة تذكارية على عجل .

رجل الأمن الاماراتي (دبي) في تغريدة له كتب يقول: "احتل المسلمون الاندلس ثمانية قرون وعادت الأندلس الى اهلها... اصبروا لكل قوة زوال مهما طال الزمن"، وهذا قول حمال أوجه لكنه جاء في سياق أن فلسطين هي لإسرائيل وفي هذا السياق يسير السيد خلفان في معراج اتجاهات دول الحصار على قطر.

رد على السيد ضاحي خلفان جمهور من المغردين في الخليج عامة والوطن العربي بما يدحض حجة الجنرال خلفان، لكنني توقف عند تغريدة لإسرائيلي (إيلي كوهين) قائلا:

"عندما دخل المسلمون - ولم يقل احتل المسلمون - ومعهم اليهود شبه جزيرة ليبيريا (أسبانيا) لم يكن بها غير قبائل غجرية من القوط تسكن الغابات، العرب والبربر المسلمون واليهود هم من بنى "بلنسية" الى قرطبة وطليطلة وأشبيلية وغرناطة ، يا لجهلك !!"

لا أتفق في جل ما قال به كوهين إلا حقيقة واحدة أن بناة الاندلس هم العرب المسلمون.

من الخطأ ان يُقرأ تاريخ أمتنا مما كتبه بعض الغربيين عنا ،ومن الجرائم في حق أمة محمد (ص) أن يدلي البعض بأقوال مستندا على التاريخ الذي لا يعرفونه وهنا يتم التشويه لتاريخنا العظيم.

العرب بناة حضارة وصناع تاريخ مجيد وليسوا قوة احتلال، واذكّر أن بريطانيا احتلت الخليج وجنوب الجزيرة العربية 130 عاما ولم تبن حضارة، والجنرال ضاحي خلفان يشهد كيف كان حال مشيخة دبي وأبو ظبي في ستينات القرن الماضي على سبيل المثال.

بريطانيا تركتنا ولم ترصف طريقا ولم تبن مدرسة او مستشفى، وما تركة العرب في الاندلس بعد خروجهم المذل ما برح قائما شاهدا على تاريخنا المجيد.

أرجو من الذين يحبون أن ينهشوا في جسد هذه الأمة من المسؤولين العرب إما أن يقرأوا التاريخ من مصادره الحقيقية أو يسكتوا حتى لا يتضح جهلهم بحال أمتهم في الماضي والحاضر.

◄ آخر القول :  مهما حاول المرجفون من العرب التطبيع والتعاون مع الكيان الصهيوني فإن ذلك لن يكون إلا على ورق ومع عدد قليل من القيادات حتما ستسقط ومعها في السقوط كل اتفاقاتهم مع العدو الإسرائيلي.

حتما إسرائيل لن تقاتل إيران نيابة عن العرب، وفي القريب العاجل ستسوى الأمور بين واشنطن وطهران، وأنتم يا عرب الخليج الضحية، وبما قدمت أيديكم من مال وما قدمت ألسنتكم من أقوال، فلا تعجبكم أقوال ومقالات من يتزلفون إليكم، إنهم يخادعونكم فاحذروا إن كنتم تعقلون.

  • د. محمد صالح المسفر - أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر

  كلمات مفتاحية

مؤتمر وارسو التطبيع مع إسرائيل دول حصار قطر نتنياهو خلوة البحر الميت عادل الجبير ضاحي خلفان تاريخ الأندلس