يستعد وزير الداخلية البريطاني "ساجد جاويد"، خلال الأسبوع الجاري، تقديم مشروع قرار إلى مجلس العموم (البرلمان)، لحظر "حزب الله" اللبناني، وتصنيفه "تنظيما إرهابيّا".
وكشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية، أن مشروع القرار "ينص على حظر جميع أنشطة الحزب في بريطانيا، بما فيها رفع علم الحزب في الأماكن العامة بالمملكة".
وحسب مصادر للصحيفة، فإن القرار الذي سيتم مداولته في البرلمان، قد يواجه اعتراضات من قبل زعيم المعارضة "جيرمي كوربين"، الذي وصف الحزب يوما بأنه "صديق".
ولفتت المصادر، إلى أن "جاويد" تلقى دعما غير مشروط في قراره بتصنيف "حزب الله"، كمنظمة إرهابية، من وزير الخارجية "جيرمي هانت"، وهو الذي وصف مؤخرا الحزب اللبناني بـ"التنظيم الفظيع والمثير للاشمئزاز".
وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها قرار حظر "حزب الله" في بريطانيا، حيث سبق أن قالت صحيفة "الغارديان"، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن الوزراء في حكومة "تيريزا ماي"، يضغطون من أجل حظر عمل "حزب الله"، في إطار تشديد الموقف الحكومي تجاه إيران.
وياتي القرار المرتقب، بعد تحذيرات من قبل بعض النواب، بأن الحكومة اتخذت القرار الخاطئ بحظرها الجناح العسكري للحزب فقط، ما يعني السماح لمؤيدي الحزب بالتظاهر في الأماكن العامة، ورفع علم الحزب.
وكانت بريطانيا حظرت الجناح العسكري التابع للحزب اللبناني منذ عام 2008، واستثنت جناحه السياسي.
وسبق للجالية اليهودية في بريطانيا أن قدّمت طلبا لحظر كافة أنشطة الحزب، وهو الطلب الذي يستخدمه اليوم العديد من الوزراء في الحكومة من أجل تفعيله.
يشار إلى أن تقريرا سابقا، لوزارة الداخلية البريطانية، قال إن "حزب الله" ملتزم بالمقاومة المسلّحة تجاه (إسرائيل)، ومن شأن حظر النشاط السياسي للحزب أن يُسهم في إغلاق المساحات التي توفّر ملاذات آمنة لإرهابيين".
وكانت الحكومة البريطانية، تقاوم لعدم حظر الجناح السياسي للحزب اللبناني، بناء على نصيحة أكّدت ضرورة الحفاظ على الاتصال مع الحكومة اللبنانية، التي تتألّف من وزراء ينتمون للحزب.
وهذا القرار من شأنه أن يحول "جاويد"، إلى "وزير داخلية ينفذ وعوده"، التي قطعها على نفسه مع بداية توليه المنصب في أبريل/نيسان الماضي، والتي تعهد فيها بالقضاء على "أي مساحة متوفرة أمام الإرهابيين في المملكة المتحدة".
كما ستحرج هذه الخطوة "كوربين"، الذي وصف خلال لقاء شهير في البرلمان البريطاني عام 2009، ممثلين من "حزب الله" بأنهم "أصدقاء لبريطانيا".
