باريس تحتفي بالجسد الممتلئ عبر عارضات أزياء مكتنزات

الأحد 24 فبراير 2019 12:02 م

أقامت باريس معرضا مخصصا لصور المكتنزات، في الهواء الطلق بهدف توسيع آفاق سكان العاصمة وضيوفها المدعوين لأسبوع الموضة الذي ينطلق، الإثنين 25 فبراير/شباط الجاري.

وبالقرب من مقر بلدية باريس، نُشرت صور لنساء ممتلئات الجسم التقطت خلال عرض في صالون البلدية في ديسمبر/كانون الأول 2017، على واجهة ثكنة عسكرية سابقة، وأرفقت الصور برسائل من كل عارضة حول التأثير الإيجابي لهذه المبادرة.

وكتبت "جيري بالاسيوس بيدو" التي تظهر في صورة بفستان أسود "زودني هذا العرض بالقوّة لأواجه التمييز"، وتقول الفتاة البالغة من العمر 36 عاما والتي تدرس الإسبانية، "أنا ممتلئة البنية وطويلة القامة وسوداء، وعانيت من التمييز مرارا في حياتي"، معربة عن امتعاضها من توصيات بعض الأطباء والأقرباء الذين نصحوها بممارسة الرياضة والتخفيف من الأكل.

وتروي: "أتمتع بخبرة 15 سنة في الفنون القتالية وأنا حائزة على الحزام البني في الجودو، وغالبا ما يزداد وزني عندما أخفّف الوجبات التي أتناولها"، معتبرة أن الهدف ليس تبرير البنية المكتنزة، بل وترى أن حتى السمينات هن بحاجة لمخالطة الناس وارتداء ملابس أنيقة والاندماج في المجتمع.

ويقول المدير الفني للمعرض "فنسان ماك دوم" النجم التلفزيوني، المتشبّه بالجنس الآخر، والذي ارتدى بمناسبة المعرض، فستانا زهري اللون وانتعل حذاء ذهبيا عالي الكعب "جدتي وشقيقاتي كن مكتنزات وكن يشتكين طوال الوقت من عدم قدرتهن على ارتداء ما يحلو لهن والقيام بما يروق لهن بسبب نظرة الآخرين. وكنّ يتقوقعن على أنفسهن ويزددن وزنا".

وإذا كانت عروض الأزياء تزداد تنوعا مع عارضات من أصول عرقية متعددة وأعمار مختلفة، لكن من النادر جدا الاستعانة بعارضات مكتنزات أينما كانت هذه العروض، من نيويورك إلى باريس مرورا بلندن.

ولعل المصمم العالمي "كارل لاغرفيلد"، الذي توفي هذا الأسبوع، والذي كان مشهورا بحدة لسانه، هو الذي تجرأ على المجاهرة بما يعتبره مصممو الدور الكبرى من القواعد الأساسية لاختيار العارضات، عندما قال "لا أحد يرغب في أن يرى نساء مكتنزات على منصات عرض الأزياء".

غير أن الأمور تغيرت بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تتمتع نساء مكتنزات بشعبية كبيرة.

أما المسؤولة الرئيسية على هذا المعرض "إيلين بيدار"، معاونة رئيسة البلدية المكلفة مكافحة التمييز، فقد أطلقت مبادرة لإدراج عبارة "النفور من الأجسام الممتلئة" في قاموسي "لاروس" و"روبير"، ونجحت في ذلك.

وهي ترى أن "الأمور باتت تتحرك في مجال الموضة، لكن بوتيرة بطيئة"، وترد على منتقديها، الذين يتّهمونها بالترويج للبدانة، قائلة "نقوم بعكس ذلك تماما، فمكافحة البدانة لا تعني مواجهة البدناء، فلا أحد يختار أن يكون بدينا، ولا بدّ من مساعدة هؤلاء الأشخاص في مسارهم".

  كلمات مفتاحية

بدانة زيادة الوزن مكتنزات عرض أزياء جمال مقاييس الجمال