الغارديان: أوروبا تحتضن الرئيس المستبد في شرم الشيخ

الاثنين 25 فبراير 2019 08:02 ص

انتقدت صحيفة "الغارديان" البريطانية المشاركة الأوروبية الواسعة في مؤتمر شرم الشيخ بمصر، وذلك بعد أيام من إقدام النظام المصري على إعدام 9 من معارضيه، معتبرة أن دعم النظام المصري هو حماقة وخطأ".

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، الإثنين، إنه بعد أيام من إعدام السلطات المصرية شباب قالوا إنهم عذبوا حتى يعترفوا بقتل النائب العام السابق في البلاد، ها هم زعماء الدول الأوروبية يستمتعون بضيافة رئيسها، حيث يستضيف منتجع شرم الشيخ القمة العربية الأوروبية.

ويشترك رئيس المجلس الأوروبي "دونالد تاسك" مع الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" في رئاسة المؤتمر، الذي تحضره أيضا رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي".

وأضافت الصحيفة "إن كان الحدث هو الأول من نوعه، فإنه لا جديد في الأسلوب المتبع، فبينما يعزز السيسي قبضته على الحكم في مصر التي قالت منظمة هيومن رايتس واتش، إنها تمر بأسوأ أزمة في حقوق الإنسان منذ عقود، تتمتم البلدان الأوروبية بـ"دبلوماسيتها الهادئة" بخصوص تلك القضايا، ثم يمضون قدما في بناء العلاقات وتوفير مناخ من الشرعية الدولية التي هو في أمس الحاجة إليها، بالنظر إلى سجله البائس منذ أن استولى على الحكم في انقلاب عسكري عام 2013".

كما أنه ثمة رسالة مهمة تحملها الإعدامات التي أمر بها "السيسي" مؤخرا، ومفادها أنه واثق من أن إعدامه لعدد من الناس قرب موعد انعقاد القمة لن ينجم عنه أي تداعيات، رغم أن المحاكمات التي صدرت عنها أحكام الإعدام جائرة، بحسب الصحيفة. 

وقالت إنه يتم قمع أي معارضة سياسية من خلال الإخفاء القسري والتعذيب والاعتقالات التعسفية.

وصدر مؤخرا حكم بسجن رئيس أركان الجيش السابق "سامي عنان"، الذي حاول الترشح ضد "السيسي" في الانتخابات المزورة التي جرت العام الماضي.

ويتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان والناشطون للمضايقة وللتجريم والمحاكمة، ويتم اعتقال الصحفيين ومنعهم من العمل، كما تفرض القيود المشددة على عمل المنظمات غير الحكومية. 

ويجري العمل حاليا على إجراء تعديلات دستورية من شأنها أن تسمح لـ"السيسي" بالبقاء في السلطة حتى عام 2034، وتمنح للعسكر سلطات سياسية جديدة، وتزيد من التحكم الرئاسي بالقضاء.

وحالما يتم إقرار هذه التعديلات من قبل النواب، سينظم استفتاء بشأنها يتوقع أن يكون من النزاهة بالقدر نفسه الذي كانت عليه الانتخابات التي فاز فيها "السيسي" العام الماضي، بما يقرب من 97% من الأصوات. 

إلا أن زعماء الاتحاد الأوروبي يرون في نظام "السيسي" مصدرا نادرا للاستقرار في المنطقة، حتى لو كانت أفعاله هي التي تولد الأزمات على المدى البعيد.

ويشيد الرئيس الفرنسية "إيمانويل ماكرون" بمصر على اعتبارها رأس حربة في مواجهة الإرهاب، بينما يذكر "السيسي" بصوت خافت بالحاجة إلى احترام حقوق الإنسان.

وتتصدر أجندة القمة قضية الهجرة، ورغم أن مصر لا تمثل في الوقت الحاضر نقطة عبور رئيسية، إلا أن المباحثات بدأت حول صفقة تلتزم القاهرة بموجبها بخفض أعداد المهاجرين مقابل بعض المنافع الاقتصادية، بما يعكس استعداد أوروبا للقبول باحتجاز المهاجرين في ظروف بالغة السوء، طالما أنهم يبقون بعيدين عن سواحلها. 

وتنشغل فرنسا، المزود الأساسي لمصر بالسلاح، بالتفكير بمصير مبيعاتها تلك، حيث باتت قضية حقوق الإنسان تحتل موقعا متأخرا في أولويات الاتحاد الأوروبي.

وخلصت الصحيفة إلى أن المصريين يستحقون أفضل من ذلك، ومن حقهم توقع الأفضل.

ونقلت عن أحد الكتاب المصريين، إن الانقلاب الدستوري الذي يجرى الإعداد له حاليا من شأنه، أن يزيل حتى مجرد التظاهر بوجود نظام حكم ديمقراطي.

واعتبرت الصحيفة أن الحاكم المستبد القادر على إخضاع الناس بالقوة ليس بحاجة إلى مزيد من الدعم، إلا أن أسلافه كانوا يظنون ذلك أيضا، وها هو الفساد والتضخم والبطالة وكذلك توحش الدولة يغذي حالة الإحباط.

وقالت "قد يبدو حكم السيسي مستقرا في الوقت الحاضر، إلا أن تعزيز نظام حكمه هو حماقة وخطأ".

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي القمة العربية الأوروبية