تقارب مصري إيراني.. أحلام موسمية دون نتائج ملموسة

الاثنين 25 فبراير 2019 10:02 ص

من آن لآخر يتجدد الحديث عن حدوث تقارب بين مصر وإيران، اللتين تجمعها علاقات دبلوماسية منخفضة المستوى، بعد قطيعة بدأت قبل نحو أربعين عاما.

وفي ضوء مؤشرات عدة، يبرز التقارب كحدث موسمي أو أحلام دون نتائج ملموسة، أو خطوات نوعية، يمكن أن تستفيد من رغبة طهران في التقارب مع القاهرة، وتخفيض مصر مستوى تمثيلها في مؤتمر دولي مناهض لطهران، فضلا عن تنديد مصري مؤخرا بهجوم استهدف قوة من الحرس الثوري الإيراني، ومشاركة مصرية لافتة في الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية.

وتستخدم إيران ورقة التقارب المحتمل مع مصر كلما احتاجت إلى إرسال رسائل إلى الأطراف الإقليمية، خاصة الخليجية، لتعزيز الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط، على اعتبار الدور الرئيسي لمصر في المنطقة، وإمكانية أن تلعب دور وساطة في أزمة إيران مع الخليج أو حلحلة الأزمة السورية.

وترتبط مصر بعلاقات استراتيجية مع الخليج، التي تعتبر معظم دوله، ولاسيما السعودية، أن إيران هي العدو الأول لها.

وفي 11 فبراير/شباط الماضي، استضاف مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة احتفالا لم يقم منذ سنوات، بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية، وشارك فيه نائب وزير الخارجية المصري، "خالد ثروت".

وقال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيراني، "ناصر كنعاني"، في كلمة خلال الحفل، إن اليوم الذي ستتلاقى فيه مصر وإيران قريب.

وأعرب "كنعاني" عن استعداد طهران لتطوير العلاقات، حال وجود إرادة سياسية لدى القاهرة.

وأدانت مصر، في 16 فبراير/شباط الجاري، هجوما انتحاريا استهدف حافلة لقوات الحرس الثوري الإيراني، واصفة الحادث بأنه "إرهابي".

وفي اليوم ذاته، أعلنت القاهرة، عن اجتماع في 19 فبراير/شباط الجاري، لوزراء خارجية ثماني دول في أيرلندا؛ لمناقشة القضية الفلسطينية.

فتور يتبدد

في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قال الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، في تصريحات صحفية، إنه يعارض توجيه ضربات عسكرية لإيران أو "حزب الله" اللبناني؛ منعا لزيادة الاضطرابات في المنطقة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2017، نفى "السيسي"، في حوار مع قناة "فرانس 24"، وجود علاقة مع إيران في الكواليس.

وقال إن العلاقة مقطوعة منذ قرابة أربعين عاما، قبل أن يستدرك: "لكن نسعى لتخفيف التوتر الموجود وضمان أمن أشقائنا في الخليج".

ووفق الباحث المصري في الشأن الإيراني "محمد محسن أبو النور"، فإن الفتور في العلاقات تبدد نوعا ما، مشيرا إلى وجود تقارب مصري إيراني في كواليس السياسات العليا بالقاهرة وطهران.

لكن بحسب المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث والدراسات (غير حكومي)، "هاني سليمان"، فإن هناك مبالغات وتضخيم للمشهد من جانب إيران.

وأضاف أن "إيران تحاول مغازلة مصر، واللعب على هذا الوتر أمام الخليج، بجانب التهدئة لتخفيف الأزمة الاقتصادية الإيرانية والعزلة الحالية وعدم توسيع أو تعميق أي خلاف، وتحييد الدول تجاهها".

ورأى أن مصر في رفضها للعملية الإرهابية بإيران، وتمثيلها الضعيف في مؤتمر وارسو، والمشاركة في احتفال ذكرى الثورة الإيرانية، "إنما تمسك العصا من المنتصف، لتعظيم المنافع ومحاولة إرجاع إيران إلى سياسة معتدلة، وهذه سياسة تبقى على خط المصالح والعلاقات، لكن دون أن يكون على حساب العلاقة مع الخليج".

ويشوب التوتر العلاقات بين القاهرة وطهران منذ توقيع مصر اتفاقية السلام مع (إسرائيل) المعروفة باسم "كامب ديفيد" في العام 1978، واستضافة الرئيس المصري الراحل "أنور السادات" لشاه إيران المخلوع بعد الثورة الإيرانية.

وقطعت مصر العلاقات مع إيران وطردت سفيرها إثر قيام الأخيرة بتدشين شارع في طهران باسم "خالد الإسلامبولي"، العقل المدبر لاغتيال "السادات"، بعد إعدامه في 15 أبريل/نيسان 1982، قبل أن تعود على مستوى مكتب تمثيل ورعاية مصالح، في أبريل/نيسان 1991.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية