لماذا زادت المشاركة الآسيوية الأولى من معاناة الكرة اليمنية؟

الاثنين 25 فبراير 2019 04:02 ص

لم تدم طويلاً سعادة الشعب اليمني بتأهل منتخب بلاده الأول لكرة  القدم إلى بطولة كأس الأمم الآسيوية 2019، للمرة الأولى في تاريخه، فقد ودعها سريعاً من دور المجموعات، إثر تعرضه لثلاث هزائم متتالية أمام إيران والعراق وفيتنام، وتلقت شباكه 10 أهداف ولم يستطع لاعبوه تسجيل أي هدف.

وكان الشعب اليمني يعول على مشاركة المنتخب الأول في البطولة القارية آمالا كبيرة تمنحه وقتا مستقطعا من الحرب المفروضة على دولتهم منذ سنوات عدة.

ولم يكن تأهل المنتخب اليمني إلى المسابقة القارية سهلاً، إذ تحدى الصعاب والعقبات التي واجهته في مرحلة التصفيات الأولى، وعانى لاعبوه أثناء التصفيات من التنقل والترحال، بسبب ظروف الحرب من قصف جوي وحواجز عسكرية برية.

وفي إحدى رحلات المنتخب اليمني، لجأ إلى سفينة مخصصة لشحن البضائع، وليس لنقل الأشخاص، وانطلق من ميناء الحديدة إلى جيبوتي، إذ استغرق رحلته 18 ساعة، بسبب عاصفة بحرية كادت تغرق السفينة.

وأثارت المشاركة الآسيوية حنين جماهير كرة القدم اليمنية للعودة إلى المدرجات لمتابعة أنديتهم المفضلة، حتى يتابعوا الدوري الذي توقف في موسم 2014-2015 لأول مرة منذ اتحاد الشمال والجنوب في 22 مايو/ أيار عام 1990، بسبب الحرب.

وتجمدت الدوريات المحلية اليمنية، بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، والغارات الجوية للتحالف، حيث توقف النشاط الرياضي لأربعة عشر نادياً في الدرجة الأولى، و20 بالدرجة الثانية، و300 فريق في الدرجة الثالثة.

وتسببت الحرب بوقف برامج التطوير، التي وضعها اليمن بعد الاستضافة الناجحة لبطولة "خليجي 20" عام 2010، إذ بقيت الخطط حبيسة الأدراج، بالإضافة إلى ضعف الإمكانات المادية والبنى التحتية الرياضية المدمرة، التي وصلت إلى نحو 90% من إجمالي المنشآت الرياضية.

ولم تقتصر معاناة لاعبي المنتخب اليمني على حرمانهم لعب كرة القدم مع أنديتهم في الدوري المتوقف، بل تشكل قضية الاحتراف هاجساً كبيراً أمامهم، إذ لديهم محترفان يلعب أحدهما في صفوف نادي السيلية في دوري نجوم قطر وهو "علاء الصاصي"، بعدما فسخ عقده مع فريق شباب العقبة الأردني في الانتقالات الشتوية قبل الماضية.

أما المحترف الآخر، فهو النجم الشاب "أحمد السروري" الذي انضم إلى نادي سنترال سبورت بير نامبو مامنو البرازيلي المصنف في دوري الدرجة الثانية خلال الانتقالات الصيفية الماضية، لكن في فترة الانتقالات الشتوية الماضية استطاعت إدارة نادي المرخية القطري الحصول على توقيع اللاعب المهاجم الواعد.

ويعد اليمن من الدول العربية الأولى التي دخلتها لعبة كرة القدم، بعدما شاهد اليمنيون الجنود البريطانيين الذين كانوا موجودين فيه يلعبونها في معسكراتهم، لتنتشر بسرعة في أحياء وأزقة المدن اليمنية، وليصبح نادي الاتحاد المحمدي أول فريق يتم تأسيسه في منطقة الخليج العربي عام 1905، إذ تم دمجه فيما مع أندية الأهلي والأحرار عام 1975.

وعلى الرغم من عراقة الكرة اليمنية في تاريخ المنطقة، فإنها تعاني بشكل مستمر بسبب الحروب، التي شهدتها البلاد على مر التاريخ، لكن الحرب الأخيرة الشرسة أوقفت الدوري اليمني لأول مرة منذ سنوات، خاصة أنه كان مستمراً قبل توحد اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي في عام 1990.

  كلمات مفتاحية

اليمن كأس الخليج الأمم الآسيوية