يبدو أن أسنان طفلك يمكن أن تساعد في التنبؤ بمستقبله، بعد أن أكد فريق من الباحثين أن أسنان الطفل يمكنها أن تتنبأ بالمشاكل النفسية التي ستصيبه في المستقبل.

فقد اكتشف العلماء الذين فحصوا أسنانا فقدها أطفال في السادسة من العمر، آثارا على سطحها ترتبط بمشاكل سلوكية.

ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من رقة مينا الأسنان على وجه الخصوص غالبا ما يجدون صعوبة في الانتباه أو أنهم أكثر عدوانية، وهذه السمات ارتبطت بهشاشة الصحة النفسية في وقت لاحق من الحياة، كانت الرابطة واضحة للغاية، لدرجة أن الفريق اعتقد أن هذه وسيلة تنبؤ مهمة تم إغفالها.

وقامت الطبيبة النفسية التي قادت البحث بتقييم أسنان 37 طفلا فوق سن السادسة من كاليفورنيا، وطلب الفريق من الآباء التبرع بأسنان أطفالهم اللبنية لدراستها، وسمحت الصور عالية الدقة التي تم أخذها من الأسنان للفريق بتحديد العلاقة بين خصائص الأسنان والسلوكيات التي أبلغ عنها المعلمون وأولياء الأمور.

ووجد العلماء أن الروابط بين الأسنان والسلوك أكبر من تلك التي تربطها بالوضع الاجتماعي والاقتصادي للطفل.

تبدأ الأسنان في التكون في مرحلة الأجنة، ويشير العلماء إلى أنها في الأساس تسجل معلومات حول ما يحدث للأطفال أثناء الحمل وأثناء سنوات نموهم المبكرة، وإذا كانت الأم الحامل أو الرضيع يتغذون على نظام غذائي سيء أو يعانون من الإجهاد، فإن ذلك قد يكون له آثار ضارة على نمو الأسنان ويمكن أيضا ربطه بظهور مشاكل الصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة.

وقالت الطبيبة النفسية إنه في حين يستخدم علماء الأنثروبولوجيا وعلماء الآثار الأسنان في كثير من الأحيان لفهم حياة الناس، فإن تطبيقاتها المحتملة في الصحة العقلية قد تم تجاهلها تماما، ومن المؤسف أنه يتم التخلص منها دون الاستفادة من المعلومات التي تحملها.