الأحداث المختلقة في فيلم بوهيميان رابسودي الفائز بالأوسكار

الثلاثاء 26 فبراير 2019 08:02 ص

بعد فوز فيلم ""بوهيميان رابسودي-Bohemian Rhapsody" بـ4 جوائز أوسكار، كشف مهتمون ما هو حقيقي فعلا في قصة مغني فرقة "Queen" البريطاني الراحل، وما اضطر مخرجا الفيلم "برايان سينغر" ومن بعده "ديكستر فليتشر" إلى اختلاقه من أجل سياق درامي أكثر تشويقا.

ويعد "بوهيميان رابسودي" أبرز فيلم في عام 2019 عن قصة حقيقية، سيما بعد فوز بطله "رامي مالك" بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن أدائه لدور "فريدي ميركوري".

وفيما يلي أبرز الأخطاء التي وقع فيها صناع الفيلم الذي حاز 4 جوائز أوسكار من أصل 5 ترشيحات:

- هل غيّر "فريدي ميركوري" اسمه فعلا؟

عند مشاهدة فيلم "Bohemian Rhapsody"، نجد أن "سينغر" و"فليتشر" تناولا هذه الجزئية بشكلٍ صحيح، فيبيّن أن الفنان البريطاني ولد باسم "فاروق بولسارا" في 5 سبتمبر/أيلول 1946 في تنزانيا، قبل أن يغيّر اسمه إلى "فريدي" منذ كان طالبا في مدرسة سانت بيتر البريطانية الداخلية بالقرب من مومباي الهندية.

واحتفظ "فريدي" باسم عائلته "بولسارا" حتى أصبح شابا، قبل أن يغيره إلى "ميركوري" بعد تأسيس فرقة "Queen" في العام 1970.

وفي شهادة ميلاد فريدي، كتب والداه أن جنسيتهما هي "هنود إنجليز"، وفي خانة العرق كتبا "فارسي".

- متى وصل المغني البريطاني إلى المملكة المتحدة؟

تخرَّج "فريدي" من مدرسة "سانت بيترز" الداخلية حين كان في الـ16 من عمره، وعاد إلى أسرته في زنجبار.

واستقلت بلاده عن بريطانيا في ديسمبر/كانون الأول 1963، وبعدها بشهر، اندلعت ثورة زنجبار الدموية، التي أسفرت عن مقتل الآلاف من الهنود والعرب.

وبسبب الفوضى السياسية التي شهدتها البلاد، باتت أسرة "فريدي" في خطر وفرت إلى المملكة المتحدة.

وفي الأشهر التالية لفرار الأسرة، التحق "فريدي" بكلية "آيلورث بوليتكنيك" (ويست تايمز كوليدج حاليا)، وتخصص في دراسة الفنون.

والتقطت أول صورة معروفة لـ"فريدي ميركوري" في السنة الأولى له في الجامعة. كما حصل على درجة في الفن وتصميم الغرافيك من كلية "إيلنغ" للفنون بلندن.

وتطور "فريدي" في تذوقه للموسيقى، فشمل الموسيقى الهندية التي نشأ عليها، وموسيقى الروك والرول التي كانت سائدة في ذلك العصر.

كما تأثر بفرق عديدة، أبرزها "إلفيس بريسلي" و "ذا هوو" و"جيمي هندريكس"، و"لد زبلين" و"ذا رولينغ ستون".

وذكر فريدي أيضا أنه تأثر بـ"ليزا مينللي"، سيما أداؤها التي حازت بسببه على جائزة الأوسكار في الفيلم الموسيقي "Cabaret".

- هل التقى "فريدي مريكوري" صديقته ليلة انضمامه إلى الفرقة؟

عند مشاهدة فيلم "Bohemian Rhapsody"، يلتقي "فريدي" صديقته المستقبلية "ماري أوستين" قبل أول مقابلة له مع "براين ماي" و"روجر تايلور"، وهي اللحظة التي أصبح فيها عضوا في الفرقة.

غير أن هذا يخالف القصة الحقيقية؛ إذ إن "براين ماي" كان قد واعد "ماري أوستين" لفترة وجيزة، ولم يكن "فريدي" مهتما لأمرها إلا حين أصبح بالفعل المغني الرئيسي في الفرقة.

- هل تستند شخصية "مايك مايرز" إلى شخصية واقعية؟

لا، "فراي فوستر"، الموظف التنفيذي لدى شركة "EMI"، شخصية خيالية.

وفي أحسن الأحوال، استندت شخصية "فراي فوستر" الخيالية إلى شخصية رئيس شركة "EMI"، "روي فيذرستون".

لكن على عكس ما جاء في فيلم "Bohemian Rhapsody"، كان "فيذرستون" من أكبر داعمي فرقة "Queen"، لكنه اشتكى بالفعل من أن أغنية "Bohemian Rhapsody" أطول من أن تنشر كأغنية منفردة.

وجه التشابه الوحيد: هل كان لـ"فريدي ميركروي" 4 أسنان إضافية؟ هذا صحيح، ولهذا السبب كانت أسنانه الأمامية بارزة، وهي سمة في وجهه أصابته بحالة من التقلقل طوال حياته؛ ولم يكن يرغب في إزالة الأسنان الزائدة لأنه كان يخشى تغير نغمة صوته، إذ كان يؤمن أن الأسنان الإضافية تبسط حنكه وساعدته على الوصول إلى صوته.

وأثناء السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، قاد "ميركوري" فرقة "Queen" إلى مجموعة من الأغاني الناجحة، التي ألف العديد منها بنفسه، بما في ذلك 10 أغنيات من ألبوم "Greatest Hits" الذي ضم 17 أغنية؛ ويشمل هذا أنجح أغنيات الفرقة "Bohemian Rhapsody" التي سُمِّي الفيلم باسمها.

- هل حقّق أول ألبوم لفرقة Queen نجاحاً؟

في الحقيقة، يصعب القول إن أول ألبوم لفرقة "Queen" حقق نجاحا بما تعنيه الكلمة. فرغم أن الألبوم الذي حمل اسم "Queen" وصدر في العام 1973، وضع الفرقة على خارطة عالم التسجيلات الغنائية، فإنه لم يلق استحسانا من النقاد، ولم يحدث ضجة ولا صخبا على المستوى العام.

لم يساعد ألبوم "Queen" الفرقة على الانطلاق؛ فبعد أن قبلت الظهور في حفل موسيقي بدلا من فرقة "Mott the Hoople"، استخدمت الفرقة الاستعراضات المسرحية المبالغ فيها لتحظى بصورة مميزة لدى الجمهور، سيما ملابس "فريدي" غير المألوفة وحركاته المبالغ فيها.

وبالتدريج أصبح واضحا أن الفرقة لم تعد مجرد فرقة مساندة؛ ولاحظت شركة "EMI" ذلك، وسجلت الفرقة ألبومها الثاني "Queen II"، الذي صدر في مارس/آذار 1974 وحقق الألبوم نجاحا كبيرا.

وصدر الألبوم الثالث للفرقة، ويحمل عنوان "Sheer Heart Attack" في نوفمبر/تشرين الثاني 1974، وضمّ الأغنية المنفردة الناجحة "Killer Queen".

- هل سبق أن انفصلت فرقة "Queen"؟

هذا أكبر خطأ ظهر في الفيلم؛ إذ يظهر "Bohemian Rhapsody" أن أعضاء الفرقة غضبوا من "فريدي" لأنه وقع عقدا لغناء أغنية منفردة بقيمة 4 ملايين دولار دون علمهم؛ ويخبرهم أنه يريد أن يأخذ استراحة من الفرقة، ليذهب كل منهم إلى حال سبيله.

غير أن ما حدث في الواقع كان أقل درامية؛ إذ إن الفرقة كانت قد اُنهكت بحلول العام 1983، بعد أن استمرت رحلتها لعشر سنوات، واتفق جميع أعضائها على الاستراحة للتركيز على مساراتهم المهنية المنفردة، غير أنهم ظلوا على تواصل، وبدأوا بالعمل على ألبوم "The Works" في وقت لاحق من العام نفسه.

- هل التقى "فريدي"، "جيم هوتون" حين كان الأخير يعمل خادما؟

هذه المعلومة أيضا ليست صحيحة؛ لأن "جيم" كان يعمل مصفف شعر في آيرلندا قبل أن ينتقل للعيش في لندن، حيث التقى "ميركوري" في ناد ليلي، غير أن الفيلم يصور أنهما التقيا بينما كان "هوتون" يعمل خادما في حفل استضافه "ميركوري".

ورغم رفض "هوتون" إقامة علاقة معه، إلا أنهما ظلا يتحدثان حتى ساعة متأخرة من الليل.

وفي الفيلم، يذهب كل منهما إلى حال سبيله ويتتبع "ميركوري"، "هوتون" بعد أن يبحث عنه في دليل للهاتف بعد أعوام.

وقال "هوتون" في مقابلة مع مجلة "The Times" البريطانية إنه رفض بالفعل إقامة علاقة مع "ميركوري" بعد أن طلب منه الأخير أن يحتسي معه شرابا؛ غير أنهما التقيا ثانية بعد حوالي عام ونصف في ناد ليلي؛ وجدد "ميركوري" طلبه، ليحظى بقبول "هوتون" تلك المرة.

وفي الواقع، كان "هوتون" يعمل حينها مصفف شعر في فندق سافوي بلندن، وبدأت علاقته التي استمرت سبع سنوات بـ"ميركوري" عام 1985، واستمرت حتى وفاة الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني 1991.

كما لم يسلط فيلم "Bohemian Rhapsody" الضوء بشكل كبير على شخصية "هوتون"، لأن الفيلم ينتهي بالحفل الحيّ للفرقة في العام 1985، والذي أقيم بعد فترة ليست بطويلة من بدء علاقته بـ"ميركوري".

- متى تم تشخيص فريدي ميركوري بأنه مصاب بالإيدز؟

يسود اعتقاد واسع أن "فريدي" شُخص بمرض الإيدز في العام 1987، بعد عامين من حفل "Live Aid".

أما ما يظهر في فيلم "Bohemian Rhapsody"، فهو أن "فريدي" يخبر الفرقة بمرضه أثناء التدريبات على الحفل نفسه العام 1985.

وهذا أمر قد تمت إضافته لأسباب درامية، وهو غير صحيح بشكل شبه مؤكد.

كما ظهر "ميركوري" في آخر لقاء مصور معه عام 1987، ولم يذكر أي شيء عن مرضه.

وصارح أسرته وأصدقائه المقربين بالأمر في العام 1989؛ غير أنه لم يعترف أبداً على الملأ بإصابته بمرض جنسي حتى أصدر بياناً في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 1991، أي في اليوم الذي سبق وفاته، وجاء في البيان:

"بعد الشائعات الكثيرة التي تداولتها الصحافة على مدار الأسبوعين الماضيين، أود أن أؤكد أن التحاليل الطبية أظهرت إصابتي بمرض الإيدز. شعرت أن الصواب هو الاحتفاظ بهذه المعلومة في نطاق حياتي الشخصية حتى اليوم للحفاظ على خصوصية المحيطين بي. غير أن الوقت قد حان ليعرف أصدقائي ومعجبي في كافة أنحاء العالم الحقيقة، وآمل أن يشاركني الجميع في حربي ضد هذا المرض اللعين جنبا إلى جنب مع أطبائي وكل من يحاربون هذا المرض على مستوى العالم".

- هل شارك أعضاء من "Queen" في فيلم "Bohemian Rhapsody"؟

نعم، فقد قضى زميلا "ميركوري" في الفرقة "براين ماي" و"روجر تايلور"، 8 سنوات وهما يحاولان تنفيذ فيلم السيرة الذاتية.

وقال ماي في مقابلة مع "TeamRock": "ندرك تماما أن هناك فرصة واحدة، وإذا لم نقم بها نحن، فسيقوم بها شخص آخر على نحو سيء. سنقوم بها نحن، دون أن نتجنب أي شيء؛ أي جانب من فريدي. وإن كنا سنحاول الحفاظ على توازن القصة. أظن أننا إذا نفذنا هذا على نحو صحيح، ستتبلور صورة فريدي في أذهان العالم".

وفي العام 2010، كان من المقرر أن يؤدي الممثل الكوميدي "ساشا بارون كوهين" دور "فريدي ميركوري"، غير أنه انسحب من المشروع في العام 2013 بسبب خلافات مع "ماي" و"تايلور".

كما أُعفي المخرج "براين سينغر" من المشروع في ديسمبر/كانون الأول 2017 بسبب تضييع الكثير من أيام العمل وتوتر علاقته بالممثل الرئيسي "رامي مالك". وكلف "ديكستر فليتشر" (مخرج فيلم Eddie the Eagle) بإتمام المشروع.

وقضى "براين ماي" و"روجر تايلور" وقتا في التدريبات، بالإضافة إلى مدير المواهب "جيم بيتش".

فيما عمل "غريغ بروكس"، المسؤول الرسمي عن أرشفة تاريخ الفرقة، عن كثب مع صناع الفيلم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الدقة. وشمل هذا تفاصيل من قبيل نوع الجوارب الذي كان "جون دياكون" يرتديها.

المصدر | عربي بوست + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوهيميان رابسودي فيلم أوسكار رامي مالك