لماذا يسعى نتنياهو إلى التطبيع مع المغرب؟

الأربعاء 27 فبراير 2019 08:02 ص

يتساءل المغاربة عن الأسباب خلف سعي (إسرائيل) إلى تطبيع علاقاتها مع المغرب، في ظل أحاديث متواترة في الإعلام الإسرائيلي عن تطبيع مرتقب بين البلدين.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة مزعومة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، للرباط قريبا، وعن لقاء سري جمعه مع وزير الخارجية المغربي، "ناصر بوريطة"، في مؤتمر دولي، وهو ما نفاه المتحدث باسم الحكومة المغربية، "مصطفى الخلفي".

ورأى حقوقيان مغربيان أن ترويج الإعلام العبري لمثل هذه الأخبار هو بمثابة "بالون اختبار" لمعرفة مدى قبول الحكومة والشعب المغربيين لمحاولات التطبيع، قبل أن تحدد تل أبيب خطواتها المقبلة.

واعتبر الحقوقيان، في حديث للأناضول، أن أي قبول بمحاولات التطبيع هو طعنة في ظهر الشعبين المغربي والفلسطيني، وتشجيع لـ(إسرائيل) على مواصلة قتل الفلسطينيين.

بالون اختبار

وقال منسق المؤتمر القومي الإسلامي "خالد السفياني"، إن "ترويج الإعلام العبري لأخبار عن زيارة مزعومة لنتياهو أو لقاء سري بينه وبين بوريطة هو بمثابة بالون اختبار، ومحاولات لخلق جو لقبول مثل هذه الأمور".

والمؤتمر القومي الإسلامي هو منظمة غير حكومية تضم ناشطين ومفكرين عربا من التيارين الإسلامي والقومي.

وحذر "السفياني"، وهو حقوقي مغربي، في حديث للأناضول، المملكة من قبول مثل هذه الزيارة.

وشدد على أن "جلوس أنظمة عربية مع نتنياهو هو مساهمة في تكريس الاحتلال الصهيوني".

وتابع: "بعد لقاء نتنياهو بزعماء عرب (في مؤتمر وارسو يوم 14 فبراير/شباط الجاري) مباشرة أقدمت إسرائيل على إغلاق المسجد الأقصى، وهو ما يدل على أن أية علاقة مع الكيان الصهيوني هي تشجيع على المضي في تقتليه للشعب الفلسطيني".

وقال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) "أحمد أويحمان" إن "الكيان الإسرائيلي يطلق هذه البالونات لقياس مدى القبول الشعبي لمثل تلك الزيارات، ثم يحدد خطواته، وإذا تأكد أنه يوجد رفض شعبي سيقولون إن ذلك (التطبيع) مجرد شائعات، ولا يوجد شيء من هذا القبيل".

وتابع "أويحمان" للأناضول: "ولا أعتقد أن الدولة المغربية بما ترمز إليه ستقبل بمثل هذه المحاولات، خصوصا أن البلد يترأس لجنة القدس، وبالتالي لا يمكن للمغرب أن يستقبل كبير الصهاينة وكبير مرتكبي الجرائم".

ويترأس العاهل المغربي، الملك "محمد السادس"، لجنة القدس التي تم تشكيلها بتوصية من المؤتمر السادس لوزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي (منظمة التعاون الإسلامي حاليا)، عام 1975، لحماية القدس من التهويد الإسرائيلي.

وشدد "أويحمان" على أن "الشعب المغربي بكل تلاوينه يرفض محاولات التطبيع، بما فيها الزيارة المرتقبة لنتياهو".

ورأى أن "هذه الحملة تهدف إلى صنع مزاج وفرض أمر واقع، عبر زيارات تطبيعية على غرار ما وقع ببعض الدول العربية".

اختراق شمال أفريقيا

"السفياني" قال إنه "بعد اختراق (إسرائيل) لبعض دول الخليج، وعقد لقاءات بين نتنياهو وزعماء تلك الدول، يحاول اختراق دول شمال أفريقيا، وهو ما يفسر ترويج الإعلام العبري لهذه الأخبار".

وزاد بأن "مسؤولية المغرب كبيرة بخصوص قضية فلسطين، خاصة أن المملكة تترأس لجنة القدس".

وشدد على أن "أي اختراق صهيوني للمغرب يشكل طعنة في ظهر الشعبين المغربي والفلسطيني".

ورأى أن "مزاعم الإعلام العبري بأن نتنياهو سيزور الرباط حاملا مقترحا لقضية إقليم الصحراء تعتبر إهانة للمملكة فالصحراء هي قضية الشعب المغربي".

وتابع: "الأقاليم الجنوبية تابعة للمغرب، ولا يمكن لأحد أن يزحزحه منها، ولا ينتظر الشعب المغربي من سفاح، مثل نتنياهو، أن يدعي مثل هذه الأمور".

وبدأ النزاع حول الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ثم تحول إلى صراح مسلح بين المغرب وجبهة "البوليساريو" توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتصر الرباط على أحقيتها في الإقليم، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي لاجئين فروا من الإقليم.

انتخابات مبكرة

ثمة هدف آخر، بحسب خبراء، للتقارير الإعلامية الإسرائيلية عن خطوات تطبيع مزعومة مع المغرب.

فقبل الانتخابات البرلمانية المبكرة في (إسرائيل)، يوم 9 أبريل/نيسان المقبل، يحاول "نتنياهو" كسب نقاط لدى الناخبين بأن يظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه نجح في تطبيع العلاقات مع بعض الدول العربية.

وقررت الحكومة الإسرائيلية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حل الكنيست (البرلمان) وتبكير الانتخابات؛ لعدم قدرتها على المضي قدما في إقرار مشاريع قوانين؛ جراء انسحاب وزير الدفاع، "أفيغدور ليبرمان"، من الائتلاف الحكومي.

ونقلا عن وسائل إعلام إسرائيلية، تناقل ناشطون مغاربة، الشهر الماضي، أنباء عن زيارة يجريها "نتنياهو" للرباط، في مارس/آذار أو أبريل/نيسان المقبلين، معربين عن رفضهم لاستقباله في المملكة.

ورفض المتحدث باسم الحكومة المغربية، "مصطفى الخلفي"، في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، الإجابة عن سؤال بشأن هذه الزيارة المزعومة، واصفا الأنباء عنها بـ"الشائعات".

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية، في 17 فبراير/شباط الجاري، أن "نتنياهو" اجتمع سرا مع وزير الخارجية المغربي، في سبتمبر/أيلول الماضي.

ونفى "الخلفي"، في 12 من الشهر الجاري، عقد هذا اللقاء، معتبرا أيضا أنه "شائعات".

وبدعوة من "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، شارك عشرات المحتجين، في وقفة أمام مبنى البرلمان المغربي بالرباط، في يناير/ كانون الثاني الماضي، طالبوا فيها الحكومة بعدم استقبال "نتنياهو".

وقالت الحكومة المغربية، في بيانات سابقة، إنه لا توجد أي علاقات رسمية، سياسية ولا تجارية، مع (إسرائيل).‎

وباستثناء الأردن ومصر، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع (إسرائيل)، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية علنية مع تل أبيب.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

المغرب نتنياهو إسرائيل تطبيع مع إسرائيل

اعتقال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بسبب شركة إسرائيلية