تحقيق استقصائي: الأسلحة الألمانية موجودة باليمن جوا وبحرا وبرا

الأربعاء 27 فبراير 2019 09:02 ص

كشف تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة الألمانية (DW)، أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في حرب باليمن يستخدم أسلحة وتكنولوجيا ألمانية الصنع، في الجو والبحر والبر، رغم تباهي برلين بقيودها على تصدير الأسلحة للدولة المشاركة في صراعات مسلحة.

وذكر التحقيق أنه لطالما كانت طيران الإمارات واحدة من كبار عملاء ألمانيا عندما يتعلق الأمر بتكنولوجيا الأسلحة والدفاع، لكن منذ عام 2015، كان جيشها أحد أطراف الحرب الرئيسية في واحدة من أكثر الصراعات دموية في العالم وهي الحرب في اليمن التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ نزاع إنساني في عصرنا الحالي، حيث تم دفع ملايين البشر إلى حافة المجاعة، كما قُتل الآلاف.

وقالت الإذاعة الألمانية إنه بالرغم من إنكار برلين علمها بوجود أي أسلحة ألمانية في اليمن، لكن التحقيق نحج في اصطياد لقطات مفتوحة المصدر من مواقع "تويتر" و"يوتيوب" و"جوجل إيرث"، بالإضافة إلى تقارير إخبارية وصور من الوكالات، على وجود الأسلحة الألمانية في اليمن.

وأجري التحقيق بالاشتراك مع إذاعة "بايريشر روندفونك" الألمانية ومجلة "شتيرن"، ومكتب التحقيقات الاستقصائية الهولندي "لايتهاوس ريبورت"، وشبكة "بيلينغكات" للتحقيقات الاستقصائية.

ووثق التحقيق لقطات تظهر منصة سلاح آلية من نوع Fewas من إنتاج شركة "ديناميت نوبل الدفاعية"، التي تتخذ من مدينة بورباخ الألمانية مقرا لها، والتي تستخدمها الإمارات بشكل شائع في جنوب اليمن.

ووافقت الحكومة الألمانية على تصدير تلك المنصة وقطع الغيار المتعلقة بها في 2009 بقيمة 81 مليون يورو للإمارات.

كما عثر فريق التحقيق بالصدفة على مدافع "هاوتزر" بهياكل ومحركات ألمانية الصنع، وهي تطلق النار على منطقة سيطرة الحوثيين عبر الحدود السعودية.

وفي مقاطع فيديو حللها فريق التحقيق شوهدت شاحنات MAN في اليمن تحمل الدبابة الفرنسية الصنع "ليكليرك"، والمجهزة بمحرك ألماني الصنع.

كما تعرف الفريق على دبابة "ليكليرك" مغطاة بطبقة إضافية من الدروع، على الأرجح "درع مجمع خفيف الوزن تفاعلي قابل للتعديل" والمعروف اختصاراً بـ"كلارا"، وهو نوع من الدروع التفاعلية التي تحمي من المتفجرات، والتي صممتها شركة "ديناميت نوبل" الدفاعية الألمانية.

الحرب الجوية أيضاً، تلعب التكنولوجيا الألمانية فيها دوراً مهماً وربما حاسماً؛ فقوام القوة الجوية السعودية هو طائرات مقاتلة حصلت عليها من الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك طائرات "بانافيا تورنادو" التي قام ببنائها اتحاد شركات ألمانية وبريطانية وإيطالية.

الكثير من مكونات "تورنادو"، بما في ذلك جسم الطائرة المركزي ونظام الوقود والمحرك، هي صناعة ألمانية، وفي حين تم التوقف تدريجياً عن إنتاجها في عام 2007، تشكل طائرات "تورنادو" ونموذجها اللاحق لها، "يوروفايتر تايفون"، جزءاً كبيراً من طائرات سلاح الجو السعودي.

ويسلط التحقيق الذي نشر، الثلاثاء، الضوء على ميناء "عصب" الإرتيري، الذي يبعد 60 كم (37 ميلاً) فقط عن السواحل اليمنية، والذي تستخدمه أبوظبي في حصارها البحري على اليمن، وفي شن عمليات عسكرية.

وأوضح التحقيق أن تحالف السعودية والإمارات يستخدم الأرض والمجال الجوي والمياه الإقليمية لإريتريا، في حملته العسكرية ضد الحوثيين، فمن ميناء "عصب" يمكن للسفن الحربية الإماراتية أن تسير بسرعة عبر المضيق إلى مدينتي الحديدة اليمنية أو المخا، بدلاً من الاضطرار إلى القيام بالرحلة الطويلة من موانئها الرئيسية عبر خليج عدن.

كما يُستخدم الميناء في نقل الجنود والعتاد العسكري عبر المضيق، وشن الغارات الجوية، وفي المقابل تحصل إريتريا على المال والنفط من أبوظبي.

ويُظهر التحقيق صور الأقمار الصناعية لسفينة رمادية طويلة سُحبت إلى رصيف ميناء عصب مع مهبط مروحيات واضح المعالم، كان أحدث هذه الصور في أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019 لسفينة حربية من نوع "مواري جيب كورفيت" الألمانية الصنع والبالغ طولها 65 متراً (213 قدماً).

في عام 2015، وطبقاً لخبراء الأمم المتحدة، وقعت الحكومة الإماراتية التي يقودها فعلياً ولي عهد أبوظبي، "محمد بن زايد"، مع حكومة الرئيس الإريتري "أسياس أفورقي"، عقد إيجار لمدة 30 عاماً، وهو ما يسمح للإمارات العربية المتحدة باستخدام ميناء عصب.

ووفق التحقيق استخدم الميناء مؤخراً في فرض الحصار الذي ضربته قوات التحالف على مدينة الحديدة، وهي نقطة الدخول الرئيسية للغذاء والأدوية في البلاد، ما أدى إلى انتشار المجاعة، فيما ارتفعت أسعار السلع الأساسية.

وكشف التقرير عن دور الإمارات في نشر الفوضى باليمن؛ من خلال سياسة الاغتيالات ضد الشخصيات البارزة.

وتحدثت (DW) إلى رجل قال إنه اعتقل في عدن عام 2016 لرفضه اغتيال شخصية سياسية محلية، وقال الرجل الذي تتفق شهادته مع شهادة ضحايا آخرين، إنه اُحتجز في أماكن مختلفة وكلها بإدارة الإماراتيين، مضيفاً: "الشخص الذي يقوم بالتعذيب مواطن إماراتي، والشخص الذي يقوم بالاستجواب مواطن إماراتي، والسجان مواطن إماراتي".

وأوضح الرجل اليمني أنه اُحتجز سنة و8 أشهر، تعرض خلالها لأقسى أنواع التعذيب، كالصعق بالكهرباء والتعليق لساعات.

ووثَّقت منظمة "العفو الدولية" العديد من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الإمارات والقوات المتحالفة معها في اليمن العام الماضي.

فوفقاً لتقرير لها صدر العام الماضي، فقد أُبعد عشرات الرجال واحتجزوا في سجون سرية في جنوب اليمن، وتعرض الكثيرون للتعذيب، ويُخشى أن يكون بعض المعتقلين قد لقوا حتفهم في السجون.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات السعودية اليمن التحالف العربي الحوثيين ميناء عصب أسلحة ألمانية تحقيق انتهاكات حصار