ن تايمز: الإمارات تستخدم معدات من هواوي رغم الضغوط الأمريكية

الأربعاء 27 فبراير 2019 10:02 ص

قالت الإمارات العربية المتحدة، الثلاثاء، إنها ستستخدم معدات من شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "هواوي"، لبناء شبكة لاسلكية جديدة عالية السرعة، رغم ضغوط الولايات المتحدة للتخلي عن منتجات الشركة.

وكان هذا الإعلان، الذي صدر في مؤتمر تجاري أوروبي كبير، بمثابة نكسة أخرى لحملة قام بها مسؤولون من الولايات المتحدة لإقناع الدول بتقييد استخدام معدات "هواوي" في شبكات الجيل التالي اللاسلكية، والمعروفة باسم "5G".

وتدعي إدارة "ترامب" أن معدات شركة "هواوي" تخلق مخاطر لأمن الإنترنت، يمكن أن تستغلها الحكومة الصينية للتجسس أو التخريب، وهي تهمة نفتها "هواوي" بقوة.

لكن الخطة التي وضعتها شركة الاتصالات المملوكة للدولة في الإمارات كانت أحدث مؤشر على أن المسؤولين الأمريكيين يواجهون صعوبات في إقناع دول أخرى بالتوافق مع اتهاماتهم لشركة "هواوي"، أكبر شركة في العالم لمعدات الاتصالات.

هذا مع العلم بأن الإمارات حليف موثوق للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومشتر رئيسي للمعدات العسكرية الأمريكية.

وركزت الكثير من حملات الضغط الأمريكية ضد شركة "هواوي" على أوروبا، حيث تبيع "هواوي" الهوائيات والمحطات الأساسية والمعدات الأخرى المستخدمة في شبكات الاتصالات.

وفي الأسبوع الماضي، أشارت السلطات البريطانية إلى أنها لا تعتقد أن فرض حظر شامل على شركة "هواوي" كان ضروريا لتأمين الشبكات اللاسلكية للبلاد. كما تراجع كل من جمهورية التشيك وفرنسا وألمانيا وبولندا القيود المفروضة على شركة "هواوي".

وأصدرت الإمارات هذا الإعلان خلال مؤتمر الصناعة اللاسلكية السنوي، "إم دبليو سي" في برشلونة. وتحول هذا الحدث، الذي حضره أكثر من 100 ألف شخص من أكثر من 2000 شركة، إلى استفتاء على "هواوي".

وأرسلت الولايات المتحدة وفدا من المسؤولين، من وزارات الخارجية والتجارة والدفاع، للاجتماع مع ممثلين من شركات الاتصالات والحكومات للتحذير من استخدام معدات "هواوي".

ويوم الثلاثاء، استضاف المؤتمر مؤتمرات صحفية أشبه بالمناظرات بين "هواوي" والولايات المتحدة.

وفي الصباح، قال رئيس شركة "هواوي"، "كوا بينغ"، إن الادعاءات ضد الشركة لا أساس لها من الصحة، وإنها لن تسمح باستخدام معداتها للتجسس.

وقال: "لم تكن شركة هواوي أبدا ولن تكون بابا للتجسس. ولن نسمح أبدا لأي شخص بالقيام بذلك عبر معداتنا".

وبحلول فترة ما بعد الظهر، كان المسؤولون الأمريكيون قد دعوا إلى مؤتمر صحفي تم الترتيب له على عجل، لإعادة التأكيد على مخاوفهم. واستنادا إلى قانون صيني يتطلب من الشركات العمل مع الحكومة فيما يتعلق بمسائل الأمن القومي، قال المسؤولون الأمريكيون إن على الدول أن تحذر من العمل مع شركة "هواوي".

وجاءت المواجهة بعد تصريح أدلى به وزير الخارجية "مايك بومبيو"، الأسبوع الماضي، بأن الدول التي تسمح لشركة "هواوي" بتزويدها بالمعدات اللازمة لشبكاتها العاملة بتقنية "5G" قد يتم حظر مشاركة المعلومات معها من قبل الولايات المتحدة.

لكن التهديدات أخفقت في وضع قيود جديدة ضد شركة "هواوي". وقد صرح أولئك الذين التقوا بالمسؤولين الأمريكيين بعدم وجود أدلة تشير إلى الطريقة التي يمكن بها لشركة "هواوي" أن تعرض الأمن الإلكتروني للخطر.

وقالت الإمارات إن شركة "هواوي" ستساعد في بناء 300 برج بتقنية "5G" في النصف الأول من هذا العام. ولم يتم الكشف عن التفاصيل المالية.

وقال رئيس هواوي إن الناس كانوا على حق في أن يسألوا عن أمن الشبكات اللاسلكية الجديدة، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تستحق التدقيق في سلوكها في الماضي.

وقال: "إنه سؤال مهم يجب طرحه. وإذا كنت لا تفهم هذا السؤال، فاذهب واسأل إدوارد سنودن".

و"سنودن" هو مقاول حكومي سابق، كان قد فر من الولايات المتحدة عام 2013 بعد الكشف عن برنامج واسع النطاق لمراقبة الإنترنت من قبل وكالات التجسس الأمريكية وحلفائها.

المصدر | آدم ساتريانو - نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

هواوي اتصالات الجيل الخامس الشبكات اللاسلكية الإمارات