قال موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الرئيس السوداني "عمر البشير" تلقى عرضا دوليا أوليا ببحث خروج آمن له، وتعليق قرار القبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية لمدة عام، قابلة للتجديد، مقابل تخليه عن السلطة في البلاد.

وأضافت أن اجتماعا سريا للدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، عقد لمناقشة إقرار هذا العرض وتفاصيله.

وحسب "بي بي سي"، فإن "البشير لم يقبل أو يرفض هذا العرض"، مضيفة أنه يفكر حاليا في مناورة لإيجاد طريقة أمثل دون خسائر له.

وأشارت إلى أنه من المرجح أن لا يقبل  "البشير" هذا العرض ولن يترك السلطة قريبا في السودان.

ولفتت "بي بي سي" أن "هذه الصفقة جاءت برعاية أمريكية، خاصة في الوقت الذي يزور فيه مدير شؤون أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي، سيريل سارتور، الخرطوم".

وأوضحت أن المسؤول الأمريكي نقل تحذيرا واضحا من الإدارة الأمريكية للسلطات السودانية من مغبة استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، معتبرا أن هذا الأمر قد يهدد المحادثات لشطب السودان من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب.

ومنذ أيام، يعكف الرئيس السوداني على إجراء تغييرات واسعة في الحكومة والجيش، تضمن تشكيل حكومة جديدة برئاسة "محمد طاهر إيلا، وإعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد، والإطاحة برئيس أركان الجيش وقادة الأسلحة والافرع الرئيسية.

علاوة على ذلك أصدر "البشير" أوامر طوارئ مؤخرا بحظر التجمعات والاحتجاجات، وتنظيم حركة تداول النقد الأجنبي، وحظر تداول وبيع المحروقات خارج القنوات الرسمية، وتشديد ضوابط خروج النقد والذهب عبر الموانئ والمعابر.

لكن كل تلك القرارات لم تفلح في تهدئة وتيرة الاحتجاجات، التي استمرت للمطالبة بإسقاط نظامه.

ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تشهد البلاد احتجاجات منددة بالغلاء ومطالبة بتنحي "البشير"، صاحبتها أعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا، وفق آخر إحصاء حكومي، فيما قالت "منظمة العفو الدولية" إن عدد قتلى الاحتجاجات بالسودان تجاوز 50 قتيلا.