إسطنبول.. مدينة الرحمة ورعاية الحيوان

الخميس 28 فبراير 2019 08:02 ص

يسعى الكثيرون من سكان مدينة إسطنبول إلى مساعدة قطط وكلاب الشوارع؛ فيقدمون لها أطباق الطعام، ويهيئون  لها مأوى بجوار منازلهم، بينما تكثف سلطات المدينة جهودها لضمان صحة الحيوانات، ومن ثم صحة الأشخاص الذين يتعاملون معها.

جاء ذلك في تقرير أعدته وكالة "فرانس برس" بعنوان "إسطنبول مدينة الرحمة ورعاية الحيوان".

وجاء في التقرير: "عندما يتجول الزائر في مدينة إسطنبول لأول مرة، وقبل أن يبدي إعجابه بمساجدها العتيقة وقصورها العثمانية، لا بد أن يبدي دهشته من الرعاية والاهتمام الكبيرين اللذين تحظى بهم حيوانات الشوارع في جميع أنحاء المدينة العريقة؛ فهي تحتل أفضل مكان في المقاهي والمطاعم، دون أن ينهرها أحد أو يطردها".

وأضاف التقرير أن "من بين أوجه الاهتمام بحيوانات الشوارع في المدينة ما يطلق عليها الحافلة البيطرية (Vetbus) أو العيادات المتنقلة التي تتمركز كل بضعة أيام في حي من أحياء المدينة".

وحول سبب اهتمام سكان إسطنبول برعاية حيوانات الشوارع، تشير باحثة الدكتوراة في المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية في نيويورك، "ميين يلدريم"، إلى أن ذلك يرجع في جانب منه إلى تعاليم الدين الإسلامي ثم إلى بنية الفضاء العام خلال عهد الإمبراطورية العثمانية. فخلال ذلك العصر كان الناس يتنقلون بين بين المنزل والمسجد والسوق. وكانت الشوارع ساحة يعيش فيها الكلاب والقطط.

وتضيف "يلدريم" أنه مع بداية القرن العشرين، بدأت سياسة قتل حيوانات الشوارع مثلما حدث في الغرب، واستمرت هذه السياسة حتى تسعينيات القرن الماضي؛ حيث اعتادت البلديات نشر السم في الشوارع لقتل الحيوانات. لكن قانون حماية الحيوانات الذي أقر في عام 2004، أجبر البلديات على الاعتناء بتلك الحيوانات.

وتدير بلدية إسطنبول 6 مراكز صحية في الشوارع، تشمل العيادة المتنقلة، وتهدف إلى تطعيم وتعقيم وعلاج قرابة 130 ألف كلب و165 ألف قط تعيش في الشوارع، وفقا للبلدية. وتزود الحيوانات بشريحة إلكترونية، ثم تعاد إلى المكان الذي وجدت فيه باستثناء تلك التي يتطوع بعض المواطنين برعايتها.

ونتيجة لتطور هذه الخدمات عالجت المراكز الصحية البيطرية في المدينة 73 ألفا و608 حيوانات خلال عام 2018 مقارنة بـ2470 فقط في عام 2004. ووفقا لبيانات البلدية التي توظف مئة طبيب وفني بيطري، لم تشهد المدينة منذ عام 2016 حالة واحدة لداء الكلب.

وإذا كانت حيوانات الشوارع تجد طعامها بسهولة، فإن الحيوانات التي تعيش على أطراف الغابات لا تجد من يقدم لها الطعام، لذلك تُسير بلديات المدينة شاحنات صغيرة يوميا تحمل ما يصل إلى طن من الأغذية الجافة. ويتم توزيع الطعام على الكلاب التي تتجمع بعد سماع صفارات الإنذار.

ووفقا لكبيرة الأطباء البيطريين في المركز الصحي في حي سلطان غازي، "توغتشا ديميرليك"، فإن التغذية الجيدة للحيوانات والاعتناء بها، يضمن التزامها بالهدوء ويحد من أي سلوك عدواني لها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

تركيا إسطنبول

هيئة الإحصاء التركية: عدد سكان إسطنبول يفوق 131 دولة